تركيا..
ذلك البلد المسلم حاضن الخلافه حتى العقد الثانى من القرن المنصرم..إنه بلد متفرد التجربه..متفرد التاريخ..متفرد وسط منطقته السياسيه..فمن أين نبدأ؟
من الجيش التركى فلنبدأ..
ليست تجربة تركيا السياسيه وحدها هى المتفرده بل التجربه العسكريه كذلك فحين ننظر لتركيا لا يسعنا الا ان نرى البوسفر و ( أردوجان) و سلطان عثمانى صارم و جنرال أشقر غاضب و بندقيه فى يد جندى و بيده الأخرى علم به هلال و نجمه..
فما هى قصة الجيش التركى الحالى..كيف نشأ..كيف بات مستقلاً..كيف تطور..ما قصة إنقلاباته..ما حاله اليوم..و كيف سيكون غداً؟
ما قبل البدايه: 1919/1923
——————————-
كان يوم الثلاثين من أكتوبر بالعام 1918 أسوأ يوم فى تاريخ الأتراك و بقايا الجيش العثمانى فى أنحاء الامبراطوريه مترامية الاطراف؛فى ذلك اليوم أعلن السلطان (وحيد الدين) الإستسلام للدول الحليفه فى جزيرة مودروس موقعاً على نص الاستسلام و الذل للأمه التركيه كلها..لم يكن الأمر فقط قاصراً على ضرر الأتراك من وقوعهم تحت نير الفرنسيين و الايطاليين و الانجليز و همجية اليونانيين الساعين للإنتقام من قرون عده قضوها تحت السلطه العثمانيه؛بل إمتد الذل للجيش بأمر تسريح أغلب قواته و قادته و إعتقال بعضهم بيد الحلفاء..فى تلك الظروف مر آخر شهرين فى العام 1918 ليأتى عام جديد تظهر معه بوادر أمل..جنرال عثمانى يسمى( مصطفى على رضا) توجه بأمر سلطانى تم الغاؤه اليوم التالى مباشرةً الى الأناضول كمفتش على الجيش هناك..
ليعصى بعدها أمر عودته و ينظم بالأناضول بالتعاون مع قاده آخرين حركه سياسيه تهدف لنصرة الأمه التركيه على الاحتلال..سرعان ما تجمعت أجزاء من بقايا الجيش العثمانى و متطوعين أناضوليين و تم تأسيس جيش للمقاومه بقيادة نفس الجنرال الذى أسس الحركه السياسيه المعارضه مؤسساً مع رفيقه الوفى (عصمت )جمعيات سريه محليه للمقاومه فى الأناضول و غيرها..مع العام 1920 كانت القوى الفرنسيه و الايطاليه تحت ضغط هزائم قواتها بتركيا و ظروف ما بعد الحرب بداخلها و فى مستعمراتها الأخرى تعلن هدنه أكدتها بالعام 1921 ثم إنسحبت بالعام 1922..و فى نفس الأثناء كان كفاح بقايا الجيش العثمانى يمتد للدفاع عن التراب الوطنى ضد الجيش اليونانى المتقدم بعد فشل الفرنسيين و الايطاليين بإيعاز من حكومة المملكه المتحده و الذى لم يكن يعانى من إضطرابات داخليه فى بلاده و لم يشارك بالحرب العالميه الأولى و ليست له مستعمرات أخرى تشغله عن ميراث الدم مع العثمانيين..تقابل الجيشان فى مواقع عده و اجبرهم الأتراك على الهروب فى سبتمبر 1922 بعد هزائم منكره متتاليه..فى 1923 إنسحبت الجيوش اليونانيه من ال10% التى تبقت فيها بعد العام 1922 و تولى الجنرال التركى رئاسة البلاد ومعه تولى صنع جديد للدوله و مؤسساتها و منها الجيش بطبيعة الحال..
