كنت اشاهد برنامج على أحد القنوات الدينية الاصولية وهي تتحدث عن افلام موسم العيد وأنها مليئة بالابتذال وتحدثوا ايضا عن أغاني التكتك والدجى وسمعت نفس الكلام من أكثر من مثقف حول التراجع في مستوى الفن. وكان الاثنين يتفقوا على فكرة فرض الوصاية على الناس واختياراتهم
انا لا اقيم هذه الافلام من ناحية مستوى الفنى ولكن سانظر الى الامر بصورة اخرى، فالفن ما هو إلا انعكاس للواقع وليس العكس وبالاخص السينما والاغانى أي حينما ينجح فيلم ملىء بالاغانى الهابطة والكلمات البذيئة المبتذلة فهذا يعنى ان هناك قطاع كبير من الشعب يحب هذا النوع من الفن وبالتالى سيدفع الثمن لمشاهدة الفيلم وبالتالى يكسب المنتج فينتج افلام من نفس النوع وهكذا في دائرة
فلو خسر فيلم أو اغنية من هذه النوعية لن ينتجها المنتج وشركات الانتاج لأن الهدف الأول لهم الربح فان خسرت هذه الافلام سيتوقفوا عن إنتاج مثل هذا النوع ولكنهم يكسبون ملايين لذلك يستمرون في إنتاج مثل هذه النوعية
ولو نظرنا على مدار تاريخ السينا المصرية نجد افلام وعلامات بارزة وابداعات ولكننا نجد أيضا افلام بلا أي معنى سوى تحقيق ربح تجارى فمثلا فيلم ابى فوق الشجرة فيلم مفرغ من أي مضمون من وجهة نظري ولكن الجماهير أحبوا الفيلم واحبوا مشاهدة ساخنة بين نادية لطفي وعبد الحليم حافظ. وحقق مكاسب هائلة
فيلم الناصر صلاح الدين الذي كلف اموال هائلة وملىء بالنجوم والابداعات ومن روائع السينما العربية ولكنه خسر فى دور العرض بينما نجح فى نفس الوقت فيلم ليس له اى معنى من وجهة نظرى وهو خلى بالك من زوزو وحقق مكاسب هائلة في دور العرض.
وايضا هناك اغانى على مر التاريخ الحديث فى مصر قد تكون بلا معنى أو هدف معين ولكن الكثير أحبها مثل أغاني عدوية السح الدح…وزحمة يادنيا زحمة لو قارنا هذه الاغانى بأغاني ام كلثوم أو فيروز سنقول فورا لا توجد وجه مقارنة
ان هذا ليس جديد على السنيما في مصر أو خارجها امريكا توجد فيها افلام تافهة المعنى ولكنها تحقق ربح تجارى هائل
ثم ادخال فكرة الحلال والحرام فى الفن وادخال فكرة يصح ومايصحش يتفق مع مجتمعنا لا يتفق مثل هذه الشعارات الجميل ستفرغ الفن من أهم شيء وهو حرية الابداع وإطلاق العنان فمثلا هناك افلام خالد يوسف مثل فيلم حين ميسرة ملىء بمشاهد جنس واضحة ولكنه فى نفس الوقت فيلم له قصة وله معنى من وجهة نظرى ووجهة نظر الكثير بينما راه البعض انه عرى وابتذال اذن ما تراه انت يصلح للمجتمع قد يراه البعض انه لا يصلح
لذلك الأفضل عدم فرض وصاية على الناس وليختار كل إنسان مايريد
فكثير من النجمات مثلا فى اخر فترة واخص مغنيات الفيديو كليب يستغلوا جسدهم وانوثتهم لتحقيق نجاح وينجحوا ولكنهم ينجحوا بالناس فلتختر الناس بارادتها ولتتعلم الخطا والصواب بالتجربة
