تذكر أبيگيل باكان وياسمين أبو لبن، في مقالتهما Palestinian Resistance and International Solidarity: The BDS Campaign، الصادرة في العدد الأول لعام ٢٠٠٩ من مجلة Race and Class، أن حرب إسرائيل على غزة في ديسمبر ٢٠٠٨ ويناير ٢٠٠٩ أحدثت موجة جديدة من التضامن الدولي مع الفلسطينيين. ومثال ذلك مقالة نشرتها الصحافية الكندية المشهورة (ناعومي كلاين)، في الصحيفة البريطانية (ذي گارديان) والصحيفة الأمريكية (ذي نيشن)، لتأييد حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، من أجل عزلها كما عُزلت أفريقيا الجنوبية في النصف الثاني من القرن العشرين، الأمر الذي ساهم في انهيار نظام الفصل العنصري (الأبارتيد) في ذلك البلد.
تشير المؤلفتان إلى أنه كثيراً ما يصعب على الباحث أن يقدم بحثاً عن القضية الفلسطينية دون أن يعزو بعض القراء نتائج البحث إلى أصل الباحث بدلاً من منهجه العلمي. فتصارحان بأصليهما لئلا تصرف الصورُ النمطية الانتباهَ عن مضمون حجتهما. أما أبيگيل باكان فهي يهودية تعيش في كندا، وهي متحدرة من لاجئين هربوا من أوروبا الشرقية بسبب المذابح المنظمة ضد اليهود، وتذكر قتل بعض أفراد عائلتها في الهولوكوست. وأما ياسمين أبو لبن فهي من فلسطينيي الشتات، فإن العنف الصهيوني هجّر عائلة أبيها من فلسطين في عام ١٩٤٨، ثم استقر أبوها في كندا مع أمها الأمريكية.
ترى الباحثتان أن حملة المقاطعة خطوة إيجابية بالنسبة للتضامن الدولي وتقدُّم الحركات الاجتماعية، وأنها قد تزعزع الصهيونية. تستخدمان، في تفسيرهما لتاريخ حملة المقاطعة، مفهوم « العقد العرقي » للفيلسوف (تشارلز ميلز). يرى (ميلز) أن العنصرية بمثابة نظام سياسي ضمني في الدول الديمقراطية الحديثة يقوم على فكرة أن البيض وحدهم بشر وأن غير البيض ليسوا إلا أنصاف بشر. فتؤكد باكان وأبو لبن، بناءً على نظرية (ميلز)، أن هناك عقد عرقي دولي، منذ عام ١٩٤٨، يطابق بين مصالح إسرائيل ومصالح الدول الكبرى، ويفترض أن الفلسطينيين أنصاف بشر لا يستحقون دولة. وتعتبر المؤفلتان هذا العقد العرقي أحد عناصر الهيمنة الثقافية (بالمعنى الذي حدده المفكر الماركسي أنتونيو گرامشي) التي تساهم في سيطرة النخبة الغربية على العالم.
مما يصعّب مواجهة الصهيونية في الغرب أن الصهيونية، باعتبارها رد فعل على كراهية اليهود في أوروبا وأمريكا الشمالية، تدّعي مناهضة العنصرية، بينما تخدم الاستعمار العنصري في الشرق الأوسط. وطبقاً للعقد العرقي فإن الباحثين الذين ينتقدون إسرائيل، بما فيهم باحثون يهود من أمثال (نورمان فنكلستين) و(إيلان بابي) و(أوري ديفيس)، يواجهون محاولات شرسة لإسكاتهم. يندرج بعض هؤلاء الباحثين في تيار « المؤرخين الجدد » الإسرائيليين، الذين أعادوا كتابة تاريخ إسرائيل والصهيونية من خلال التركيز على تجارب الفلسطينيين، خاصة في النكبة، فقدّموا تاريخ إسرائيل من منظور « ما بعد صهيوني ». وتشير المؤفلتان إلى أن حملة المقاطعة تعتمد اعتماداً كبيراً على أبحاث هذا التيار.