*هنا كانت لحظات ما قبل التكوين للجيش التركى الذى نعرفه اليوم حيث تأسس من بقايا الجيش العثمانى الذى تم تسريحه و خاض عبر عامين النضال المسلح ليحرر90%من أراضى الوطن..بالتالى كانت نواة الجيش التركى الحالى و قبل البدايه الرسميه له فى 1923 كان هو نفسه صاحب الإنجاز فى تحرير البلاد مما شكل له هيبه كبيره و حالة فخر مطلقه تسرى بينه كما تسرى بين ضلوع كل تركى مخلص..فكانت قوات الجيش التركى النظاميه المؤسسه فى 1923 كجزء من مؤسسات الجمهوريه التركيه كالحكومه و المجلس الوطنى هى نفسها تلك القوات العثمانيه العائده من الشام و أوروبا منهكه مهزومه ثم متمرده فمحرره للتراب الوطنى التركى
الجيش فى عهد اتاتورك:
—————————
كان عهد( مصطفى كمال أتاتورك )من زاوية البناء أفضل عهد مر على الأتراك منذ عقود طويله..فبعيداً عن السياسه التى تميزت بالاستبداد و حكم الحزب الواحد (حزب الشعب) و الديكتاتوريه القادره كان عهد نمو و إزدهار فى مؤسسات الدوله و فى القاعدتين الزراعيه و الصناعيه..بطبيعة الحال كان الجيش واحد من المؤسسات التى إهتم بها (مصطفى كمال) بل لعلى لا أكون مبالغاً إن ذكرت أنه إهتم بالجيش أكثر من إهتمامه بأى مؤسسه فى البلاد..بحيث كانت تتحكم فيه و هو ناظر للجيش خبراته الممتلئه بالمراره عبر هزائم رآها فى حرب البلقان الأولى ثم حرب الشام و حرب القوقاز إبان الحرب العالميه الأولى بسبب ضعف تسليح و تدريب الجيش العثمانى..تمثل إهتمامه بالجيش من خلال وضع تسليحه الحديث و زيادة أعداد الجيش على الرغم من إعتراض الكثير من الأوروبيين و تدريب قواته قدر الإمكان بحيث يكونوا قادرين على حماية النظام من أى تمرد مسلح (تحققت مخاوفه من خلال تمرد مسلح لأكراد تركيا ممول من إنجلترا فى الأعوام 1925و1930)..أو لحماية البلاد من المحتلين المحتملين هنا لا بد من توضيح نقطتين ؛ الأولى هى ماذا كانت المبادئ التى أدار بها (مصطفى كمال أتاتورك) الجيش و الدوله ثم ماذا كانت طبيعة التبعيه بين الجيش و أتاتورك..هنا لا بد من توضيح الآتى فى نقطتين أو مبدأين من وضعه الخاص؛كانت مبادئ أتاتورك فى تسيير الجيش مبدأين:
-1-سلام فى الداخل و سلام فى العالم.
-2-لا تدخل للجيش فى السياسه و لا تدخل للسياسه فى شئون الجيش.
من المبدأين نجد أن الجيش تركزت مهمته على حماية الجمهوريه العلمانيه القوميه و حماية أراضيها من اخطار الداخل و الخارج..مع الإحتفاظ بمبدأ سلام فى العالم بحيث لا يجوز للجيش بالمره التدخل العسكرى فى شئون البلاد الأخرى إلا فى حدود ضيقه جداً و ظروف دقيقه جداً(تمثل هذا فى الوجود التركى بقبرص لحماية الأقليه التركيه بالجزيره و فى كوريا تحت لواء الأمم المتحده كورقه للإنضمام للناتو للمزيد من التسليح و التدريب الممتاز بالجيش) مع بيان هام:
كانت هناك نصوص بالدستور التركى الذى وضعه (مصطفى كمال) بنفسه أهمها نص:
(الجيش هو الؤتمن على سلامة البلاد الداخليه و الخارجيه)
..لذا فإن النقطه الأولى التى توضح مبادئ الجيش و تسييره فى عهد (أتاتورك) قد وضحناها..
