تناولت في الجزء السابق كيف كانت فكرة اغتيال السادات منفردًا فكرة مقبولة لدي تنظيم الجهاد الذى لم يعد لديه ما يخسره، بعد اعتقال أفراده وبعض قادته وكخطوة انتقامية من “خالد الاسلامبولى” لأخوة وباقي معتقلي التنظيم.
الاعداد للاغتيال:
- ”خالد الاسلامبولي” كان مقيم فى منطقة “الالف مسكن” مع شقيقتة وزوجها ثم انتقل “عبد السلام فرج” ليقيم معه ليكون المنزل هو غرفة عمليات لإدارة اغتيال “السادات” إلا ان زوج شقيقة “خالد” اعترض على اقامتهم فى مسكنة فانتقل “خالد الاسلامبولى” مع “عبد السلام فرج” إلى شقة فى نفس المبنى فى الدور الثالث حيث منزل صديقة ورفيق صباه “عبد الحميد عبد السلام” وهو ضابط سابق واصبح صاحب مكتبة عرف بفكرة اغتيال “السادات” وقبل الاشتراك فيها!
- تم استدعاء“صالح شاهين” وهو مهندس ميكانيكى وعضو فى التنظيم لتدبير الذخيرة و القنابل وكذلك استدعاء “عطا طايل” وهو مهندس وضابط احتياط وقبل المشاركة فى الاغتيال متحمسًا و“حسين عباس” رقيب متطوع سابق عرف بالمهارة فى اصابة الهدف وحاصل على احد دروع الرماية.
- جاء من الصعيد بعض قيادات التنظيم المطلوب القبض عليهم وهم “كرم زهدى”، “فؤاد حنفي”، “عاصم ماضى”، “اسامة حافظ” واتفقوا على توسيع الخطة لتشمل السيطرة على الوجة القبلي.
تنظيم “الجهاد” المفكك المعتقل او هارب افرادة وقياداتة يحاول رد الصفعه للأمن باغتيال رئيس النظام المصري، اما فكرة الثورة الشعبية لاقامة الحكم الاسلامى فرغم اغرائها لكثير من التنظيمات الانقلابية الاسلامية لانها ستحقق لهم تنفيذ خطوة هامة وهى اغتيال كل القيادات السياسية فى السلطة إلا انها لم تكن متاحة وقتها فلم يكن الشعب المصري واقعًا بعد تحت تأثير القنوات الفضائية الدينية ولم تكن قد تفاقمت مشكلاتة الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة الى ضعف وسائل الاتصال والانترنت الامر الذى جعل التنظيم يوقن ان الافضل هو ثورة مسلحة لاقامة الحكم الاسلامى بعد قتل رأس النظام وليس ثورة شعبية فلم يكن وقتها قد حان بعد.
خطة الاستيلاء على السلطة فى مصر اثناء الثورة المسلحة:
- تقوم مجموعات من القاهرة والجيزة بمهاجمة مبنى الاذاعه والتليفزيون وغرفة عمليات القوات المسلحة والسنترالات وقيادة الامن المركزى وغرفة عمليات وزارة الداخلية للسيطرة على القاهرة.
- يقوم اعضاء التنظيم فى الوجة القبلى بالسيطرة على مدينة اسيوط فور اغتيال “السادات” والانطلاق منها الى المحافظات للسيطرة عليها. “وهو ما تم جزئيًا”.
- استخدام “منوم” لتنويم كتيبة الدفاع والحراسة للاستيلاء على السلاح الموجود فيها واستخدامة فى الهجوم على مبنى الاذاعه والتليفزيون.
يوم 1 أكتوبر1981
ارسل “محمد عبد السلام فرج” رسالة الى “عبود الزمر” فى مخبئة عن طريق شقيقة “طارق” يخبرة فيها بخطة اغتيال السادات الذى رفض اولا لإستحالة التنفيذ ثم وافق بعدها وساهم قبل يوم واحد من تنفيذ الاغتيال فى تدبير”المنوم” الذى سيستخدم ضد كتيبة الدفاع والحراسة.
يوم اغتيال “السادات”
اوقف خالد السيارة عند منصة العرض العسكرى عن طريق تهديد السائق الذى لم يكن تابعًا للتنظيم نزل وألقى قنبلة وتبعه “عطا طايل” بقنبلة اخرى ثم “عبد الحميد عبد السلام” بقنبلة ثالثة ثم اختطف “خالد” رشاش السائق واتجة للمنصة وتمكنوا من قتل “السادات”.
لم ينجحوا فى احتلال مبنى الاذاعه والتليفزيون بسبب فشل الحصول على اسلحة الكتيبة العسكرية فبقت اكبر وسيلة اعلامية فى قبضة النظام وتعذر عليهم مخاطبة الشعب او التأثير عليه اعلاميًا.