ثم تلخصان تاريخ حملات مقاطعة إسرائيل. قاطع فلسطينيون الشركات والمنتجات الصهيونية في ظل الانتداب البريطاني على فلسطين قبل عام ١٩٤٨. ولا تزال المقاطعة من قِبَل المستهلكين مهمة، إلا أن حملة المقاطعة الحالية تطالب بمشاركة الدول أيضاً. لقد نادت جامعة الدول العربية بمقاطعة إسرائيل في عام ١٩٤٨، غير أن بعض الدول العربية، مثل مصر والأردن والسعودية والبحرين وعمان، لم تعد تعمل بها. وفشلت جامعة الدول العربية في جذب الانتباه إلى انتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الفلسطينيون، وفي التأثير على الرأي العام في الغرب. وفي السبعينات، صدّقت الولايات المتحدة وعدة دول أوروبية على قوانين تمنع مقاطعة إسرائيل، وبررت ذلك باسم منع « المتييز ».
هذا عكس ما أنجزته حملة مقاطعة أفريقيا الجنوبية، التي نشأت في الخمسينات، وأدت إلى عقوبات دعمتها الأمم المتحدة ودول غربية كثيرة، بما فيها الولايات المتحدة. هناك أوجه تشابه كثيرة بين نظام الفصل العنصري (الأبارتيد) في أفريقيا الجنوبية وبين النظام الصهيوني في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. لذلك تضم حركة المقاطعة الحالية شخصيات بارزة من مقاومي الأبارتيد، مثل (ديزموند توتو)، كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق والحائز على جائزة نوبل للسلام.
في عام ٢٠٠٥، في أعقاب قرار محكمة العدل الدولية الذي طالب بإزالة الجدار العازل الإسرائيلي، نادت ١٧٠ منظمة مدنية في فلسطين بمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، مستوحية إستراتيجية اللاعنف والتضامن الدولي من نجاح تحول أفريقيا الجنوبية. وعلى نقيض المقاطعة التي كانت جامعة الدول العربية قد أدارتها، فإن حركة المقاطعة الحالية غير هرمية، وتعتمد على وسائل الإعلام الجديدة التي تتوافر على الإنترنت. يبرز فيها جيل جديد من النشطاء الفلسطينيين في الشتات. ونجحت في اكتساب تأييد منظمات مدنية كانت قد نشأت للاعتراض على الليبرالية الجديدة وعلى العسكرية الأمريكية المتمثلة في الحرب على العراق. هكذا أصبحت حركة المقاطعة رمزاً للتضامن الدولي ولرفض العدوان العسكري والتمييز ضد العرب والمسلمين. وقد جرت العادة على تسمية الجدار العازل الإسرائيلي « جدار الأبارتيد »، فيما ازداد عدد الذين ينادون بإحلال دولة علمانية ديمقراطية محل دولة إسرائيل.
تشارك حكومات محلية وشركات ونقابات عمالية وكنائس ومهرجانات سينمائية، في أوروبا وأفريقيا الجنوبية وكندا، في حملة المقاطعة. ومثال ذلك بنك ASN الهولندي، الذي سحب استثماراته، في عام ٢٠٠٦، من الشركات التي تستفيد من الاحتلال الإسرائيلي. وفي عام ٢٠٠٩، حمل طلاب في بريطانيا والولايات المتحدة جامعاتهم على سحب استثماراتها من إسرائيل. وأعلن المنتدى الاجتماعي العالمي، الذي انعقد في البرازيل في عام ٢٠٠٩ وحضره مائة ألف شخص، تأييده لحملة المقاطعة. ازداد هذا التأييد رغم المعارضة الشديدة التي يتعرض لها من يبرز في الحملة، من قِبَل القائلين بأنها لن تنجح، أو أنها تهدد السلام والأمن، أو أن مقاطعة الجامعات الإسرائيلية تخالف الحرية الأكاديمية، أو أن الدافع الأساسي للحركة هي كراهية اليهود. وعلى سبيل المثال فإن الأستاذ البريطاني (ستيفن روز) اتُّهم بأنه « يهودي كاره لنفسه » عندما نادى، في عام ٢٠٠٢، بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، اقتداءً بالمقاطعات الأكاديمية التي كانت قد واجهت أفريقيا الجنوبية.
ترى المؤلفتان أن من ميزات حركة المقاطعة أنها توحّد الفلسطينيين، على اختلاف جنسياتهم وطوائفهم وأجيالهم. وفي ظل عجز الأمم المتحدة عن معاقبة إسرائيل على انتهاكاتها للقانون الدولي، تؤكدان أن حركة المقاطعة قد تُعتبر « منظمة أمم متحدة من أسفل » تتحمل هذه المسؤولية.