ثانياً بالنسبه لطبيعة تبعية الجيش فقد كان ( أتاتورك) بطبيعة الحال كمؤسس لجيش المقاومه و زعيم له إبان حرب التحرير ثم رئاسته لتركيا و إعادة تأسيس الجيش على يديه ، كان بوضوح قائد للجيش و تبعيته له بل كان الولاء المطلق له و لم يشهد أى جمعيه أو تنظيم سرى ضد (أتاتورك) بل كان الجيش هو قلب الدوله التى أسسها و أدارها..لذا فقد كانت مسألة ولاء الجيش للدوله مفهومه و مسألة تبعية الجيش لقيادة ( أتاتورك) محسومه و بالتالى لم يكن الجيش التركى فى الفتره من (1923/1938)رقيب على الدوله بل مؤسسه من مؤسساتها لا تمارس أى رقابه على العمليه السياسيه و تتلقى الأوامر و التعليمات من الرئيس و حكومته التى يعينها ، كذلك كان (أتاتورك) برتبة ماريشال و هى أكبر رتبه فى الجيش مطلقاً لذا فمن الناحيه النظريه و العمليه كان هو قائد الجيش و الجيش تابع له فى إطار دوره قبل التأسيس للجمهوريه و بعدها..
اللحظات المفصليه:كيف إستقل الجيش عن القياده السياسيه:
أتصور أن لحظة موت (مصطفى كمال أتاتورك) كانت أكثر اللحظات العصيبه التى مرت على تركيا..من الجلى بقراءة كتب التاريخ أن الاستبداد حين ينتهى بوفاة الديكتاتور القوى فإن الأمور تتدهور و تتمزق أواصر النظام بفعل التنازعات التى تلى إنتهاء مركز القوه..لكن الحال فى تركيا كان مختلفاً إذ كانت كافة مؤسسات الدوله قد إنتقلت الى يد (عصمت إينونو) فى اليوم التالى لوفاة (أتاتورك) مباشرةً و لم تحدث أى إضطرابات بفعل أن (عصمت إينونو) كان هو المسيطر الفعلى عليها إبان مرض (أتاتورك) الأخير و بالتالى فقد كان من السهل جداً نقل الحكم و تسليمه بلا اضطرابات ..و لكن وسط هذا كان وضع الجيش غامضاً على النحو التالى:
-1-كان (عصمت) له رتبة جنرال فقط أما قائد الجيش(فوزى قاشماش)له رتبة ماريشال و هى أعلى رتبه بالجيش و هى نفسها رتبة القائد المؤسس للدوله و للجيش معاً (أتاتورك).
-2-كان (فوزى) هو القائد المتحكم فى الجيش بطبيعة الحال بينما (عصمت) منذ 1923 بعيد عنه و منشغل بالسياسه.
-3-لم يحدد الدستور التركى الذى وضعه (مصطفى كمال) وضعية الجيش بالنسبه للدوله و بالتالى كانت إستقلالية الجيش عن مؤسسات الدوله أو تبعيته للدوله ككأى مؤسسه ، كانا خيارين قلقين منذ لحظة وفاة (أتاتورك)..
*من هذا تكونت اللحظه الفاصله حيث تمتع الجيش بمرور الأيام وسط صمت من (عصمت) بإستقلاليه عن الدوله و لم يكن يتلقى تعليماته الا من (فوزى) كما أسلفت..و بالتالى فمع غموض توصيف الجيش و تحديد وضعه بالدستور ووسط صمت (عصمت) و نفوذ ( فوزى) تمتع الجيش بوضوح بإستقلاليه فى الإداره و تقلص الإداره فى رأس الجيش لا فى رأس الدوله السياسى كما كان الحال إبان (أتاتورك)..
و لعلى أتفهم أن الجيش كان يتبع القائد كأى مؤسسه بالدوله لكن مع وفاته بدأ يتميز عن غيره من المؤسسات بفعل تاريخ الجيش البطولى و دوره فى الحفاظ على مبادئ المؤسس (أتاتورك) و الأهم ألا و هو تجاهل (عصمت) للأمر بحكم صداقته القويه ب (فوزى قاشماق) و بالتالى لم يكن هناك صراع بل تسيير عادى للأمور بلا منافسه فكلاهما مخلص (لأتاتورك) و مبادئه..(يُذكر هنا أنه و بعد تقاعد ( فوزى) المعروف بتدينه الشديد ترأس شرفياً الحزب الوطنى الذى يدعو لإسلامية تركيا فى تغيير ملفت للنظر لأفكاره و نظرته للدوله إبان الأربيعينيات 1946 فى فترة حكم (إينونو) !!!)..و على كل حال فقد إستقر الأمر كالتالى:
-1-الدوله و مؤسساتها و حزب الشعب يديرها (إينونو) بصفته رئيس الدوله.