قد اكون أرى الافلام هذه وهذه الاغانى مثل اغنية بحبك ياحمار لسعد الصغير او اغانى الدجى اغانى غير جيدة ولا اهتم بسماعها ولا بمعرفة اخبار من يغنيها ولا اعتبرهم فنانين ولا ادفع جنيه واحد كمشاهد مصرى فى هذا النوع من الفن ولكن هذا رأيي بينما قد يراهم البعض
فنانين ويعشقوا هذا النوع من الاغانى او هذا الممثل أو الممثلة او الفنان
نعم من حق الناس ان تختار فاغلب العشعب اختار جماعات الاسلامية فى الانتخابات وهذا الشعب هو من يدفع اغلبه الملايين فى مثل هذه الافلام والمسلسلات التركية مثلا التى تعبر عن واقع غربى تماما يدعى كثير مننا اننا لا نحب هذا النمط العلماني من الحياة هذا هو الشعب الذي قال نعم للتعديلات الدستورية حينما قالوا له رجال الدين ذلك وهذا هو الشعب الى دفع ملايين فى نفس الوقت بمباشرة بعد الثورة للمشاهدة فيلم الهرم
ان مثل هذا النوع من الافلام والاغانى ماهو الا عرض للمرض والمر وجهة نظرى ان كثير مننا أصبح يعاني من تشوه فكرى وثقافي الكثير منا يعاني من ازدواجية حياته
ان الحل الوحيد من وجهة نظرى ان يتعلم الشعب بنفسه عن طريق التجربة قد تتأخر مصر ولكن سياتي يوما سيعرف جميعنا قيمة مبادىء الحرية والحداثة وستصبح اختيياراتنا على اسس سليمة منطقيا.
2 تعليقات على عندما يتفق السلفيون والمثقفون
عزيزى الى ان ياتى اليوم الذى نتعلم فيه قيم قيمة مبادىء الحرية والحداثة سنكون خسرنا الكثير من الزمن أو ما هو أكثر من ذلك_علمانية اوروبا فيها كل الاطياف (لا مصادرة فقط الا لما هو يهدد امنك و يسبب ارهابك) اما هنا فى بلادنا العربية فالسائد هو منطق دينى و منطق سى السيد و منطق امنع و احجب و فلتر
كل انسان حر مالم يضر-كفانا وصاية وكفانا هدر لسنين عمرنا-بعد 50 سنة نبقى نعترف اننا اهدرنا الحريات؟!!! نعم اوافقك انه هناك ازدواج رهيب فى المعايير(طوال الوقت نهاجم العرى و الاباحية و قنوات الرقص و مواقع الانترنت تملأ بيوتنا)
كل انسان يختار ما يريده شرط الا يتدخل احد فى خصوصيات غيره ولا يتم فرض رقابة او وصاية والا سنجد انفجارات لا تنتهى (وها نحن نرى رواسب لها حاليا)
الحرية امر مفروغ منه فى الدول العلمانية التى تساوى بين الجميع و لا تحكم بالاعدام على فرد له رأى لا يعجب اغلبية دينية- ياترى هل مصر ممكن تبقى دولة علمانية؟ و علما نصبح كذلك كم سيضيع من اعمارنا ننتظر هذا الحلم؟
شكرا على المقال و بلدنا مدنية علمانية (حلم نفسى اشوفه وانا لسة فى شبابى)
أتفق معك في كل شيء يا عطية، ماعدا مقارنة عدوية مع أم كلثوم. كل منهما لون، وكل منهما طعم ومذاق خاص. عدوية موسيقى شعبية تأصلت في فلكلور بعد عقود على إنتاجها، أم كلثوم كذلك تأصلت في وجداننا كأغاني كلاسيكية تقدر الحب والجمال. أعتقد أن كليهما أثرا فينا، ولا أعتقد أن فن عدوية أقل قيمة، ولكنه درب مختلف تمامًا، ولو أني لست من عشاق عدوية، ولكني من عشاق الست ولا شك!