لدينا في العراق مهنه أستحدثتها الظروف التي دخل بها العراق بعد 2003 وهي مهنة ناشط حقوقي  ومدون ..المهنه بدأت عندما أكتشف البعض أن هناك قطاع جديد في العراق أسمه العمل المدني والأعلام …قطاعان كان أحدهما فرع في منظمه حزبيه والثاني جهاز حكومي رسمي , وقد حصلا على مجال واسع من الحريه في العصر الجديد ولكن سرعان ما   ترهل جسمها الغض بسرعه بركوب السياسين عليه وما لحق بهم من أنتهازي الوقت ممن داخوا أمام رائحه السفر للخارج والشهادات التدريبية وفرص الوقوف أما م كاميرات قناة فضائيه للتعبير عن وجهة نظرهم فيما يحدث في العالم بعلم أو بدون علم .

ولأن مهنة الأعلام مهنه تتطلب حد أدنى من الكفائه العلميه رغم أنخفاظ مستوى متطلبات العمل فيها في العراق لما يتماشى ومستوى أقارب وأحباب صاحب الجهه الأعلامية …فنجد أن لقب أعلامي كان شيء يصعب الحصول عليه لكل من حاول خوض غمار المجال ..ولأن المجتمع المدني مجال متطلباته واسع بسبب حاجته للمتطوعين الدائمه , فقد تفجرت الأرض في الفتره مابين 2004 و2009 بكم هائل من الناشطين …

من نوع ناشط (جدا) وناشط نووي وناشط ولا حول ولاقوة الأ بالله

مخلوقات تراها في مؤتمر الهدف منه الخروج بنتيجة للنهوض بحال شريحة أجتماعية مهمة تتراكم على باب الدخول وتتزاحم للجلوس في أقرب صف من المسؤولين أو من سواقهم أو حرسهم …مسؤولين قضى منظمي المؤتمر أسابيع لأقناعهم بالحضور ليروا مالايصل لمكاتبهم على الحقيقة ..

وبدل من أن يستهلك المؤتمر المده القصيرة لمرور المسؤول في تقديم جرعة مكثفه من الحقيقة وحال المواطن نرى أحد الناشطين( جدا) يختطف المايك ليحكي ل20 دقيقة قصة لاعلاقة لها بالموضوع ليرد عليها المسؤول بخطاب قصصي لمدة 30 دقيقة ..وعندما يحاول منسق المؤتمر السيطرة على الموقف للعودة للمسار يدق جرس ساعة الغداء وأن حضر الطعام سكت الكلام ويتسابق المسؤول والناشط للمطعم تاركين المؤتمر والقضية ..ومع أخبار المساء ترى الناشط (جدا) يتكلم بأسهاب عن المؤتمر على قناة المسؤول وكأنه نظمه وقام به ..وسرعان ماتراه يمثل البلد في مشروع فني  حول القضيه ليعود ويبحث عن مؤتمر أخر وقضيه أخرى

وللأسف السيناريو أعلاه متكرر لدرجه الملل …ومن لاينال نصيبه في الوصول كناشط جدا أو أن يسترزق كمحلل وصانع أخبار في أي دكان أعلامي أكتشف أنه هناك مواطن امريكي قد أخترع منصه عملاقة أسمها الفيس بوك ولها صديقة بأسم توتر ..وسرعان مايقفز عليها وعلى باقي وسائل التواصل و يـتخرج لنا مدون (جدا ) مع مرتبته الشرف ..

يزاحم من يقدمون تضحيات للنهوض بقطاع الأعلام الأجتماعي ليكون كفأ لهم بمجرد كونه حاصل على حساب مجاني على أي وسيلة ألكترونيه ليصرخ من خلالها عسى أن يصل الكلام لمسامع المسؤول أو حساب أحد حراسه أو حبايبه من متابعي الكم الهائل لنشرات وتغريدات مدونا (جدا )

المصيبه ان ناشطينا ومدونينا (جدا ) لاقضيه لهم ..أو بالحقيقة هم  يحتاجون ألى أستهلاك عالي ليصلوا ألى مستوى منافسه مع أهل القضايا …فصاحب القضيه يؤمن بها ولايحتاج أن ينال رضى أحد سوى نفسه من خلال عمله فيها ..وهو يعمل من خلال مبداء تحمل مسؤولية  القضيه ..فتراه في حالة عمل مستمره ويحاول أن يحرك الأخرين حتى المندسين منهم من نوع (جدا )..ولكن صاحبنا المندس له أجندة وهو لايهتم الأبما يتناسب ووعيه من القضية

ولأن العالم اليوم أكتشف أن العنصرة والتطرف للجماعة, الفريق و الطائفه أكثر اللغات سرعه في الأنتشار وخصوصا في عصر الأعلام الأجتماعي …فأن تحريك الرعية والأتباع يكون أسهل من خلال دغدة مشاعرهم الطائفية ..والحقيقة في حال (جدا) العملية رج وهز و القفز على بطونهم لتحريك كل نسمه طائفية في مشاعرهم

