كتير مننا سواء مسلمين او مسيحيين او يهود او حتى من ديانات أخرى عارف ان فيه حاجه اسمها اسم الاله الاعظم , الاسم ده هو الاسم اللى اختاره الاله لنفسه (او بيسمّى بيه نفسه) و بيمنحه فقط للرسل او غيرهم من البشر الصالحين اللى بيفضلهم الاله و بيكونو حلقة الوصل بينه و بين باقى البشر و اللى بيسمّوهم الناس اصحاب الكرامات و العطايا , بس ياترى هل فعلا فيه اسم مميز للاله محدش يعرفه غير الناس الصالحين و الرسل و بس ؟؟ سؤال مهم و يستحق ان الواحد يبحث شويه و يعرف الاجابه , و لحسن حظى ان الاجابه كانت موجوده فى الديانات المصرية القديمه بنفس المصطلحات الدينيه الحديثة و نفس التعابير , و علشان اسهل عليكم الموضوع شويه هاخدكو فى جوله بسيطه علشان نعرف قصه اسم الاله الاعظم.
فى أحد الديانات الفرعونية القديمه القائمه على تبجيل و عبادة الاله رع كبير الالهه و خالقهم , يوجد مزمور إنشادى يختص به كهنة المعبد لتقديس الإله رع رب الأرباب و كبير الآلهه , و يحتوى نص المزمور على الآتى (أنت رب النور السخى على كل خلقك , انت من نسجد لك كل صباح , أنت الرب السخى على كل خلقه فى هذه الأرض , أنت الإله القادر الذى يهدى الخلق , أنت من يرفق بالمعذبين فيزيل عنهم الأوجاع , و أنت من تقابلهم لتقضى فى شكاوى المظلومين , انت يا رب الأرباب من يزيل عنهم الأوجاع ببركاتك , أنت من تمنحنا أساليب الوقاية من خطر الثعابين و الحيات , انت من تمنحنا طلاسم طرد الأرواح الشريرة , أنت من يملك إسمك الأعظم مصدر القوة و الحكمة , أنت من تسيطر على كل شئ فى الأرض و السماء , أنت إلهنا و إله كل هذا العالم الكبير) و هنا نجد إشارة إلى إسم الإله الأعظم الذى يمنحه الحكمه و القدرة المطلقه مقرونا بأفعال رب الأرباب فى دلالة واضحة على مدى معرفة الكهنه بما يحويه ذلك الإسم من قدرات خارقه يصبون إليها بالتضرع و العبادة , و لكن ليس كل من يعرف سر هذه القدرات كان يمجّد رع و يقدسه فقط بل هناك من حاول بالحيله و المكر فى الوصول إلى هذا الإسم فى محاولة للوصول الى السلطان و القوه و القدرة المطلقه و كانت صاحبة تلك المحاوله الناجحه هى إيزيس و التى تذكر أسطورتها البرديات الفرعونية الخاصه بالكهنه فى معبد رع , و التى تتشابه فى المضمون من القدرة المطلقه و السلطان التى يمنحهما ذلك الإسم مع ما تذكره اغلب الديانات الحديثة و اللاحقة للديانات الفرعونية .
و تنص الأسطورة على انه كان لا يوجد أحد من الألهه كان يطمع فى ذلك السلطان و الجبروت الممنوح بسر الإسم الأعظم للإله رع سوى الربة إيزيس , فقد أبصرت مظاهر القوة و الحكمة التى يتمتع بها رع , و كان أكثر ما تمنته إيزيس فى نفسها هو ان تعرف سر ذلك الإسم المقدس الذى يخفيه إله الشمس , حتى تمتلك بفعله السحرى كل الأرض و السماء و تصبح من بعد ذلك كبيرة الإلهه , منذ ذلك الوقت إمتلأ رأس إيزيس بفكرة الوصول الى سر إسم الإله المقدس , فراحت تتابع رع فى كل خطواته فى ترقب و سعى دائم , حتى رأت ملامح الشيخوخه و الوهن تدب فى جسد رع و لم يعد يستطيع أن يمنع اللعاب المقدس من ان يسيل على الأرض , هنا فقط أحست أنها تستطيع ان تستخلص من بين شفتيه سر إسمه الأعظم , و هنا إستخدمت إيزيس اللعاب المقدس الذى يسيل على الأرض و مزجته بإحدى تعاويذها المقدسة التى تحيى الجماد و صنعت حية و ألقت الحية فى طريق رع اليومى الذى يسير فيه , و إنطلق رع يسير فى طريقه اليومى فى عربته و فى لحظه غفل فيها رع عن عربته تسللت الحية إلى العربه و بثت سمّها فى عقبيه , و هنا صرخ رع صرخه إهتز لها جنبات الكون و أسرع بالعوده و هو يصرخ حتى إستقر فى حدائق (أيالو) فتمدد على الأرض و الدموع تنهمر من عينيه مما يعانيه من ألم مرير , و دعا رع كل الآلهه و راح يشرح لهم ما جرى فى صوت متألم تارة فى إستنكار لصنعه لمثل هذا المخلوق و تاره فى إستغراب فلا يمكن أن يصيبه أى شئ سوى بإستخدام إسمه الأعظم , و لم يستطع الآلهه إجابة رع فى العلاج , و هنا استشاط رع غضبا و طلب مناداة إيزيس ربة السحر التى تحمل ترياق الحياة و تطرد كلماتها الآلام و توقظ همساتها الموتى , و بعد أن شرح لها رع ما أصابه أخذت تفكر قليلا ثم قالت له أن سحرها سيطرد الآلام و الاوجاع , و طلبت منه أن يبوح لها بسر اسمه الأعظم لكى تستطيع استخدامه فى التعاويذ و الطلاسم , و هنا انتفض رع و راح يماطل ابنته و يتحدث عن أسمائه التى يعرفها كل من فى السماوات و الارض , و راحت تستخدم كل اسم تعرفه فى التعاويذ فلم يتنجح تعويذه فى طرد الألم الذى كان يعانى منه , و هنا اضطر رع إلى البوح لابنته بسر اسمه الأعظم , و انتقل سر اسمه الأعظم من صدره إلى صدرها و أصبحت إيزيس هى المتحكمه فى السلطان و القدرة , و امتدت نفوذها الى انها سيطرت على ابو الألهه نفسه … رع العظيم.