(المصدر: أبحاث لفتت نظري)
9 تعليقات على حملة مقاطعة إسرائيل
مرحبًا دكتور بنجامين كير،
أنا أختلف معك شكلًا وموضوعًا في هذا الطرح، والغريب أنه يخرج من أكاديمي مثلك!
ماذا تعني بمقاطعة الأكاديميين الإسرائيليين والجامعات الإسرائيلية والمهرجانات الثقافية الإسرائيلية؟؟! هذا لم يختلف كثيرًا عن دعوة الوزير المحترم فاروق حسني الذي قال بإعدام كل الكتب والمراجع اليهودية!
شيء مؤسف أن يتطرف البعض في دعاواه، ويرى أنه الأصح، وأي مخالف لوجهة نظره يجب أن يُعدم، أو يُقاطع!
وما ذنب الأكاديميين أو المثقفين الإسرائيليين في ما يرتكبه جيشهم؟! ولكن مهما تقول من دعاوى، أو يقول هؤلاء الذين ذكرتهم، فإن دعوتكم هذه ليست ذات أهمية عالمية كبرى، أو حتى اهتمام. وكما قلت، كلهم اشتراكيون أو شيوعيون أو قوميون أو فلسطينيون على شبكات الإعلام الجديد، ودعوات المقاطعة الغريبة هذه لم تتعد، ولن تتعد هذا.
أنا غير موافق عن طرحك هذا، وأحب أن أؤكد أن شبكة شباب الشرق الأوسط بها كتاب إسرائيليين، نعتز بهم كثيرًا، منهم اليساري واليميني، وكلنا نتشارك ونتحاوز هنا على الشبكة، بلا حجر أو حظر أو حجب، ونحن لم، ولن، نقاطع أي أحد يومًا مهما كان، ونحن بمنأى عن هذه الدعوات الشاذة.
الليبرالية الجديدة هي السبب في الرئيسي في تحرر العراق من وطأة الديكتاتور… أتعجب منكم أيها اليسار وأيها العروبيون، تدعون لمقاطعة إسرائيل، وتغضّون البصر عن إيران، هذا الكيان الاستبدادي الضخم الذي يستشري في أعماق الإيرانيين، هؤلاء الذين يحملون الحضارة الفارسية العملاقة على أكتافهم.
ولن أذكرك بأكثر من غالاوي، هذا المحتال الآفاق، الذي خسر مقعده في البرلمان، ولم تفز حركته بأي مقعد… هذا هو الحجم الحقيقي للعروبيين في آوربا والغرب.
تحياتي…
عزيزي أحمد،
أنا فكرت ملياً في مسألة المقاطعة الأكاديمية، وكان سبب ترددي حرصي على استقلال البحث الأكاديمي، خاصة وأنه لا يمكنني تجاهل الأبحاث الممتازة التي قام بها بعض المؤرخين الإسرائيليين في مجالي. ولكني أرى أن معايير تطبيق المقاطعة الأكاديمية لا تهدد استقلال البحث، وإنما قد تساهم في تعزيزه. تستهدف المقاطعة الأكاديمية المؤسسات وليس الأفراد ولا الكتب، فلا تمنعني من استخدام أبحاث الإسرائيليين، بل تمنعني من المشاركة في المناسبات والمشروعات الأكاديمية التي تشارك فيها المؤسسات الإسرائيلية. ويبدو لي أن المقاطعة قد تحمل أساتذة الجامعات الإسرائيلية على السعي إلى تعزيز استقلال جامعاتهم عن سلطة الدولة. لذلك أؤيد المقاطعة الأكاديمية، مع أني أعتقد أنها أقل فائدة من المقاطعة الاقتصادية وسحب الاستثمارات.
يبدو أنه لم تصلك وجهة نظر تعليقي… أ،ا ضد المقاطعة كليةً، سواء كانت أكاديمية أو ثقافية أو اقتصادية. هذا كان أساس تعليقي.
أما المستوى الثاني من تعليقي كان استنكاري على أكاديمي، ودكتور مستقبلي، أن يروّج لهذا الفكر، وأنت رددت على هذه النقطة، ولكني غير مقتنع بالفكرة من الأساس.