عزل “اسيوط”:
لم يصل مسئول الإتصال فى التنظيم “اسامة حافظ” الى اسيوط يوم 5 اكتوبر وبالتالي لم تنفذ اى عملية يوم 6 اكتوبر فى اسيوط وتم عقد اجتماع يوم 7 اكتوبر للتحرك يوم الجمعه لاستغلال تجمع المصلين (راجع ارشيف يناير25) وتضمنت خطة “ناجح ابراهيم” ايضا السيطرة على مديرية الامن واقسام الشرطة والسنترال وعزل اسيوط من الشمال و الجنوب وقطع الطرق الموصلة اليها واخلاء الطرق من رجال الشرطة ، وقد نفذت الخطة من خلال ثلاث مجوعات وعجزت الحكومة عن السيطرة على اسيوط لمدة تزيد عن 24 ساعه كانت فى منتهى الخطورة لانها كشفت عجز النظام الامنى وبعض الثغرات فية.
سافر اللواء“حسن ابو باشا” إلى اسيوط لمدة 10 ايام متواصلة للقضاء على الفتنة متحديًا تنظيم الجهاد وكانت نتيجة تلك الحرب المحدودة بين تنظيم ارهابى وبين وزارة الداخلية و المواطنين قتل عميد شرطة، قتل 3 ضباط برتبة ملازم اول، قتل 62 جندى وقتل 21 شخص من الاهالى اصابة 18 ضابط و 190 جندى و 32 مواطن وتلفيات فى 48 سيارة شرطة ومطافي!
اذن يوم 6 أكتوبر1981 تحقق لتنظيم “الجهاد” قتل “السادات” وتحقق لهم ايضا القيام بمحاولة اولى للانقلاب والسيطرة على الحكم واقامة الحكم الاسلامى عن طريق محاولة ميدانية فى محافظة اسيوط مما كبد وزارة الداخلية والمواطنين خسائر فادحه وان لم تنجح تلك المحاولة إلا ان تنظيمات “الاسلام السياسى” قد استفادت من اخطاءهم فيها واصبحت أى محاولة انقلاب لابد ان يسبقها اعداد جيد فقد درسوا حركة 1981 فى اسيوط واستفادوا منها لعدم تكرار اخطائها عند محاولة قلب نظام الحكم .
من تقرير “مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة” نقرأ:
“لو كانت قد وقعت احداث مشابهه فى مدن ومحافظات أخري لما امكن القضاء على التنظيم فى اسيوط لان ذلك تتطلب سحب اعداد هائلة من جنود الامن المركزى من معظم محافظات الصعيد الى اسيوط كما نقلت قوات الصاعقة الشرطة الى اسيوط لتطهيرها وحلقت بعض الطائرات القتالية فوق المدينة لإرهاب المهاجمين…”
تم القبض على “محمد عبد السلام فرج” ورفاقة واعدموا أما باقى اعضاء تنظيم الجهاد فقد دخل عناصرة السجن لقضاء مدد الاحكام عليهم وانقسموا داخل السجن الى ثلاث مجموعات:
الاولى: مجموعه “عبد السلام فرج” و “عبود الزمر” التى تدين بفكرة الاستيلاء على السلطة والثورة الشعبية.
الثانية: مجموعه قيادات الصعيد ومفتيها “عمر عبد الرحمن” وقد افرج عنه لعدم ثبوت تهمة اصدار فتوى قتل السادات علية وهى مجموعه تدين بفكرة قلب نظام الحكم عن طريق ثورة مسلحة.
الثالثة: مجموعه “سالم الرحال” التى سبق ذكرها فى الجزء السابق وهى التى انضمت لتنظيم الجهاد بعد ترحيل “الرحال” إلى الاردن وهى ايضا تدين بفكرة قلب نظام الحكم عن طريق انقلاب عسكري.
قُضي على تنظيم الجهاد باعتقال افرادة و إن لم يقلل ذلك من خطورتهم ولكن فكر التكفير بقى واستمر وتعتبر المجموعات السابقة هى الاصول التى كونت مجموعات ارهابية اخرى تصدي لها مبارك وجهازة الأمني عندما اصطدمت بالنظام وبأمن المواطنين بارتكابها جرائم سنذكرها فى الحلقات القادمة عن تنظيمات التكفير وجرائم الارهاب فى عهد مبارك.
2 تعليقات على تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر ( 7 ): عزل اسيوط – البروفة الاولي لثورة!
رائع جدًا هذا الجزء، عزيزتي رانيا.
تحياتي لهذه السلسلة العظيمة…
شئ مهم جدا جدا جدا:
الكتاب ده و هو كتيب مش كتاب يعني:
http://www.4shared.com/office/paE8azBm/______.html
به كل الجماعات الاسلامية بلا استثناء من زاوية الصانع المؤسس و الفكر و الانتماء في مصر كله كله لأن المولف منتمي للجماعة الاسلامية أصلا..
الكتاب ده مهم جدا جدا جداً..