وكان ماحدث في موضوع الفلم المسيء للأسلام خير مثال ..فرأئينا أقلام أنسلت للعوم مع الموجه وخصوصا وأن العدو بعيد ولايقراء العربية والجمهور يريد أن يتدغدغ

وأن كان الحدث في المثال عام وعالمي فأن الدغدة اليوميه والكلام المندس المقطر بسم الزعاف للأحداث اليومية والمحلية مهنة متخصصة لمدوني وانشطي ( جدا ) …فنرى أن قضايا الفساد والأرهاب لديهم دائما لها مجالها عندما يكون المجرم من الطائفة الأخرى ..وأن حالة حقوق الأنسان تقتصر بمظلومياتهم ..ومصطلحات الوحدة الوطنية والمصالحة والتعليم و الصحة وحقوق المرأة بما يخالف المنظور الخاص بالسيد المسؤول مواضيع لايستسيغوها ..ولن يروجوها

مصطلحات التي فيها تلميح أن الأخر من المختلف معهم سياسيا هو مجرد عميل لأنظمه سابقة ومجاورة ..تجعلنا نتسائل ماهو الهدف أو القضيه التي يعملون من أجلها ؟

هل هم عملاء لجهة تريد تأكيد الفرقه بين المواطنين ؟؟ كلا ..لسبب بسيط أن الجهات الكبرى تستهدف أسماك كبيرة ولها سوق ترويج أكبر منهم ..بالعكس هم يتمنون لو أن تلك الجهات تلتفت لهم

هل هم مؤمنين بحقيقه التهم التي يكيلوها للأخر ؟ للأسف كلا ..ببساطة لأن حجم المشاكل التي يعيشها العراق كبير ودائما السياسين رغم مايكيلوه لبعضهم ينتهون في نفس المكان وبنفس الصفقات وبنفس الزورق ..وهو أمر معروف لأصغر طفل في العراق ..وبالتالي كلنا نعلم أن مايبعوه لنا مجرد دعاية انتخابية وفقط الشخص معدوم العقل سيكون مصدق للدعاية والوعود ..الأ لو قرر أن يصدق ويقنع نفسه أنه مصدق

فما يحركهم ؟ هل هم يتحركون بنفس العنف لأزالة الاخر من الوجود ؟؟ كلا ..لأنهم مقتنعين أن الأخر لايشكل شيء أمامهم

فما محركهم ؟؟كما قلنا أن يراهم مسؤول ويدفعهم في مصلحه ما ..ولأن المسؤول يحتاج أصوات والأصوات لايجمعها حول من لامنجز له سوى التطرف ..فهم يقدمون خدمة مجانيه لتحويل كل قيمه ساميه للعمل التدويني والحقوقي الى منحنى طائفي

وهناك دافع أخر ..الأنتقام …فمنهم من تعرض هو أو عائلته الى موقف من الظلم من قبل الطرف الأخر خلال فتره من حياته ..وهي حقيقة لابد أ ننقرها أن كل الأطراف لم تقصر في التنكيل ببعضها في خلصتنا الموزاكية الجميله ..وبدلا أن نستوحي من وضع البلد فكرة أن نقام ونسامح ونتعايش ..أو على الأقل أن لانتاجر بماتعرضنا له من ظلم حتى لافقد قيمته الحقيقة فيصر المجرم بسبب همجيتنا ضحية …نمضي للأنتقام الرخيص والسهل ونرمى حجارة لنوسع شرخ البلد

وقد يعانون  مماهو أسوء واكثر أنتشار تنكيل بدون مبرر ..سوى أنه يستطيع وأن الأخر ضعيف اليوم ..وهو ينكل به لأحساس متوارث بالخوف والفرق الطبقي والمادي معه ..واليوم لديه فرصة أن يرسم لنفسه وللعالم من حوله صورة مريحة له عن الأخر.. ومثال عام أخر هو  ردود الفعل العنيفة حول مقاطع اليويتوب المسيئه

ولكن على حساب من ؟؟ ومره أخرى للمثال العام ( حتى لايقال أني اتكلم من أجنده خاصه بي محلية واصبح مدون جدا)  ردود الفعل سببت ضرر لدين كبير واستطاع مثلا 45 ألف أن يشوهو صورة 190 مليون في بلد كالباكستان …

فما يسببه ناشطينا جدا ومدونينا جدا في العراق؟؟ ..أنهم يمهدون لتقسيم البلد ..وللأسف ليس لخدمة دين ,سياسة أو دولة عميلة أو حتى الطائفة

ولكن لخدمة حلمهم بسفرة أو منصب ومتعة التنكيل بعدو وهمي

مجرد أنتهازيه جدا جدا جدا