استهواني عنوانه، فقررت الذهاب لمشاهدته. هذه بداية لما سأكتبه عن فيلم “المنطقة الخضراء” للمخرج بول غرينغراس، والممثل مات ديمون، إذ يتناول هذا الفيلم قضية اكتشاف أكاذيب الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص أسلحة الدمار الشامل العراقية، وطمعها في بسط سيادتها على هذا البلد باسم الديمقراطية وطرد الظلم و و و و ….
حين رؤيتي لملصق الفيلم، وقراءتي تفاصيل بسيطة عن حكايته، اعتقدت أنني سأشاهد فيلما بروي رواية أمريكية تدافع عن وجهة نظر الحكومة، وتقدم أسبابا، بصرف النظر عما إذا كانت مقنعة أم لا… فيما يختص بإرسال مئات الآلاف من الجنود للتخلص من نظام لا صلة للولايات المتحدة الأمريكية به من قريب أو بعيد.
لست من الذين يروون تفاصيل أي فيلم شاهدوه ويسرقون الإثارة من أولئك الذين لم يشاهدوه بعد عن طريق سرد النهاية، إلا أن المشهد الأخير .. وبالتحديد اللقطة الأخيرة في الفيلم جذبت انتباهي كثيرا.. بحيث زاد احترامي لكاتب الفيلم، برايان هيلجيلاند، ودارت أفكار عدة في رأسي حول فكرة الفيلم الأصلية ألا وهي أن أمريكا محكومة من طرفين وليس من طرف واحد… وهناك عدة صراعات داخلية تدور قد تجعل من المواطن العادي أمام خيار بين الإثنين…
الفيلم يفضح أكاذيب بوش وجماعته بشأن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل… من خلال الجندي روري ميلر.. الذي وقع بعض الشيء في مطب تصوير الأمريكي وكأنه منقذ العالم.. غير أن هذا التفصيل لا يهم كثيرا في ضوء النظر إلى الصورة الأكبر ألا وهي النزاع بين الطرفين الأمريكيين.. والعراقيين من جانب آخر.
بالطبع أمريكا لم تأت للعراق من أجل أناسها.. أو من أجل فرض الديمقراطية.. أو من أجل مصلحة العراقيين.. بل هي هناك من أجل أهداف أخرى.. ومنها اتخاذ هذا البلد كموقع لفرض سلطتها على بلدان أخرى في المنطقة.. وأيضا وكما يعلم الجميع من أجل عيون نفط العراق…
هذا بالضبط ما صوره المشهد الأخير للفيلم.. فبعد الكشف عن الأكاذيب عبر الصحافة وغيرها.. نرى الجندي ميلر يركب سيارة الهمفي ويتجه برفقة أقرانه إلى أحد آبار النفط العراقية.. أعتقد أن هذا المشهد الصامت ببساطته يصور هدف أمريكا الأساسي في اختيار العراق ليكون ساحة للحرب المقبلة… هذا المشهد لخص سنوات طويلة من الشكوك والصدامات بين المفكرين والسياسيين في أهداف أمريكا المتعددة لغزو العراق…
أحيي هذا الفيلم.. الذي وإن كان يحتوي على مغالطات بشأن الحياة الحقيقية في العراق.. برأيي الشخصي… أراه مصدرا موثوقا للعالم أجمع بالتعرف إلى حقيقة ما يفعله الجيش الأمريكي بين حقول العراق.. وأقصد هنا الحقول النفطية…
كل يجري وراء مصلحته.. ولعل الولايات المتحدة تمكنت فعلا من الوصول إلى أهدافها وتلبية مصلحتها إلا أن تبعات ذلك على المدى الطويل ستكون صعبة بل مؤلمة أيضا.
6 تعليقات على “المنطقة الخضراء” … أمريكا تفضح نفسها بنفسها
الفيلم لسه جديد! وقد زادت في الفترة الأخيرة أفلام هوليوود عن حرب العراق، ومنها الفيلم الفائز بأوسكار هذا العام، خزانة الآلام.
مع اختلاف الـتأويلات حول حزمة الأغراض الرئيسية للإدارة الأمريكية في العراق، فلو نظرنا للجانب الآخر، هذه العملية الانتخابية الديمقراطية التي جرت منذ يومين، لم تكن لتجري تحت قيادة صدام.
سوف تسأليني، ولماذا يكون ثمن الديمقراطية كل هؤلاء القتلي؟ أقول لك، عندك ألف حق! ولكن تحت وطأة صدام، كان يموت أكثر ظلمًا وعدوانًا! لا أعتقد أن الأمريكان قتلوا أكثر مما قتلهم الانتحاريين!
ولماذا يحتاج العراقيون إلى آخرين لفض نزاعاتهم؟ هل كنا بانتظار الأجنبي ليأتي إلى أرضنا وليحل لنا مشكلاتنا؟ ما دمنا قادرين على المقاومة.. فكان الحق لنا أن نقاوم الظلم حينما كان “منا وفينا”، أم اليوم فقد تبعثرت الأوراق.. ولم يعد أحدنا يدري الصحيح من الخاطئ.
أمريكا أتت إلى هنا لتقلب الدنيا.. ومن أجل عدة مصالح مبطنة.. إلا أنني واثقة من أن آخر هذه المصالح هي العراقيون أنفسهم.. ودمتم
أنا أعتقد فيما تقولين، ولكني أعترض، وبشدة، على النزعة القومية التي تدعو إلى أن الظلم عندما يكون “منا وفينا” يكون أفضل من الظلم من الأجنبي!!
أنا لا أتفق معك في هذا على الإطلاق، فكلاهما ظلمًا، بل أن الأول أشد وطأة، تحت ديكتاتورية الحديد والنار التي كان يمثلها صدام!
حدث هذا في مصر أثناء أزمة الجزائر، ومع أن ضباط البوليس يضربون الفئات المتدنية هنا بأشكال مهينة، ولكن عندما جاء الضرب والإهانة من الغريب، ثار الناس! وكأن الثورة تأتي عندما يهينني الغريب فقط!
هذا منطق مزدوج وغير متسق يا أستاذ سامية…
تحياتي
تعليق جميل يا أخت سامية ويا ريت تخبريني هل أنتى ساميه محمد ابراهيم عايش لمراسلتك للضرورة القصوى
hi samea
Every weekend i used to visit this web page, for
the reason that i wish for enjoyment, for the reason that this this site conations truly pleasant funny data too.