في البداية كانت كل الأمور متجهة إلى المطلب السلمي في سوريا لتحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية والحد من الحزب الواحد فكانت فعاليات المجتمع المدني تطالب بدولة ديمقراطية يتم فيه التداول السلمي للسلطة وعدم احتكار الرئاسة في شخص الأسد ثم كان التصعيد على الميدان مسيرات هنا ومسيرات هناك والكل أراد التغيير وكل ذالك في سياق حدث الربيع العربي الذي طال شمال إفريقيا إضافة إلى مصر, فكان التغيير وإسقاط حكومات الفساد باستثناء المشهد الربيعي الذي كان أكثر دموية في ليبيا هنا المفصل بدا التدخل الغربي ثم دخول قطر على الخط اليد التي تستعمل لبطش كل المعارضين لأمريكا وهنا نتذكر التردد التركي للتدخل العسكري في ليبيا إلى درجة انتقاد حلف الناتو من طرف تركيا وهي عضو في هذا الحلف لكن ماذا حدث بعد ذالك لتضطر تركيا ركوب موجة التحالف الغربي لتنطلق بداية لتنتقد النظام المصري وتدعو مبارك إلى التخلي السلمي عن السلطة ثم بدأت في انتقاد الوضع في سوريا, والسؤال المنهجي ما هي الخلفية السياسية لكل من تركيا قطر السعودية و أمريكا في الأزمة السورية وما هي حقيقتها؟

تركيا

بعد تحقيق حزب العدالة والتنمية فوزا ساحقا على حساب الحزب الجمهوري أصبحت تفكر بمنطق العمق الاستراتيجي وقيادة العالم الإسلامي وموازاة كانت أمريكا تتحين الفرص لمواجهة الوجود الإيراني في المنطقة وعلاقته بالمقاومة الفلسطينية من خلال حرصها على امن إسرائيل فتم اختيار تركيا على حساب السعودية لأنه من الناحية الجيو سياسي لا تستطيع السعودية التدخل العسكري ولا التأثير المباشر في سوريا كما أن تركيا تستطيع تصدير تنظيم القاعدة من حدودها إلى سوريا لان مصلحتها الآن تقتضي السماح لمرور قوى التنظيم وهذا ما حدث فعلا بحيث تتدفق عناصر القاعدة من العراق إلى تركيا ثم إلى سوريا. وفي اتفاق مبدئي مع السعودية وقطر تتبوأ تركيا الموقع الريادي في المنطقة وإنهاء الوجود الإيراني لوجستيكيا و سياسيا في المنطقة لأن أمريكا تدرك حجم المساعدات المالية من قبل الإيرانيين إلى قطاع غزة عبر الأنفاق وعبر السلك الدبلوماسي لحكومة غزة .

قطر

أما قطر الحليف الاستراتيجي لأمريكا مارست لعبت المقايضة مع أمريكا بمعنى تامين النظام القطري وإبقاء آل حماد على السلطة في المقابل اعتماد أسلوب الإمداد الخلفي اللوجيستيكي لأي تحرك أمريكي لمواجهة دول المناعة إيران سوريا وحزب الله والمقاومة الفلسطينية الوطنية والإسلامية و هكذا بدا الدعم المالي و اللوجيستي في كل من ليبيا وسوريا لتسريع المخطط الأمريكي في إسقاط النظام السوري واستبداله بنظام ضعيف عاجز عن الاستقلال السياسي في ضل الدمار وتفكك القوى السياسية والعسكرية بعد سقوط الأسد كما أن قطر تبحث عن مواقع للاستثمار لتمتين النظام الاقتصادي في قطر ولأنها تدرك جيدا أن الاستثمارات و السبيل الأوحد لدعم البنية الاقتصادية في البلد