وأنا مع التطبيع كليًا وموضوعيًا… لأن منكري وجود دولة إسرائيل لن يكسبوا أي شيء، ولا حتى لقضيتهم، من وراء هذا الإنكار، بل هم يدورون في حلقة كبيرة مفرغة.
تحياتي
عزيزي أحمد،
من الجدير بالذكر أن حملة مقاطعة أفريقيا الجنوبية نجحت. انهار نظام الفصل العنصري هناك، دون حرب أهلية أو غزوة من الخارج. إذا كان لديك اقتراح أفضل بشأن القضية الفلسطينية فعليك أن تكتب مقالة أو كتاباً لتوضحه.
لقد أبديت بوجهة نظري مرارًا وتكرارًا، وها أنا أختصرها لك الآن:
قلت أن حماس هي جماعة إرهابية مثل الجيش الإسرائيلي تمامًا، وأنهما سويًا يعرقلا المفاوضات.
لكن عمري ما خرجي لأعلن أني سوف أقاطع شعب قطاع غزة لمجرد وجود حماس في غزة، ولا الشعب الإسرائيلي لمجرد أفعال الجيش.
ما تقوله أنت قد فاق كل التوقعات، فأنت لا تقول بمقاطعة الشعب الإسرائيلي لأسباب لم يرتكب أي منها هو فقط، بل تتمادى لتعلن تأييدك لفرض مقاطعة ثقافية وأكاديمية واسعة النطاق، مع إنك أكاديمي.
شيء مؤسف حقًا، ولكن كما قلت، لم، ولن، يتّبع ما تدعو إليه أي صاحب قرار غربي أو أي جامعة غربية، وهو الأهم، أن حملتك غريبة الأطوار هذه لن تكسب أي صوت خارج نطاق العروبيين والإسلاميين.
قد تقرأ مقالاتي عن غالازاوي، أقصد غالاوي، هنا، وهي تتضمن رأيي حول القضية الفلسطينية هنا:
http://www.mideastyouth.com/ar/?p=1239
وقد تزور موقع إسرائيليون من أجل فلسطين، وهو موقع من جملة مشاريع الشبكة، وقد دعّمته دعمًا شديدًا، لأني أعتقد أن الحوار بين الشباب، كما نعمل في شبكة شباب الشرق الأوسط، هو المفتاح لغد أفضل:
http://www.mideastyouth.com/ar/?p=649
أو قد تقرأ مقالة أستاذ وليد السبّول، والتي اتفقت معه حول الحل، وليس الكيفية:
http://www.mideastyouth.com/ar/?p=2529
وفي الأخير، أنا أكتب مقالة هذه الأيام، عنوانها، “لماذا يفتقر هواء الشرق الأوسط لنسمات حرية التعبير عن الرأي؟” وفيها جزء خاص بإسرائيل، ونظرية المؤامرة العربية.
تحياتي
من المؤسف ان نرى من يتعامي عن حقيقة الصهيونية كمجموعة من الاستعماريين الذين اقتلعوا شعب باكمله ودمروا منطقة الشرق الاوسط كلها بحقدهم وكراهيتهم، ويحاول الدفاع عن نظام عنصري في الوقت الذي نرى ان كثير من يهود العالم بما فيهم بعض الصهاينة قد تخلوا عن مشروعهم.
مجتمع الاستعماريين الصهاينة باكمه هو مجتمع عنصري بما في ذلك المؤسسات “الاكاديمية” حيث تلعب هذه المؤسسات دورا رياديا في قمع الشعب الفلسطيني ( Tel-Aviv University as a leading Israeli Military Research Centre)
http://electronicintifada.net/downloads/pdf/090708-soas-palestine-society.pdf
كل المؤسسات الصهيونية عنصرية وتخدم الاحتلال حيث يقف على رأس هذه المؤسسات، بما فيها “الاكاديمية” عتاة الصهاينة الذين ينهجون نهجا عنصريا في كل نشاطاتهم بدءا بالتمييز ضد الطلبة العرب مرورا بإجراء الابحاث على جثث الفلسطينيين بعد ان يتم تشفيتهم من قبل جيش الاحتلال وانتهاءا باجراء الابحاث الامنية وتدريب طواقم القمع والتحقيق
لا يمكن لأي شخص ان يدعم نظاما عنصريا الا اذا كان هو نفسه عنصريا مشبع بالحقد الصهيوني ويتعامى عن الحقيقة العدوانية للكيان الصهيوني والتي يتخلي عنها بعض الصهاينة انفسهم ويتوبوا بعد ان يكشفوا لنا الاساليب الاجرامية لبني جلدتهم (في الرابط التالي):
http://www.bintjbeil.com/E/occupation/ameu_iraqjews.html
حيث يكشف لنا يهودي عراقي مدى اجرام وعنصرية المجتمع الصهبوني والاساليب القذرة التي لا يتورعون في استخدامها !!!
