(رسم الاستاذ بطبشوره على السبورة رسما، سـأل تلاميذه عن ماهية الرسم..

تلميذ رفع أصبعه وأجاب: “تافوناست”

هوى عليه الاستاذ بالعصا واتبع ذلك بكلمات تحقيرية: هذه “بقرة” يا حمار..

المدرس لايعلم أن “تافوناست” تحيل على نفس المعنى باللغة الامازيغية، وأنه يدرس تلاميذ كلهم أرضعتهم امهاتهم لغة وثقافة غير تلك التي يلقنها المدرس).

قصة مبكية لقمع لغوي يطال جزءا كبيرا من ساكنة شمال افريقيا، هي شجرة تخفي وراءها غابة كثيفة من القصف الايديولوجي والابادة الثقافية لشريحة خطاؤها أنها ولدت تنطق بلسان امازيغي فصيح..

حين هب فتية آمنوا بتاريخهم، غير ذاك الذي تحتويه المناهج المدرسية الرسمية التي  تحاول ان تغسل دماغ الطفولة الامازيغة بعبارة “البربر هم سكان المغرب الاقدمون” وان تاريخ الدولة المغربية بدأ مع إدريس الاول الذي وفد من الشرق فاتحا المغرب ومخرجا سكانه من الظلمات إلى النور. أقول حين ثارت فئة من الامازيغ على واقع هضم الحقوق الثقافية، اتهموا بالتخوين وبالتآمر على المشروع القومي العربي، وحين انهارت الثنائية القطبية وانتصر خطاب الحرية على خطاب الايديولوجيا ووجهت الامازيغية بسياسة الاختراق الممهدة للاحتواء: معهد ملكي جامد للثقافة الامازيغة، ومقررات دراسية هجينة لتلقين لغة “ياز”، وحصص في الاعلام العمومي لا تعدو أن تكون ذرا للرماد في العيون وتحويرا للأهداف الجادة من قبيل مطلب دسترة اللغة وجعلها رسمية.

هذا هو حصاد سنين النظال عن مكون ثقافي بلغ من العمر ثلاثة الالاف قرن، وله من المنتمين أزيد من 57%.

اليوم مازال الخطاب الامازيغي يراوح مكانه، ونجحت الى حد كبير السلطة والمخزن في إخراس الأصوات الامازيغية ومازالت تواصل منع الحق في تسمية المواليد بأسماء أمازيغية، وحدها بعض الفرق الامازيغية الشابة، هي من تصر على صعود الجبل والجهر ب اللاءات في وجه المخزن، حتى وإن تطلب الأمر إرسال رسالة عاجلة إلى أوباما تدعوه إلى ممارسة ضغوط على الدولة المغربية لرفع الحيف على سكان المغرب الاقدمون. ثلاث نقط حذف…