أمريكا

أما أمريكا فشغلها الشاغل امن الكيان الصهيوني والحد من التطلعات العلمية العسكرية في إيران والاقتدار العسكري الإقليمي والدولي الصاعد بحسب المؤشرات العسكرية فتدخل الولايات المتحدة في سوريا يمكنها من عزل إيران وضرب المقاومة الفلسطينية ومن تم محاصرة حزب الله حتى لا يصل إليه الدعم العسكري من إيران عن طريق أراضي سوريا وهكذا يصبح الملف اللبناني سريع الاحتواء واستبدال القوى المناهضة للصهيونية بقوى متناغمة مع الطرح التفاوضي لأمن الكيان الصهيوني ومن ثم يسهل على أمريكا تطبيق نظرية الشرق الأوسط الجديد والذي عجزت عنه في عهد بوش وهكذا فالمسالة في سوريا ليس استبدال نظام بنظام بقدر أن الأمر يتعلق بأمن الكيان الصهيوني فإسقاط الأسد يعني قطع الإمدادات اللوجيستية العسكرية والمالية على المقامة الفلسطينية ومن تم إنهاء حكومة قطاع غزة وإرجاع القطاع إلى الضفة بقيادة عباس أما المسالة الثانية في الملف السوري هو حزب الله الذي أبان عن قدرته في اختراق امن الكيان وتقديم ضربات موجعة إلى الدرع العسكري الصهيوني فقطع الامددات على حزب الله يعني إضعاف الحزب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا ينهي وجوده كقوة عقدية واجتماعية في لبنان مما يعني قطع الذراع الأيمن للوجود الإيراني في المنطقة حتى يتمكن الكيان الصهيوني من تثبيت وجوده ككيان في أفق السيطرة على المنطقة وتنفيذ مزاعم التلمود وإقامة مملكة داود على الأرض, إذا سوريا مستهدفة لا لكونها دولة غير ديمقراطية وغير منسجمة مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ولكن لأنها ترعى مصالح المقاومة الوطنية والإسلامية في المنطقة وتهدد امن ما تسمى بإسرائيل والكل يدرك تصريحات المسئولين في البيت الأبيض حينما كانوا يطلبون من الأسد فك ارتباطه بإيران وله ما شاء من الدعم و التأييد والبقاء في السلطة لكن سوريا أبت والتزمت بموضوع تحرير الأرض الفلسطينية مقابل الخيانة

هل فعلا هناك حرب طائفية في سوريا و صراع سني شيعي؟

بداية, النظام في سوريا نظام علماني لا علاقة له بالدولة الدينية لان تركيبة الشعب السوري تركيبة متعددة الأجناس والأديان حتى أن وزير الدفاع الذي قضى في تفجير مبنى المخابرات في دمشق كان مسيحيا وأخر معه كرديا وثالثهما كان سنيا والعلو يون في سوريا ليسوا شيعة بالمعنى الحقيقي للمذهب الشيعي وعلماء الدين يدركون ذالك أما مفتي الجمهورية في سوريا فهو^ السيد حسون^ وهو سني بامتياز إذا أين هو الصراع السني الشيعي في سوريا. إن الغرض من هذا الابتزاز الطائفي هو خلق نوع من التأييد الشعبي للأمة العربية في إطار الحرب الإعلامية على النظام السوري واستكمالا للمخطط الأمريكي لإضعاف الأسد وادعاء الحرب الطائفية وقد استغلت أمريكا صعود المد الديني في المجتمعات العربية وصعود الخط الوهابي واختراقه لبعض المؤسسات الدينية الرسمية ونحن ندرك جيد مدى العداء المطلق الذي يكنه هدا الاتجاه للمذهب الشيعي لذالك لعبت أمريكا الورقة الدينية لكسب التأييد في الوسط العربي كمقدمة لأي تدخل أجنبي في سوريا وخصوصا أن أمريكا تدرك جيدا فشلها الدر يع في كل من أفغانستان واليمن والصومال ومدى حجم الاحتجاجات والكراهية التي جنتها بسبب تدخلها السافر في هذه الدول وخصوصا دعمها اللامشروط للكيان الصهيوني.

