انطلقت رسميًا من الدقيقة الأولى من صباح يوم 6 يونيو/حزيران 2012، بتوقيت غرينِتش، النسخة السادسة من پروتوكول الإنترنت (IPv6).

   پروتوكول الإنترنت هو الميثاق المسؤول عن نقل البيانات على شبكة المعلومات الدولية بين الحواسيب وأجهزة التوجيه (Routers) والشبكات المختلفة. أمّا النسخة الحالية المُستخدمة من قِبل مواقع وشركات الإنترنت ومزوّدي الخدمة المختلفة هي الرابعة (IPv4).

صورة توضح إنهاك النسخة الرابعة من پروتوكول الإنترنت (IPv4) على مدار عقدين

   توقّع خبراء ومبرمجي الشبكة بالمعضلة التي ستواجه الإنترنت كما نعرفه اليوم منذ وقت طويل نتيجة ضغط العناوين المذهل على پروتوكول لا يستوعب سوى قرابة أربعة بليون عنوان فقط. وبالرغم من احتلال الإصدار الرابع من هذا الپروتوكول غالبية شبكات الإنترنت، إلا أنه بسبب الاقتراب من استهلاك الحد الأقصى من العناوين التي يدعمها الپروتوكول الحالي، لا مناص من بداية تفعيل النسخة السادسة منه على نطاق أوسع، والتي تدعم عددًا أكبر بكثير من العناوين، تُقدّر بحوالي 340 تريليون تريليون تريليون عنوان، مما سيعزز مستقبل شبكة الإنترنت لعقودة وعقود، ويجعلها أكثر رحابة لاستيعاب كافة الأجهزة المستقبلية، ليس فقط لأن كل شخص يملك أكثر من جهاز متّصل بالإنترنت، بل إن مستقبل الأجهزة المنزلية والمكتبية سوف يكون مرتبطًا كذلك بهذه العناوين، كي يتم تعريفها على الشبكة، نقل البيانات فيما بينها، وكذلك للتحكّم فيها عن بُعد.

   الانتقال للنسخة السادسة من پروتوكول الإنترنت ليس مأمون العواقب، رغم كل الميزات التي يتمتع بها، لأنه غير متوافق تمامًا مع سلفه الإصدار الرابع، وبالتالي فإن النسختان سوف تشتغلان بالتزامن لعدة سنوات لتجنّب أيّ عوائق متوقعة، حتى يتم ترقية كل الشبكات القديمة للنسخة السادسة، بالإضافة إلى أنه من المُفترض أن تتوائم كل الأجهزة الجديدة والنسخة الأحدث.

   بالرغم من وجود هذا الپروتوكول قبلذاك بعدة سنوات، بل واستخدامه من قِبل عدد ضئيل جدًا من المستخدمين، إلا أن أهمية اليوم العالمي لإطلاق آي. پي. 6 تأتي ليس فقط لتعريف القطاع الأكبر من المستخدمين به، بل أيضًا لتسريع وتيرة انتقال كافة الخوادم الحالية للنسخة الأحدث، مما حدى بغوغل، فيسبوك، وكبريات مزوّدي خدمة الإنترنت حول العالم لتبنّي النسخة السادسة من الپروتوكول.

   لن يواجه مستخدمو الأجهزة التي تُتيح النسخة الرابعة فقط أي مشاكل، الآن على الأقل، إلا ربما انخفاض طفيف في سرعة الإنترنت على بعض المواقع التي استهلّت تبنّي النسختين جنبًا إلى جنب، بينما سوف تواجه هذه الأجهزة المشاكل الأكبر في المستقبل حالما يتم إلغاء العمل بالنسخة الحالية نهائيًا.

   بإمكانك اختبار مدى قابلية جهازك للاتصال عبر النسخة السادسة من پروتوكول الإنترنت آي. پي. 4 من خلال هذا الموقع.