-2-الجيش له وضعه الخاص تحت قيادة الماريشال (فوزى) و لا يتبع (عصمت) لأن الدستور لا يوضح هذا و لأن (عصمت) بعيد عن الجيش منذ 16سنه قبل وفاة (أتاتورك) .
-3-كل المؤسسات و الجيش مسخران لتنفيذ مبادئ المؤسس و تعاليمه فى نشأة الدوله.
*نخلص مما سبق الى أن وفاة (مصطفى كمال أتاتورك) كانت لحظه فاصله مفصليه أدت لإستقلالية وضع الجيش تحت ظروف غموض تبعيته للقياده السياسيه بالدستور و تحت ظروف نفوذ (فوزى) و تفاهماته مع (عصمت) و عدم وجود صراع بينهما فلكل منهما دور يؤديه..و هكذا بوفاة (أتاتورك) تمتع الجيش و لأول مره فى تاريخ تركيا بالاستقلاليه الكامله عن القياده السياسيه بالدوله..
إنقلابات أبناء الجنرال:قصة الإنقلابات فى تركيا
—————————————————–
توضيح هام: هذا الجزء ربما يثير ملل القارئ لما فيه من تفاصيل سياسيه كثيره..لكن الحال يحتم ذكرها لأشرح كل الظروف التى أدت لكل إنقلاب..فليعذرنى القارئ لكننى مضطر للحديث عن امور فرعيه لكن أساسيه فيما يلى..و بالتالى لو شعر القارئ بنوع من الثقل فهذا يرجع لطبيعة الظرف الذى أكتب عنه و الذى يحتاج شرحه للكثير من الحديث حول الأوضاع السياسيه و الاقتصاديه قبل كل إنقلاب.
*الإنقلاب الأول:إنقلاب الدم
————————————————-
فى ليلة السابع و العشرين من مايو للعام 1960قامت قوات الجيش التركى بقيادة مجموعة من الضباط الشبان بدون قائد كبير برتبة جنرال يقود الانقلاب بإحتلال مبنى الإذاعه و كل المؤسسات الحكوميه مُلقيةً القبض على رئيس الدوله ( جلال بايار ) و رئيس الوزراء (عدنان مندريس ) و قائد الجيش و كبار قادة الحزب الجمهورى ليحققوا نجاح جزئي إضطرهم خوفاً من تدخل وحدات الجيش الاخرى ضدهم للإستعانة بالجنرال (جمال جورسيل) ليكون مختاراً منهم لقيادة الانقلاب لشعبيته و حب الجيش و الشعب التركي له..و ينتهى الأمر بدستور جديد يقنن إستقلالية الجيش عن مؤسسات الدوله و القياده السياسيه و يؤكد رقابة الجيش على الدوله فى يوليو 1960 و احكام بالاعدام وصلت الى 15 حكم نجح (جمال جورسيل) في الغاء 12 منهم و كاد أن ينجح في جهوده مع (عصمت اينونو) في الغاء عقوبة (عدنان مندريس) لولا خدعة الادعاء العام و بعض الضباط الذين منعوا الاتصالات بين أنقرة و الجزيرة التي يُسجن فيها (عدنان مندريس) و أعدموه بالمخالفة للقانون دون موافقة (جمال جورسيل) أو أي أحد من القيادة وسط مساعي حميمة من (عصمت إينونو) و (جمال جورسيل) لإيقاف التنفيذ ..فكيف حدث هذا ؟ و لماذا ؟…
*كانت نتائج إنتخابات 1950 مفاجئه بالنسبه للجيش و علامه ديموقراطيه مؤسسه فى تاريخ تركيا..فلأول مره يخرج حزب الشعب القائم على الظام الكمالى من الحكم تماماً و يحل محله حزب جديد يترأسه صديق ( أتاتورك) و رفيقه المخلص بحرب الاستقلال و أحد أبطالها (جلال بايار)..إلا أن الجيش لم يعترض أو ينقلب على النتائج بل ظل لمدة 10 سنوات بعدها يراقب ما يحدث حتى جاء يوم الإنقلاب..
