طيور الظلام لازلت فى المجلس

مابين نائب يريد ان يطلق الرصاص على المتظاهرين وبين نائب اخر لم تشغله اى مشكلة يعيشها المواطن المصرى غير ان الممرضات المصريات يرتدون بنطلونات فى المستشفيات الحكومية بما يخالف الشريعة من وجهة نظره
وبعض المطالبين بعدم نشر حواديت الف ليله وليله لانها والعياذ بالله تخدش الحياء .
تذكرت المشهد السياسى المصرى الذى لم يتغير منذ صوره الكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة فى فيلم طيور الظلام عندما وصفا طيور الظلام المتحكمة فى السياسة المصرية بين نواب غير مؤهلين للعمل السياسى لا اخلاقيا ولا ثقافيا ولا يملكون الحد الادنى من الوعى السياسى او الشعبية قد يصلون الى مجلس الشعب بمجرد انهم من بطانة ومداهنى الحزب الحاكم عن طريق التزوير واشياء اخرى .
وبين الفريق الاخر الذى يقتسم المشهد السياسى المنتمى الى الجماعة الاسلامية المحظورة والتى ظهر المحامى الذى يمثلهم فى الفيلم وهو يوزع عليهم القضايا التى سوف يرفعونها ضد فيلم او كتاب او رواية لمنعها من العرض كما لو انهم تركوا الدعوة ومشاكل الناس وتفرغوا لقراءة الروايات ومشاهدة الافلام .
ان وصول نائب من نوعية نشأت القصاص الى مجلس الشعب وهو رجل بهذه السطحية الفكرية والذى اهتم باعلان رغبته ضرب المتظاهرين بالرصاص اكثر من اهتمامه بمشاكل المواطنين فى سيناء الذى يمثلهم فى البرلمان او ان يتطرق لمشاكل بدو سيناء واهمال الدولة لمشاكلهم لدرجة ان معظمهم ليس لديهم بطاقة رقم قومى على سبيل المثال مما يجعلهم فى اغلب الاحوال يشعرون بعدم الانتماء لهذا الوطن .
وبدلا من ذلك راح يزايد على الحكومة وعلى الحزب الجاكم حتى يتمكن من الاحتفاظ بمقعده فى الدورة القادمة بأى وسيلة مهما كانت دنيئة واجرامية تصل الى ضرب مواطنين مصريين بالرصاص .فقط لانهم يعبرون عن مطالب شرعية بشكل سلمى يكفله القانون .
ان هذه النوعية التى تحكمنا والتى بلانا بها الحزب الحاكم هى التى افرزت لنا نوابا اخريين من نفس النوعية الجاهلة الفاسدة من امثال نواب القروض والاراضى ونائب القمار وتهريب الهواتف المحمولة وقاتل المطربة ومورد اكياس الدم الفاسد ونائب الكبدة الذى شارك زميلة القصاص فى طلبه من وزير الداخلية بعدم استمال الحنية مع المتظاهرين (تلك الحنية المتمثلة ويا للعجب فى ضربهم بخراطيم المياه )
لماذا لا يعرف الحزب الحاكم اين يسكن الشرفاء فى هذا الوطن ويرشحهم بدلا من هؤلاء الفاسدين .
اما الفريق الاخر من طيور الظلام فمنذ ايام خرج علينا النائب الاخوانى حمدى زهران بطلب الى وزير الصحة بالغاء ارتداء الممرضات فى المستشفيات الحكومية للبنطلون لانه يخالف الشريعة الاسلامية من وجهة نظره ولم يذكر لنا النائب المحترم الواعى بقضايا ومشاكل بلده اى شىء مما يحدث داخل هذه المستشفيات من اهمال وقلة امكانيات وبهدلة المواطنين ومعاناتهم بين اقسام هذه المستشفيات والتى لا تقدم لهم الحد الادنى من الرعاية الادمية المطلوبة ، ولكن لم يشغل النائب المحترم سوى ان بنطلون الممرضة قد خدش حياءه اما باقى مايحدث فى مستشفيات وزارة الصحة فهو فل الفل ولا يجب ان نضيع وقت المجلس الموقر ولا اهتمام النائب المحترم به.
هذا يعطينا مؤشر على من يحكموننا من هذا التيار والذى قام بعض ادعياءه ايضا منذ ايام برفع دعوى ضد هيئة الكتاب لعدم نشر كتاب الف ليلة وليلة بحجة انه يحتوى على الفاظ تخدش الحياء ، فعلا هذا ما ينقصنا لكى نخرج من المشاكل التى تحاصر هذا الشعب المسكين( وهو بطبيعة الحال لا يقرأ اصلا) .. لابد ان لا يقرأ حواديت الف ليلة وليلة لانها سوف تخدش حياءه.
لقد خش حياء هؤلاء ما جاء من الفاظ فى كتاب حواديت الف ليلة وليلة الذى يقرأه العالم منذ سنين طويلة مع العلم ان الذى حقق هذه الرواية التراثية منذ ما يقرب من 100 عام هو عالم ازهرى.
فعلا لقد تفرغ هؤلاء الى قراءة الكتب والحواديت ومشاهدة الافلام حتى يتصيدوا اى اخطاء وتركوا مشاكل هذا الشعب الغلبان الذى انتخبهم .
الا يخدش حياء هؤلاء ما يحدث فى القدس ومحاولات هدم المسجد الاقصى .
الا يخدش حيائهم سكان المقابر والعشوائيات ومشاكل رغيف الخبز والبوتاجاز والرى بالصرف الصحى و انتشار القمامة .
الا يخدش حيائهم التطور العلمى والاقتصادى فى اسرائيل والذى يبلغ دخل الفرد فيها 36000 $ اى ما يعدل 36 مرة دخل الفرد فى مصر.
الا يخدش حيائهم ان مصر من اولى دول العالم فى التحرش الجنسى . الا يخدش حيائهم الفساد والمحسوبية والرشوة كقضايا دينية يجب مقاومتها دينيا بالدرجة الاكبر من الاهتمام ببنطلون ممرضة او كتاب الف ليلة .
الا يخدش حيائهم موضوع التوريث ام ان ذلك يعتبر خطا احمر لا يقتربون منه ، ام انها مقتضيات الصفقة مع الحكومة التى حددت لهم عدد المقاعد التى يحصلون عليها كما حددت لهم الموضوعات التى يجب ان يتحدثوا فيها..

ان هذه النوعية من طيور الظلام سوف تبقى جاثمة على صدورنا طالما ظلوا يفوزون بالتزوير واصوات الموتى وشراء الاصوات وقمع المعارضة والمتظاهرين واستبعاد الشرفاء واقصائهم خارج المشهد السياسى .