سامي البدوي
أهلًا سيد سامي البدوي،
لم تزر موقعنا العربي منذ فترة كبيرة، علّها تكون بداية جيدة كي تزورنا من جديد.
نأتي لتعليقك المحترم، وأود أن يتّسع صدرك لتعليقي أيضًا،
أولًا، لم يعلّق سوى بروفيسور بنجامين، وشخصي، ولا يوجد غضاضة من أن توجه الحديث لي، بدلًا من هذا التكبّر الغير مبرر باستخدام لفظ “نحن،” وعدم توجيه الكلام لي.
ثانيًا، أنا، وهو من توجه له الكلام، لا يتعامى عن الحقائق، لأنه لا يعرف معنى للحقائق أساسًا، ولا يعرف على ماذا تعوّل عندما تذكر لفظة “الحقائق،” هل لإكساب كلامك شرعية أو قدسية؟ أم لتجاهل الرأي الآخر تمامًا، وفرض وجهة نظرك. أحب أقوللك يا سيدي، أن هذه الحقائق تختلف حسب وجهة النظر والتوجه، وأنا عندما علّقت، حتى قبل أن تشرّفنا حضرتك بتعليقكم المحترم، لم أشر تمامًا لهذه الكلمة الغريبة، أي الحقائق، لأن وجهة نظري قد لا تكون حقيقية، وأنا أحترم أي أحد لديه وجهة نظر مغايرة. بل أن بروفيسور كَير يحمل وجهات نظر مغايرة تمامًا، ونحن أصدقاء، وتقابلنا ذات مرة، وهو يكتب على الموقع هنا، وأنا أكتب عليه، لأن الموقع ليس حكرًا لفكرة على حساب أخرى، ولا يفرض أحد وجهة نظره هنا على أحد، ولا يعتبر أحد أن رأيه هو الحقيقة المطلقة، وفضلًا عن ذلك كله، عندما نحب أن نوجه كلام لأحد، نوجه له بإسمه، ولا نتهرّب من هذا.
ثالثًا، أنا لست صهيونيًا، وحتى لو تخلّى يهود العالم كلهم عن مشروع دولة إسرائيل، فهذا ليس داعي لي كي أغيّر وجهة نظري، وهي التي عرضتها مسبّقًا. وقد نسيت خلافات الماضي، وأودّ أن أفتح معبر للمستقبل، نبني فيه حوارًا للسلام مع الآخر. الكلام في العام عادةً يكون مسترسل، وكون أن المجتمع الإسرائيلي هو عنصري بأكمله هي مقوله تعوزها الدقة. يجب أن نفصل بين الصهيوني واليهودي، وبين الجندي أو البيروقراطي الإسرائيلي وبين الشعب الإسرائيلي. وإن كنت قد فشلت أنت، لأسباب ترجع لجنسيتك الفلسطينية، في هذا الفصل، فأنا نجحت، وفصلت بينهما بنجاح. وأنا أقف ضد الآلة الإعلامية العربية التي تودّ تشويه سمعة أي يهودي وأي إسرائيلي. وأكرر ما نقوله هنا مرارًا، وهذا هدف من أهداف شبكة شباب الشرق الأوسط، هو التقريب بين وجهات نظر الشباب في المنطقة كلها، بما قيهم الإسرائيليين. وأنا أودّ بناء حوار مع الإسرائيليين، بل ترجمت مقالة لإسرائيلية كبداية لكتابة الإسرائيليين معنا على الموقع.
