زميلي في العمل ذو الأصل الفلسطيني سألني “حامد ليش انت مصًلع رأسك ديما ” يقصد عن سبب تقصيري شعر رأسي باستمرار فقولت له مبتسما حتى أتباهى بآثار الجرح الصغير الموجود في رأسي الذي أصبت به في بداية الثورة المصرية , موضوعي يتعلق بالفخر بالثورة لا بالحديث عن رأسي ..
شاركت في صناعة ثورة منذ لحظاتها الأولى وحتى أٌرغمت علي ترك الوطن .. ولا يمكن أن أتصور أنني شاركت في ثورة إسلامية , نعم لم أشارك في ثورة إسلامية علي الاطلاق .. فما أتذكره جيدا أن الثورة المسماه بثورة 25 يناير اشارةً لليوم الذي بدأت فيه , كانت ثورة مدنية شعبية حضارية تدعو لانشاء دولة حرة مبنية علي المساوة والعدل وحترام حقوق الانسان , دعا إليها حركات و تيارات لا تقترب من قريب او من بعيد بالتيارات الاسلامية ولا حتى لديهم رؤية لمستقبل مصر تشبه ولو لـ 1% من الرؤية لدى تيار الاسلام السياسي وكان وقتها لا توجد بيننا وبينهم أي خلافات سياسية سوى فتاوى تجريم وتحريم التظاهر و الخروج علي الحاكم , قصدت خلافات سياسية ولم اقصد خلافات شرعية حيث انهم كانت سياستهم لا تدعو للثورة فكان هذا خلافنا معهم ..
أما بالنسبة لما يحاول البعض إشاعته بأن جماعة الاخوان المسلمين وسلفيو الوطن من وهابيهم وغافليهم عن المنهج الاسلامي المعتدل هم من يمثلون الثورة … حيث أنهم يخرجون ويهتفون “ثورا أحرار هنكمل المشوار” .
منذ متى وكان الأخوان ثواراً ؟
و منذ متى وكان السلفيين أحراراً ؟
وأي مشوار تنتوا استكماله ؟ …
منذ متى وكان الاسلاميون يهاجمون غير الضعفاء ..
فلم يشهد التاريخ مرة واحدة بأن أحدهم وقف في وجه حاكم أو سلطان وأبدى رأيه الا نفاقا وابتغاء مرضاتهم لعقد الثفقات مع أجهزتهم الأمنية وهذا مكتوب في التاريخ من بداية تاريخ مصر الحديثة .
أما عن أقباط مصر .
مسيحيو مصر مهدوري الحق الذين لم نرى منهم نحن ولا الاخوان ولا السلفيين شيئا واحدا نهاجمهم من أجله .. أعني ” نحن المسلميين ”
وليشهد التاريخ أن جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة نظموا كتائب وميلشيات خرجوا علي اعتصام سلمى يعارضهم الرأي فتكوا بمن فيه واشعلوا نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد حيث أنهم كانوا يبحثون عن الصلبان علي أيدي المتظاهريين ليقوموا بالاعتداء عليهم ,, هذا لا يعني أنهم فقط اعتدوا علي الأقباط ولكنهم فتكوا بجميع من يعارضهم مسلمين ومسيحين , ولكن أعتقد بأن الأقباط كان ينالهم الحظ الأكبر من الضرب ليس تخمينا , ولكن رؤية لما يوجد في عقول هؤلاء الغوغائيون من عنصرية وتطرف واستبداد باسم الدين وعدم قبولهم للاخر بدليل بحثهم عن الديانة في بطاقة الرقم القومي لمن قاموا باختطافهم حسب شهادة كل الشهود والمختطفين .
وفي إحدى المشاهد رأيت مجموعة من البشر أقصد مجموعة … نعم مجموعة بها ما يقرب من عشرين نعم أقصد مجموعة كبيرة يتناوبون بالضرب علي شخص واحد ,,, في البداية وجدت اجابة لسؤالا كان يٌطرح وقت أحداث محمد محمود الأولى وأحداث مجلس وزراء الجنزوري …
وكان السؤال لماذا سكت الاسلامين علي هذه المجازر ولم يبدوا آرائهم فيها بالشجب والادانة ؟
لكن كانت الاجابة الصحيحة هذا اليوم فقط .. اليوم الذي رأيتهم فيه وهم ينتهجون نفس النهج … واتأسف علي لفظة بشر التي خرجت مني علي هؤلاء الحثالة التي لا تعرف الرحمة ولا الانسانية حين قلت مجموعة من البشر فلا بشر بأخلاق البشر تستقوى بأعدادها علي فرد واحد بهذه الوحشية.
هذا الفرد الواحد سألوه عن إسمه وهو ينزف دما من أنفه وفمه وجسمه عريان , وهم يضربونه من كل جانب من الأمام ومن الخلف فقال مجاوبا علي ” اسمك أيه ؟ ” والله ما فاكر ..”
حينما سمعت هذه الكلمة ظننت بأنه مسيحي ويخاف من أن يصرح بهذا فيزدادوا في ضربه , وللاسف لم أكن مخطأ فهذا الشاب كان فعلا مسيحيا ولا يمكن أن أبرئ نفسي كمسلم يعرف معنى الاسلام الحقيقي من السماح لهؤلاء التحدث باسم الدين فلا يمكن أن يسامحنى ضميري عن ما يشعره هذا الانسان من مجرد ابداء اسمه .. فقط اسمه .. ليقابل من الطرف الاخر الذي يتحدث باسم عقيدتي بالفتك والضرب وهذا فقط لأنه مختلف معهم في الرأي والعقيدة .
ضميري يجعلني أسأل أي عقيدة هذه التي يعتقدونها ؟ هل هي نفس عقيدتي . وان كانت نعم ؟ فيما إذا الاختلاف ؟
الاختلاف أعزائي في الشرعية ..
نعم, فمن المؤكد أن شرعية أتت من خلال عصر الليمون أن تفعل أكثر من هذا
مع التحية
2 تعليقات على مسيحيو مصر وشرعية الليمون
أتفق معك يا أستاذ حامد… شرعية مرسي سقطت والجماعة سقطت للأبد…
اسمحلي أسألك، كيف أُرغمت على ترك مصر، لو سمحت لي، أو تستطيع أن تقول؟
هي مشكلة شخصية الحقيقة لكن هبعتلك ع الGmail التفاصيل