حاليا ما هي أطراف الصراع في سوريا

1النظام السوري
2 المجلس الوطني مجموعة اسطنبول
3هيئة التنسيق الوطنية مجموعة المناع

4 القوى الخارجية

5 التنظيمات الدينية على رأسها تنظيم القاعدة

النظام السوري نظام يعتمد على النظرية البعثية والتي نظر لها مشال عفلق وبحكم حجم الصراع بين أطراف حزب البعث دب انشقاق بين أنصار هذا التيار ليحدث انشقاقا أفقي سيتشكل بعده اتجاهان اتجاه قيادة العراق واتجاه قيادة سوريا وقد انعكس هذا الانشقاق نزاع بين القيادة السورية في شخص حافظ الأسد وصدام حسين. شكلت النظرية البعثية محور العقيدة في الجيش السوري لتبنى الدولة على أساس إيديولوجي علماني وقد انعكست هذه الايدولوجيا على التركيبة الحكومية وعلى رموز الدولة ففي الحكومة الحالية هناك مسيحيين وسنيين ودروز وعرب واكراد

المجلس الوطني السوري اسطنبول قد تزعمها في السابق المفكر العربي برهان غليون ثم تلاه عبد الباسط سيدا تعتبر هذه المجموعة من القيادات التي يراهن عليها لقيادة سوريا في حال سقوط الأسد وتتلقى الدعم من الخارج خصوصا تركيا وقطر بالإضافة إلى أمريكا. تعتبر مجموعة اسطنبول الممثل الذي يراهن عليه مستقبلا في الحرب على سوريا من خلال التنظيم العسكري المسمى الجيش السوري الحر

هيئة التنسيق الوطنية مجموعة هيثم المناع الرجل الحقوقي وفي لقاء معه على قناة الميادين, شن المعارض هيثم المناع هجوما عنيفا على كل من قطر و السعودية و تركيا و دعاهم إلى عدم إرسال المسلحين إلى سوريا, و اعتبر أن المجلس…
الوطني يريد احتلال سوريا, و بأن الجيش الحر قد سقط وبأن علم الثورة هو علم الانتداب الفرنسي و بأن العلم السوري الحالي يمثله.

كما انتقد المناع أسلمة الثورة وقال بأننا لن نقبل أن يأتي مسلحون من تركيا إلى سوريا ليقتلوا الناس على أساس طائفي.

كما أكد أن أهل حلب رفضوا المسلحين و خافوا من شعاراتهم المتطرفة, وأعلن في نهاية اللقاء أنه سيقوم بحضور مؤتمر المعارضة المقرر في دمشق 23 الشهر الحالي ما لم تمنعه من الحضور ظروف طارئة الذي صرح لقناة الميادين وهذه الهيئة ليست لديها تنظيم مسلح وتعتبر التدخل الأجنبي في سوريا غير مقبول فهي تدعو إلى دمقرطة السلطة وإنهاء قمع الحريات في سوريا وهي مستعدة لأي حوار عقلاني وديمقراطي وهي على خلاف عريض مع مجموعة اسطنبول بخصوص الأزمة السورية
و في تصريح لرئيس الحزب الاتحاد الديمقراطي السيد صالح مسلم حول سؤال عن أسباب الحملة القوية التي تستهدف PYD من قبل المجلس الوطني السوري ومن بعض الجهات الكردية أيضا “الشجرة المثمرة ترمى بالحجر. نعم نحن نتعرض لحملة إعلامية شرسة لكثرة أعدائنا، فكل من يعادي فلسفة وفكر القائد أوجالان يعادينا، باعتبارنا نتمسك بفكر وفلسفة القائد آبو. وكل من يعادي الفكر والنهج الوطني السوري يعادينا أيضاً، لأننا من مؤسسي هيئة التنسيق الوطنية التي تتكون من قوى وطنية ديمقراطية بامتياز وترفض التدخل الخارجي في الشأن السوري، وكل من يعادي الشعب الكردي وحل القضية الكردية يعادينا أيضاً لأننا القوة الكردية الأكبر والأكثر قدرة على الدفاع عن القضية الكردية وحلها. والنظام العالمي وقوى الهيمنة العالمية لا تريد الاعتراف بالوجود الكردي وحقوقه الأساسية الإنسانية. منذ بداية الثورة السورية ونحن كحزب وشعب نشارك في الثورة السورية والحراك الشعبي بلوننا وصوتنا الكردي ومطالبنا الكردية، ولكن ولا لمرة واحدة ظهرت التظاهرات الكردية على شاشات الإعلام الخليجي. فنحن بخصوصيتنا الكردية لن نحصل على رضا الإعلام الخليجي ولا المال الخليجي!! أما الأطراف الكردية فهي تحسدنا على جماهيريتنا، وتعتقد أنها باتهامنا ستتمكن من كسب البعض من الشعب الكردي، ولكن الشعب يعرفنا عن قرب لأننا تتقاسم همومه يومياً وبالممارسة العملية وليس على الانترنت

