نجح البرلمان العراقي في أن يدخل باب التصريحات الغبيه والطائفيه من أوسع بوابات ..بل أنني اقترح أن نرشحه لموسعه غينس في الغباء والبلاده …فالبرلمان تشكل وبقى يعاني عقده الأنعقاد مده طويلة حتى أنزل الله رحمته واتفق من لايتفقوا ليتشكل ..وينعقد ..وطول تلك الفتره البرلمانين يحصلون على رواتب ..ورواتب حميات ومدرعات وسيارات مصفحه وأيفادات …وهي لاشيء مقابل صفقات كل قائمه ووزاراتها التي تقسم الخير على أبناء القائمه من الكبار …فنجح نوابنا في ان يسترجعوا ما صرفوه من مبالغ لشراء كراسيهم ..ودخلوا مرحله الخزن والدفن للثروات في قصور وشقق في دول العالم العربي والأوربي

لم نسمع منهم سوى السجال اليومي مابين الملاكم  الممثل للقائمه المعارضه وملاكمي القائمه الحكوميه ..كل يوم تنديد وتصريح ناري ..حتى لم يعد للشعب القدره على أستيعاب من يشتم الأخر ويدعوه بالعماله والخيانه والتأمر على مصلحه البلد …طبعا مهام يقوم بها المتهمين وهم يستلمون رواتب نواب وصلاحيات نواب

لم نرى لنوابنا غير مواقف بهلوانيه فهم ينسلخون عن قوائهم ليشكلوا قوائم أخرى أو يندمجوا في اخرى أو يأكدوا عبادتهم وتقديسهم لقوائمهم وصولا لمرحله شغل وقتهم الثمين بدراسه تقنيات الأستنساخ ليستنسخوا لنا قادتهم

طبعا نوابنا ناس مثقفه ومتطوره وهم حريصين على توظيف من يقوم بعمل حساب لهم في الفيس بوك  ومن يقوم بعمل قناه لهم ومن يكتب بيان صحفي لنا ليخبرنا ببطولاتهم في عمل لاشيء من أجل أن يستحقوا رواتبهم العملاقه

نوابنا يعشقون الكاميرا وكان لللأزمه السياسيه الحكوميه دورها في أن يقرروا امتهان حرفه الملاكمه في الكلمات فصار المتحديثين الكبار للقوائم الكبيره يجدون ملاكمين منافسين لهم في رمي التصريحات الناريه ..والشعب يطفيء حتى اعيته الحاله

نوابنا كلما قرروا ان يستجوبوا أحد رفض الأستجواب و هز لهم العصا …ومابين أنشغالهم في البحث عمن أراد تفجيرهم أو من كان منهم زعيم لتنظيم مسلح لقتل الشعب خارج اوقات عمله الرسمي

فهم لايملكون شيء ..لايقدرون على تحريك سله زباله في ساحه عموميه في بغداد …لايعرفون أين دجله الناشف من مياهه ..ولايستطيعون أن يقولوا للدول التي يمضون في ايفاداتهم لها لما تغلقون الماء علينا ؟

نوابنا لايعرفون كيف يبقون على الساحه ليبرروا لنا رواتبهم المهوله وعدم انجازهم لشيء …فهم انسلخوا وتلاكموا وسرقوا وأرتشوا وجهزوا جيوش صغيره لحسابهم …ولم يقدموا لنا شيء …سوى طلتهم الكريهه وتصريحاتهم الغبيه

ولأن الفارغ لايجد شيء يملئه غير الهراء …فقرروا أن يشغلوا المواطن المحترق من حر الصيف في رمضان لاهب وخدمات فاشله ..يشغلوه بالطائفيه ..ولانهم أغبياء …فلم يجيدوا مهنة الطائفيه حتى …خرج من يشتم السعوديه والقرضاوي ..وخرج من يشتم ايران ونصر الله …وهنا ينددون وهنا يشجبون وفي الوسط يستنكرون

طبعا ايران والسعوديه دوله عظمى واقليميه ..ودورهم في الواقع الأمني للعراق خطير …ورغم أننا نعلم أن كلاهما لهما تداخلات ضد مصلحه المواطن العراقي ..ولكن الدبلوماسيه تمنع الكلام الأهوج ..بلا دليل ولافائده، وخروج من يتطاول على ايران والسعوديه ..ويتطاول على شخصيات لها ثقلها كالقرضاوي ونصر الله ..مقبول لو كان المتطاول مجرد شخص عادي ..لابرلماني …يتكلم فيترك كلامه أثر على قائمته ..وسياسه حكومته …

الوضع الأمني وظيفه رئيس الوزراء ووزير الداخليه ..والخارجيه لها وزير ..هما اهل الصلاحيه في الكلام عن ايران والسعوديه …أما نائب البرلمان فله حق أن يدعوهما للأستجواب ليفهم ماعلاقه بلاده مع تلك الدول وأن كانت لمصلحتنا أم لا ….أما أن يتشاتم ويهين ..فهو يخرج عن عمله

لما لايسئل برلمانيا عن عملهم …وبدل الأنشغال بالقرضاوي ونصر الله ينشغلون بواقع الفكر الديني في العراق وكيف نعيده للأعتدال … لم لاينظروا للأعلام الموجهه والأفكار التي تغسل عقل الشباب… لم لا يمضون لزياره مستفشى ..او دار عجزه ..او محطه تصفيه مياه ؟… لم لا يسئلون اهل الديوانيه والبصره ما أخرجكم ورفع أصواتكم ؟؟ بدل ان يتشاتموا على من هي احسن واسوء العمائم ؟ ينظروا للعمائم التي تستحل كلام الله في وطننا ..حتى صارت فتح المراقد الدينيه مهنه ..وعراك الأوقاف على مساجد الله عملا أرهابيا

لو نزل كل نائب وامسك أرمله وطفل من اطفال الشوارع و تبناه على الاقل مده تواجده في العمل البرلماني ..لو كرموا طالب مجتهد …لو شكروا موظف شريف يعمل ولايرتشي ..لو نزلوا وصافحوا سايق كيه واقف في لهيب الشمس ليكسب أجره بعرقه لاستحقوا رواتبهم الخياليه!

واخيرا أقول لنوابنا ..امضوا لجنوب لبنان وشاهدوا كيف بنى حسن نصر الله البلد بعد حرب 2005 وتعلموا منه …وشاهدوا منظمات القرضاوي الخيريه والمنح والدراسات وتعلموا منها …شاهدوا حساب احمد نجاد على الفيس بوك وهو نائم على الأرض ولايملك سياره بنصف حجم سياراتكم ويقود دوله تقف رأسها برأس  أمريكا والغرب …وشاهدوا السعوديه وقوتها الأقتصاديه ومكانتها الدوليه ..لاتنظروا لما يعجبكم فقط وما تكرهون وتحبون ..انظروا وتعلموا من ايجابيات المقابل …وطبقوها في عملكم واتركوا سلبياته …