فكر جماعه الجهاد الاولى (1975)
فى نفس وقت محاكمة اعضاء (التكفير والهجرة) كان هناك محاكمة اخرى لجماعه اسلامية متطرفة هى (جماعه الجهاد) تكونت فى الاسكندرية سنة 1975 تركز نشاطها فى البحيرة وبورسعيد رئيسها “احمد صالح عامر” وهو مهندس حاصل على بكالوريوس هندسة من جامعه المنصورة كون تنظيمة من طلبة المعاهد العليا والجامعات، يعتبر تنظيم الجهاد امتداد لتنظيم “صالح سرية” من ناحية الأفكار فقد اعلن الجهاد ضد النظام الحاكم وضرورة تغييره بالقوة والقضاء علية لتعارضة مع الشريعه الاسلامية اما قيادات جماعه الجهاد هم نفس القيادات التي افرج عنها فى تنظيم “صالح سرية” ومنهم “محمد ياسر مصطفى وصلاح فهمى” واخرون تم القبض على التنظيم فى أول نوفمبر 1977 وكان عدد المتهمين 42 متهمًا.
فكر جماعه الجهاد الثانية (1978 )
الوضع العام فى مصر:
فى ديسمبر 1978 كانت علاقة السادات بالبابا شنودة جيدة واهدى المجلس الميثودى العالمى جائزة السلام لنفس العام للرئيس، ولكن اعتداءات الجماعات الاسلامية والاخوان على الاقباط (وهى الجرائم التي سيتم ذكرها تفصيلا لاحقًا) افسد العلاقة بين السادات وبين البابا، وكذلك عزم النظام على تعديل المادة الثانية للدستور لتكون الشريعه الاسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع اثار الاعتراضات فى صفوف الاقباط فدعا القس انطونيوس ثابت لمؤتمر عام فى الكنيسة بالاسكندرية اول نوفمبر 1979 لمناقشة تعديل الدستور وثم تم تأجيل المؤتمر إلي بعد مناقشات مجلس الشعب.فى اليوم التالى عقد البابا اجتماعا بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية مع المطارنة واعضاء المجلس الملى و وقعوا على مذكرة بالموافقة على تعديل المادة الثانية من الدستور مع اضافة جملة (بما لا يتعارض مع شرائع الاقباط) ثم قام البابا بالاعتكاف فى دير الانبا بيشوى وقرر عدم الاحتفال بذكرى تقلدة الكرسى البابوى الذى كان مقررا فى 14 نوفمبر 1979.ولكن معرفة الرأى العام فى مصر وخاصة مع سيطرة الجماعات الاسلامية بإعتراض الاقباط على تطبيق الشريعه أجج شعور العداء ضد الاقباط وفى هذه الظروف تكون (تنظيم الجهاد الثانى) لإرهاب الاقباط وكان رئيس التنظيم فى الإسكندرية “على صالح المغربى” وفى القاهرة طبيب يدعى “مصطفى يسرى” وتم الاتفاق على القيام بعمليات تخريبية ضد كنائس الاقباط والمنشىأت العامة واختيرت ليلة عيد الميلاد 7يناير 1980 للقيام بعمليات التفجير وانطلقت مجموعتان تتكون كل منهما من اثنين من راكبي الموتوسيكلات وكانت المحصلة إلقاء قنبلة على كنيسة “سبورتنج” وانفجرت قنبلة اخرى فى صاحبها “ابراهيم عبد النبى” قبل إلقائها على كنيسة ثانية ثم توالت اعمال العنف ضد الاقباط ثم حدثت مظاهرات فى اسيوط واشتباكات بين طلاب مسلمين ومسيحين فى 8 مارس 1980.
فكر جماعه الجهاد الثالثة( 1980)
جاء التنظيم الثالث على يد عضو في (جماعه الجهاد الثانية) أفلت من الإعتقال هو (محمد عبد السلام فرج) وكان يعمل مهندس بإدارة جامعه القاهرة وقد وضع كتاب عام 1979 اسم الكتاب“الفريضة الغائبة” والمقصود(فريضة الجهاد) وعرض فكر الحاكمية والتكفير ولكن ليس تكفير المجتمع ككل وانما تكفير الحاكم فقط فالحرب على الدولة والحاكم الكافر والسلام لجمهور المسلمين. ذكر فى الكتاب كذلك إن الجهاد فرض عين على كل مسلم مثل الصوم والصلاة جهاد وقتال الحكام الكفرة اللذين فرضوا على المسلمين قوانين كافرة وهم من يملكون زمام الدولة فلابد ان نقضى على الحكام الفاسدين لتقوم الدولة الاسلامية وهى نواة لإقامة فرض “الخلافة الاسلامية”
لابد لخلع حكام يملكون زمام الامور من حالة “عنف ثورى” فلا سبيل غيرة لإقامة دولة الاسلام وهؤلاء الحكام هم العدو القريب اما العدو البعيد هم محتلى الارض المقدسة (القدس) فلابد اولا ان نحرر انفسنا من الحكم الكافر.
فى صيف 1980 قرر (محمد عبد السلام فراج) تسليح التنظيم على مستوى الجمهورية وكان المناخ مناسبا حينما شرع السادات فى فتح الطريق للقوي الإسلامية لتكون منافسة لباقى القوى السياسية فى مصر وقتها
فى سبتمبر 1981 تضخم التنظيم وشملتة حملة اعتقالات لاعضائة لكن الصدفة هيأت للتنظيم الفرصة لإغتيال السادات عندما اشترك الملازم اول خالد الاسلامبولى فى طابور العرض العسكرى يوم 6 اكتوبر 1981 (ولاحقا سيتم شرح مخطط التنظيم كاملا للسيطرة على مصر كلها والاستيلاء على السلطة فى هذا اليوم وليس فقط قتل السادات).
سقط بعد اغتيال السادات كل اعضاء التنظيم فى يد الأمن ولكن لم يقضى ذلك على فكر جماعات التكفير فى مصر لان الرئيس السابق (محمد حسنى مبارك) سمح بمبادرات داخل السجون لتنظيم حلقات نقاشية وفكرية لتقويم فكر اعضاء التنظيمات الإرهابية ولكن عاد الجهاديون تحت اسم جديد هو (الجماعه الاسلامية) وهى تعتنق نفس الفكر الذى قام بشرحة (عمر عبد الرحمن) فى مرافعتة فى قضية تنظيم الجهاد ونجد فيها بالطبع نفس المغالطات التى تتبناها فصائل الاسلام السياسى من اجل الوصول للسلطة حيث يفسروا الآيات القرآنية حسب عموم اللفظ وليس خصوص السبب وهو ما يدعم افكارهم حول تكفير المجتمع حاكما ومحكوما وتعطى لهم سببا ودافعا نفسيا وغطاء فكريا مناسبا لإرتكاب القتل والارهاب باسم الدين.
الاسلام ممن استغله لمصالحة براء .. الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة
يتبع،
2 تعليقات على تاريخ وجرائم جماعات الإسلام السياسي في مصر ( 4 ): الجهاديون
رائعة سلسلتك عزيزتي رانيا! استمري!
هى معلومات ملخصة مفيدة لمن لا يعرفها مسبقا- لا يعنينى هنا فكرهم او عقيدتهم قدرما يعنينى ما فعلوه من اجل تحقيق هدف ما يريدونه هم- وسلسلتك يا رانيا توصف قدر بسيط مما فعلوه و ما يمكن ان يفعلوه مستقبلا فهم لن يتوقفوا اكيد !!!
شكرا على السلسلة و احسنتى طبعا .