القوى الخارجية

بالنسبة إلى القوى الخارجية فإننا نعني أطراف عربية والكيان الصهيوني ثم أمريكا
فالأطراف العربية بقيادة قطر والسعودية تريد الحد من الوجود الإيراني في منطقة الشرق الأوسط وفي أحسن الأحوال الحد من النفوذ السياسي في المنطقة وما الزيارة الأخيرة لأمير قطر إلى غزة إلا تأكيد على ذالك إننا نرى الزيارة هو اختراق للقرار السياسي الفلسطيني في غزة ومن ثم إجبار حكومة غزة لاستبدال سياستها المتصلبة اتجاه الكيان الصهيوني كما أن السعودية ستسعى لتوسيع نفوذها في لبنان وسوريا في حال انهار النظام السوري,

أما أمريكا فلن تهدا لها بال حتى تنجح في مخطط الإطاحة بالهلال الشيعي والحد من تطلعات إيران النووية لأنها باتت تفكر بشكل جدي بعد اختراق المقاومة للدفاعات الجوية والرادارات الإستراتيجية ومن ثم تحدي المقاومة للقبة الفولاذية للكيان الصهيوني لذالك فأمريكا حريصة كل الحرص لتسريع إسقاط النظام السوري والذي يعتبر ممرا أمنا لكل الأسلحة القادمة من إيران أولا للرفع من قدرات حزب الله وثانيا لإحداث التوازن الاستراتيجي بين المقاومة الفلسطينية والكيان الغاصب

“.

تنظيم القاعدة

يعتبر تنظيم القاعدة اشد الخصوم للحكومات العربية لتحالفها مع أمريكا غير أن الشأن السوري هو بمثابة موقع من مواقع الجهاد وقد ارتكب التنظيم مجازر وحشية في حق الشعب السوري لكونه نظام كافر وموالي لإيران العدو الرئيس للقاعدة وهو بوجوده في سوريا يعتبرها قلعة من قلاعه الجهادية غير أن أمريكا تدرك الوجود الحقيقي لهذا التنظيم لكنها ترى وجوده في سوريا مؤشرا في تسريع وثيرة الحرب والاضطراب السياسي حتى ما إذا سقط النظام في سوريا يمكن لها إن تدخل سوريا بحجة وجود تنظيم القاعدة هناك يساعدها في ذالك الناتو وتركيا لان هذه الأخيرة تدرك بقاء تنظيم القاعدة بجانب حدودها تهديدا لكيانها فتنظيم القاعدة هو العراب, أما التنظيمات المسلحة الأخرى كأنصار الشريعة و وتنظيم الجهاد والنصرة فهي تتلقى الدعم من أطراف في لبنان كتيار المستقبل وجماعة14
أدار والمنفذ لهذه التنظيمات هو لبنان فهي تشارك تحت شعار النصرة وقد سقط عديد من أفراد هذه التنظيمات من جنسيات عديدة كالمغرب السعودية قطر تونس ليبيا تحت ضربات الجيش السوري بفعل تجربته لحرب الشوارع في لبنان .

في 31.10.2012