و كما ذكرت فى بداية الحديث عن إختلاف المحتوى المتوارث لأسطورة إسم الإله الأعظم مع إختلاف الديانات فسأذكر نبذه عن تقديس الديانات المختلفه لإسم الإله الأعظم , ففى الديانة السيخيه نجد أن إسم الإلة الأعظم هو سانتام و الذى يعنى الإسم الحق و هو مقتبس من الفكر الأسطورى لمؤسس الديانة السيخية (الجورو ناناك) و الذى إقتبس أغلب تعاليم ديانته و أفكارها و معتقداتها الفلسفيه من الديانتين الهندوسيه و الإسلاميه و قد غعتمد فى تفسير خلق الكون علىنظرية تجمع بين تفسير الديانتين من وجود الإله الأزلى المحتوى على الشق الذكورى و الشق الإنثوى قبل كل البشر و الذى اختص لنفسه بالإسم الأعظم الذى يمحنه القدرة المطلقه فى خلق كل شئ بداية من عرشه الذى يستريح عليه و الموجود على الماء الأزلى انتهاءا بكل ما يوجد على الأرض من بشر و حيوان و جماد , أما فى الديانه الزرادشتيه فنجد أن إسم الإله الأعظم هو أهورا مازدا , و الذى بشّر به زرادشت أتباعه و إعتبره رب الأرباب و المستحق الأوحد بالعبادة , فهو من خلق الكون و قوانينه و هو من يحافظ عليه من الفوضى المدمره , و بالنسبه إلى الديانات الصينية القديمة فنجد ان إسم الإله المقدس هو شانج دى و هو ما يتخذه المسيحيون الصينيون فى التعبير عن الإله و هو أبضا ما يستخدمه المسيحيون الكوريون و الفيتناميون فى نفس الغرض و معنى إسم شانج دى هو ملك الملوك , اما بالنسبه للديانات الشرق أوسطية (الديانات السماويه) فنجد فى التوراة ان الإله إتخذ لنفسه ثلاث اسماء يظهر منها اثنان بشكل جلي فى التوراة البابليه (العهد القديم) و هما إلوهيم و إيل , اما الإسم الثالث فهو يظهر على هيئه أربع أحرف باللغه العبرانية ترجمتها (ي / هـ / و / هـ) و هى ترمز إلى إسم الإله المتقدس الأعظم و الذى لا يستطيع اليهود النطق به من شدة تبجيلهم للإسم و يكتفون بنطق الأحرف المقطعه بما يشّكل كلمة يهوه , أما فى الديانة المسيحية فهم بالتأكيد من أتباع العهد القديم و يؤمنون بما فيه و هو ما يشتمل على موضوع إلوهيم و إيل و يهوه , و لكنهم أيضا أستخدمو أسطورة الإسم المقدس إستخدام آخر و هو عندما أطلقو على عيسى إبن مريم إسم يسوع و هو إسم عبرانى معناه يهوه المنقذ أو يهوه المخلص (و من هنا أتت أسطورة تأليه عيسى إبن مريم و أسطورة الثالوث المقدس).
أما بالنسبه للديانه الإسلامية فلا نجد نصا صريحا (سواء حديث أو آية قرآنية) يتحدث عن الإسم الأعظم و لكن نجد العديد من الأحاديث التى تشمل فى مجملها صيغه الإسم الأعظم و مثال على ذلك ما جاء فى سنن أبى داوود (( أن رسول الله محمد (صلى الله عليه و سلم) سمع رجلا يقول اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله [ الذي ] لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب.)) , و فى حديث آخر فى سنن النسائى (( عن أنس إبن مالك كنت مع رسول الله جالسا يعني ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه اللهم اني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك فقال النبي لأصحابه تدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم قال والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.)) , و أيضا هناك حديث فى مسند أحمد بن حنيل يقول (( عن أنس إبن مالك قال كنت جالسا مع رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلّم) في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد جلس وتشهد ثم دعا فقال اللهم اني أسألك بأن لك الحمد لا إله الا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم اني أسألك فقال رسول الله أتدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم قال والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى قال عفان دعا باسمه.)) , و هناك أيضا حديث فى سنن إبن ماجه ((حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي. حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن عبد الله ابن العلاء عن القاسم قال اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث البقرة وآل عمران وطه.)) .