رابعًا، المقاطعة لكيان موجود وقائم لن تفيد، هذه عن المقاطعة الشاملة، وهو ما يتّبعها اليسار، والإعلام التقليدي الذي يجري في عباءة الكتاب الاشتراكيين والعروبيين والإسلاميين. أمّا عن ما تقوله، سيادتكم أو بروفيسور كَير، فهو ما لا أقبله، ولا أقتنع به تمامًا. أنا أتعامل مع الإسرائيليين بلا غضاضة تمامًا، وأنا أدين أي حملة مقاطعة، ولكن المقاطعة العلمية أو الرياضية هي عقدة نقص العرب، وشيء من الضعف والخوف من مواجهة دولة بحجم إسرائيل، تفوق إمكانياتها العلمية كا للعرب جميعًا، وجامعاتها لها ترتيب عالمي. آسف عندما أقول لك أن إسرائيل لن تخسر شيء عندما تقاطعها أو تقاطعها الجامعات العربية. وأنا أقول هذا بشيء من الأسى، لأني أدرس عن نفسي في جامعة القاهرة، وأتمنى أن أرى جامعاتنا مثل جامعات إسرائيل. مقاطعة علمية مين يا عم سامي؟؟!
خامسًا، أنت ذكرت كلمة عنصري أكثر من ست مرات في تعليقك القصير، وأنا لا أعلم إذا كان هذا تقصيرًا منك في الكتابة، أم أنه يعوزك أي ألفاظ أخرى. وهذا المشهد السينمائي الذي تحدثت عنه لن يؤثر في الكثير، ولن يستعطف أي عقلاني. أنت تزايد على الكلام، وهو ما أفضحه بشكل كبير. أنا ضد الممارسات الإسرائيلية قلبًا وقالبًا، ولكني مع إقامة دولة إسرائيلية، ومع التعايش السلمي مع الإسرائيليين. Fair enough?
سادسًا،
بجد لا تعليق! أنا من أصول إسرائيلية يهودية طبقية برجوازية عنصرية يمينية فاشية محافظة.
سابعًا، هذه المناقشة الدائرة هي مناقشة كلاسيكية بين اليمين واليسار، أو بين الليبرالي والقومي العروبي، وأنا لا أشعر بأي غضاضة من فتح نافذة هذا الحوار البنّاء كل فترة، ولكن عسى أن يكون حوارًا مثمرًا بلا تعالي أو إقصاء للرأي الآخر.
أخيرًا، تعليقي لا يحمل أي جانب خفي تجاهك، بالعكس أنا أقدّر كتاباتك وتعليقاتك، وعلى النقيض تمامًا، فأنا أقبل الصداقات الجديدة من المختلفين معي فكريًا، بل أرحّب بالاختلاف. والفضل يرجع لشبكة شباب الشرق الأوسط، أنها جعلتني أتسّم بمرونة أكثر مع المختلفين، وهذه هي قيمة الحوار.
وفي النهاية، أدعوك أن تكتب معنا على موقع شباب الشرق الأوسط. لو موافق، سوف أرسل لكم الآن بيانات حسابكم الجديد.
أتمنى أن تتقبّل دعوتي، والسلام…
Zidan,
My problem is that I am very slow in typing arabic, and it takes me time and effort to write long replies in Arabic, so I prefer blogging and replying in English.
sure, I would like to have my login name and password back for MY in Arabic… and I bet I sent you message asking for it but you never replied.
For boycotting the zionist entity:
First, boycotting has proven to be very effective in forcing the racist powers to comply with the international community’s well.
second, boycotting has to be comprehensive, otherwise is is useless. We are talking of global boycott but not arabic boycott, even though the zionist trade with the arab world is enormous; Egypt is the first partner for the zionist as egypt is wasting its natural resources to support the zionists with cheap support and products.
http://islamtoday.net/albasheer/artshow-17-132135.htm
in addition, the zionist “academic” institutions are integral part of the the zionist project in supression the indigenous Palestinians.
If you are human, at least call for boycotting the occupation and support boycotting the settlement products that are made from our blood and on our land.
The zionists are famous for their military researches and assassination techniques that only oppressive regimes fond of, as the zionist are roaming the world training death squads in the most atrocious regimes
The zionist “academic” and “enlightened” institutions are fighting the Palestinian academic institutions in all aspects and boycotting our intellectuals and discriminating against our students
Are your with discrimination and oppression Mr. Zidan?
Hello Mr Samy,
Sure you can type in any language you prefer.
I’m not with discrimination and oppression, and I’m human, yet I’m calling for peace with Israel.
I haven’t received any mail from you! I’ve never ignored an email!
However, check your email now, I’ve sent you the info. after resetting them.
And make sure to email me on the email that I’ve sent you from, in the future
Greetings