تميز عهد( مندريس ) فى الحكم بعد إنتخابات 1950و 1954 بإنجازات و أخطاء كلاهما هائل..فنعدد إنجازاته:
-1-حافظ ( مندريس ) على طبيعة النظام الكمالى و مبادئ الدوله العلمانيه دون أى تغيير.
-2-إنضم ( مندريس ) بتركيا فى حلف شمال الأطلنطى18فبراير1952.
-3-تطوير الوضع الزراعى كثيراً بإدخاله المزيد من التكنولوجيا الزراعيه و إقامة السدود الحديثه مما زاد من رقعة الارض الزراعيه و زادت حركة التصدير الى اوروبا.
-3-صناعة حركه صناعيه كبرى فى تركيا أدت لنمو صناعى تفوق كثيراً على ما سبقه بحيث تحولت رسمياً تركيا لبلد صناعى متطور.
*على ذلك كانت هناك أخطاء عده أدت لتذمر الجيش و جزء كبير من الشعب بعد إنتخابات 1957 و التى خسر فيها الحزب جزء كبير من قوته بالبرلمان :
-1-على الرغم من تأكيد( مندريس )على علمانية الدوله إلا أن حسابات الانتخابات جعلته يتساهل فى كثير من القرارات السياسيه التى مست الجانب الدينى مما تسبب فى ظهور تيار دينى سياسى معادى لمبادئ الدوله الكماليه.
-2-نما التيار الدينى المعادى لمبائ (أتاتورك) و لم يتصدى له ( مندريس) لحسابات الانتخابات مما زاد من حفيظة الجيش ضده.
-3-تحويل البلاد من الفكر الإقتصادى الإشتراكى القائم على أسس دور الدوله الذى أرساه (أتاتورك) الى نظام ليبرالى إقتصادى أدى لظهور طبقه إقطاعيه و برجوازيه صناعيه أثارت جنون الجيش الذى رأى الفقر يزداد و الاقطاع كذلك فى حين أرسى (أتاتورك) مبادئ الاشتراكيه و حق الفلاح على حساب الاقطاعى.
-4-حدوث تضخم مالى قاتل بسبب النمو السريع و أخطاء إقتصاديه كبيره وصل الى 60% و رفع أسعار السلع بجنون فإزداد الفقر .
-5-إنتشار الفساد بسبب الصفقات بين قاده بالحزب الحاكم الجمهورى و بين كبار الإقطاعيين الذين نشأوا فى عهد ( مندريس ) و كذلك كبار رجال الصناعه و كثرة خروقات القانون.
-6-تحول ( مندريس ) الى إستبدادى كبير فضيق الحريات الصحفيه و ضيق على الأحزاب السياسيه و بالذات حزب الشعب و حظر الاشتغال بالسياسه فى الجامعه.
-7-أصدر قانون صادر فيه كافة مقار حزب الشعب بحجة انها من اموال الدوله و أصدر قانون بات فيه من حقه طرد أى موظف بالدوله دون إبداء أسباب مما أعطاه القوه لإضطهاد كل الموظفين غير الموالين لحزبه.
-8-منع الأحزاب نهائياً بإستثناء حزبه من إستخدام جرائد أو إذاعة الدوله و أصدر قانون لحبس أى صحفى يهاجمه او يهاجم الحكومه أو الحزب.
-9-التصنت على الهواتف و الرسائل و منع (إينونو) من دخول البرلمان و إهانة ذكرى (اتاتورك).
*كانت تلك الأسباب تتراكم و الجيش على وشك الإنفجار حتى حدثت كارثه أو فلنقل كارثتين متتاليتين شكلتا القشه التى قضمت ظهر البعير..
*1* فى أثناء جوله إنتخابيه لإينونو فى البلاد تم منعه من دخول مدينة قيصرى بأمر من مندريس و حبسه بالقطار..إلا أنه غادره بالقوه و سار بين جماهير احتشدت له و تطوع 3 ضباط للدفاع عنه فأصدر ( مندريس ) أمر بإعتقالهم مما شكل قنبلة داخل الجيش ف( عصمت إينونو ) رمز للدوله و الجيش و قائد من أكبر قادة حرب الاستقلال لا يجوز إهانته فما بالكم بما حدث له ؟!!
