كلما اقنعت نفسي انني انتهيت من تلك السلسلة, اتحدى زرقاء اليمامه ان تبصر النور بلا تلسكوب, من المقالات, بعد الانتهاء من كتابه مقاله, اجدني في مسقط ضوء اخر على ظلمات العُقد الاجتماعية والنفسية التي تنخر مجتمعاتنا لتشكل جدران من الامعقوليه العقلانيه ولتشكل سلاسل قيودنا لتثبتنا في الماضي في زمن نتنفس فيه, ونراقب فقط التطورات الهائلة من حولنا, لتعود نرجسيتنا المجروحه لتنتقم من التطور بان نعود لننكفئ على واقعنا المقهور بتبريرات تبدوا اكثر هزلا مما مضى.
مصادفتا شاهدت لقطات من فلم H0me Alone لطفل يحرس منزل عائلة طوال ليلة راس السنه امام لصوص, وينتصر في النهايه على اللصوص. فلم غير معقول ولا يمكن ان يحدث وغير قابل للتصديق. الا انه قادني للمقارنة بين ذلك الطفل وبين طفل اخر ومن نوع اخر في مجتمعاتنا الا انه ليس طفلا بيولوجيا بل اجتماعيا, طفل نشيع عنه نحن انه ضعيف اقل مكانتا منا نحن الرجال الا اننا نعطيه اسمى مهمه نؤمن بها تتسامى على كل القيم الاخرى الا وهي ان تصون المراة الشرف. فان كان لامعقولا لطفل ان يحرس منزل لعائلة, فكيف لتناقض بحجم الكون ان المراة عندنا تتمركز عليها كل ادواة القهر وتمارس عليها كل ادوات القمع وتمنع عنها, قصدا, كل سبل تطورها, ونعطي لها اسمى مهمه نؤمن بها وهي صيانة الشرف.
ان هذا لا يمكن ان يحدث الا من مجتمع مهان مستلب الاراده ينقسم تراتيبيا بين سيد ومسود. فالفئة المتسلطة تعمل على تغذية عقدة النقص والعجر لدى الجماهير عموما, من اجل ابقاءها على استكانتها وتبعيتها, وتغذي عندها عقدة العار المغذية لعقدة النقص تلك, لانها تحوله الى حالة دفاع دائم ضد افتضاح امره, افتضاح عجزه وبؤسه. وبالتالي يتمسك بشده بالمظاهرالتي تشكل سترا واقية لبؤسه الداخلي, مثل فضيحة العجز او الفقر او الشرف او المرض.همّه في حياة هو اجتياز الامتحان تحت جلباب “الستر” اي نظرة الاخرين. واذا كنا مجتمع نستصغر المراة الى درجة الدونية فمن الغريب ان نأتمن عندها اثمن قيمة نؤمن بها وهي الشرف, المفرطين في المغالات في تمركزه بمجال واحد, او بمقياس واحد.
الرجل المقهور يسقط عاره على المراة, فيشيع ثقافة المراة عورة وناقصه…..وبسبب قهره وشعوره بالاستلاب يمركز كرامته حول القدسيه او الاسطوريه عن دور المراة في التعبير عن الشرف الهدور.
في المجتمعات المقهوره, تسعى الفئات المتسلطة لمركزة الشرف عند المراة لان ذلك يبعدها عن الادانه بجرائمها من تسلط وسرقات وكذب وخداع وجهل ووصوليه وسرقة المال العام والتخلف …………..
المراة عندنا لا تدافع ضد قهرها فقط, بل عليها ان تدافع ضد القهر الذي يوجه ضد الرجل. فكيف يتم ذلك في المجتمعات المقهورة ؟.
من اجل اثبات الذات للمراة فانها تلعب دورا مبطنا بين الاعتداد بالانوثة. نقطة ضعف الذكوريه, وبين السيطرة الخفية على الرجل. يتمظهر ذلك في حاله تضخيم الجانب الانوثي, وهو ما يفسر الانفاق الباذخ للنساء في الدول المقهورة على ادوات التجميل وعمليات السليكون وشد الصدر والارداف والملبس. الا ان ذلك يبقى خفيا غير معلن, الا باشارات معينة, وتبقى المراة حبيسة انوثتها, سلاحها, وبين مشدات المجتمع في مقبولياته لحاملة شرفه عبر الاجيال.
اما سيطرتها الخفيه على الرجل فتتمظهر باموميتها المفرطه الى درجة التملك لابناءها, فلا يستطيع الابناء الفكاك من سيطرتها نهائيا, ويتجلى ذلك في طلب الازواج من زوجاتهم ان يلعبن دور امهاتهن.
قلت في البدايه, انني شاهدت مقاطع من الفلم المذكور, وانني انصرفت عنه, وقرات الكتاب الذي استندت عليه هنا وهو الانسان المهدور تاليف الاستاذ مصطفى حجازي موجود على النت .
اثــــــير حــــــداد
تعليق واحد على إنساننا المقهور … ومهمة حراسة منزل العائلة لطفل
أعتقد أن مفهوم الشرف بحسب التعريف الشرقي له ليس إلا هراءً وتمييزًا جنسيًا ضد المرأة. لأن الشرف ليس له أدنى علاقة بالجنس. وتحميل المرأة لعبئ هذا الكائن الخرافي المعروف بالشرف ليس إلا أمرًا هزليًا بالنسبة لي.
تحياتي