إن المتابع للواقع السياسي في الجزائر سيدرك أن البلاد قاب قوسين أو أدنى من كارثة سياسية لاتبقي ولا تذر، إن ما يطبخ في مطابخ النظام من مشاريع تمهد للسطوة على مصائر الناس والذهاب بهم نحو منحدر سحيق إن مشروع التوريث من الأخ لأخيه في الجزائر يسري وفق استراتيجية تهدف لجس النبض في الشارع على مدى قبول الشعب”مصدر السلطة حسب الدستور” لفكرة التوريث التي ستأتي تحت شعارات رنانة من قبيل مواصلة طريق التنمية و الاستقرار و البحبوحة المالية التي يظن الرئيس أنه المتسبب فيها، لكن من ناحية أخرى إذا كان “السعيد بوتفليقة” يريد الترشح فما المانع الذي يمنعه طالما أنه له حقوق المواطنة كاملة ولماذا يُصادر له هذا الحق-الترشح-طالما أن الدستور يساوي بين أفراد الشعب في تقلد المسؤوليات من الناحية القانونية لامانع ولكن من الناحية الأخلاقية فهو مذموم عند 35 مليون جزائري الذي لا يرى في هذا الأمر سوى إنحرافا بالجمهورية ومبادئ نوفمبر نحو مسار كارثي وافرادية ودعس على ارادته في التجديد والقطيعة فالشعب الجزائري لن يطيق فكرة توريث الحكم وهو الذي تعاقب على حكمه ثماني رؤساء للجمهورية في مسيرة الخمسين عاما،قد يقول قائل وهل يملك الشعب الجزائري قرار تعيين الرئيس فلطالما كان هذا الأمر بيد فئة تحكم الجزائر من وراء الستار و ما الرئيس إلا واجهة يدفع بها أولئك لتبقى لهم كلمة الفصل في التحكم بمصائر الناس والشعب يعي هذا الأمر جيدا وهو ساكت عليه بحجة العشرية السوداء ومأساةال200000قتيل و مليارات الدولارات التي خسرها الشعب وعطلت مسار تنميته عشر سنوات،ولذا مادام الرئيس مجرد واجهة فما معنى أن يكون السعيد بوتفليقة رئيسا طالما أنه سيكون قاراقوز في يد أشباح النظام،الخلاصة من كل هذا والسعيد بوتفليقة أطلق حملة على الفايسبوك لجس نبض الشباب الجزائري تجاه فكرة التوريث هذه عبر انتخابات مزورة لأن المواطن الجزائري بعقليته التحررية و الثورية لن يقبل هذا المشروع وسيسعى لتقويضه بكل ما أوتي من قوة ثم إن المواطن يعي جيدا عواقب هذا المشروع في حال نجاحه حيث أن السعيد بوتفليقة وهو مستشار الرئيس طالما كان الرئيس الفعلي للدولة طوال فترة مرض أخيه عبد العزيز وما شاب هذه الفترة من فساد بمليارات الدولارات التي ذهبت هباءا منثورا دون حسيب أو رقيب وتلك الفجوة الرهيبة التي أصبحت بين الفقير والغني،الخلاصة من هذا كله إن الاستحقاق المقبل سنة 2014 سيكون الامتحان الحقيقي لسلطة الشعب وارادته في فرض منطقه في تعيين من يسهر على شؤونه كما أن الجزائر ستكون أمام طريقين:الإرادة الشعبية و تحقبق الانعتاق من مصادرة هذه الارادة أو مصادرة هذه الإرادة وما سينجر عنها من كوارث لا يحمد عقباها،نصيحة الشباب للنظام الجزائري أن فكر مليا في موعد افريل 2014 و استرجع ذكريات 1992 وفكر أيضا في ما يحدث من حواليك ومصائر أقرانك و أتوجه للرئيس بوتفليقة بكلمة و هو المحترم بين أطياف الشباب”يا سيادة الرئيس وثقنا فيك 15 سنة وانت وعدت بتسليم المشعل وانا على يقين بوفائك لوعودك يا سيدي احرص على تسليم السلطة لمن انتخبه الشعب ولا تتواطئ في أية محاولة للانقلاب على الارادة الشعبية وكلمتي لك أيضا انسحب بشرف واحفظ ماء وجهك فقد أديت واجبك نحو أمتك وحان الوقت لدم جديد يواصل المسيرة التي كرستها طوال 3 عقود…ذلك أملي و أمل الشباب فيك.”
زيد بكاكرية.
تعليق واحد على بوتفليقة الرئيس … بوتفليقة الأخ
أهلًا وسهلًا بك عزيزي زيد بكاكرية،
أتمنى أن تصل رسالتك “لمن يهمّه الأمر،” ونتمنى أن نرى سلاسة انتقال السلطة في الجزائر بعد عامين من الآن. ونحن موجودون وسوف نراقب هذا ونعود لنكتب…
تحياتي