*2* كذلك فى البرلمان تطاول بعض النواب على ذكرى (أتاتورك) و (إينونو) من حزب الديموقراطيين و إتهموهم بالاجرام و طلبوا محاكمتهم!!!
بالتالى كانت النتيجه أن أعلن الجنرال المحبوب ( جمال جورسيل ) المرشح المحتمل لقيادة الأركان إستقالته إحتجاجاً و عاد معتكفاً الى أزمير…
هنا تم تدبير خطه للإنقلاب لم يعلم بها مطلقاً (جمال جورسيل) حتى مساء يوم الإنقلاب حين ذهب اليه قادة الإنقلاب سراً و أقنعوه بقيادة الإنقلاب بعد أن هدد قائد الجيش الثالث بالاستيلاء على الحكم إن لم يؤيد و يقود الانقلاب جنرال كبير بأربع نجوم ليتم الأمر و يقبل القيادة لإنقلاب لم يشارك في التخطيط أو لتنفيذ له و ينتج عنه الآتى:
-1-القبض على قائد الأركان الجديد و رئيس الدوله و رئيس الوزراء و كبار قادة الحزب الديموقراطى و رجال الاعمال و الاقطاعيين و نواب الحزب بالبرلمان و أساتذة جامعات موالين للحزب.
-2-أحكام بالاعدام لرئيس الدوله و رئيس الوزراء ووزير الخارجيه و الماليه تم تنفيذ 3 منها فقط بضغوط من (جمال جورسيل) الذي عفا عن 12 من المحكومين و العفو عن رئيس الدوله الذى تم تعديل الحكم بحبسه 25 عاماً و الافراج عنه لاحقاً.
-3-حملة تطهير شملت اقصاء آلاف الضباط من الموالين ( لمندريس ) و أساتذة الجامعات .
ل من يمت للحزب الديموقراطى بصله.
-4-دستور جديد أكد على إستقلالية الجيش و رقابته على الدوله و الملكيه العامه مع السماح بالقطاع الخاص تحت رقابة الدوله.
-5-إتاحة كل الحريات و رفع حظر الصفحف و اعادة فتح الصحف المغلقة و الانتخابات النزيهه و الغاء التصنت و رفع كل الاحكام العرفيه و إعادة الديموقراطيه و الحريات كلها و تم تنفيذ هذا بالكامل تحت إشراف الجيش فى إعادة لكل مظاهر الديموقراطيه بالكامل فى تركيا بل أفضل مما كانت قبل أى إنتخابات.
-6-إجراء أنتخابات نيابيه حره و نزيهه فى أكتوبر 1961أدت لحكومه مكونه من الشعب و العداله.
-7-إنتخاب ( جمال جورسيل ) رئيساً للدوله
*الإنقلاب الثانى:الجيش يجهض الإنقلاب
—————————————————————
فى مايو بالعام 1963 قام ( طلعت ايديمير ) رئيس الكليه الحربيه بمحاولة انقلاب فاشله بسبب التناحر السياسى بين حزب الشعب و حزب الفلاحين الجمهورى و قد فشل الإنقلاب بسبب قصف سلاح الطيران لقوات الانقلاب..
و تم إعدامه فى يوليو1964
*مع إنتخابات أكتوبر 1961 تشكلت حكومه إشتلافيه من حزب الشعب الكمالى و حزب العداله و كانت الحكومه برئاسة ( عصمت إينونو ) الذى ظل يحاول تسييرها بين تناقض الحزبين و صراعهما إلا أنه قد فشل فقدم إستقالته للرئيس ( جمال جورسيل ) فى مايو 1962 و كلفه الرئيس ثانيةً بتشكيل الحكومه ، فألفها بالإشتراك مع حزب الفلاحين الجمهورى الذى يعد وريث الحزب الوطنى المتدين و ظلت المظاهرات تجوب تركيا بين معارض و مؤيد لنظام ووسط مطالبات بالافراج عن محكومى إنقلاب 1960 الذين حُكم عليهم بالسجن على الرغم من أن (إينونو) قد أفرج عن (جلال بايار) مما شكل دافعاً لدى( طلعت إيديمير ) لمحاولة الانقلاب بسبب التناحر السياسى إلا أن الجيش أحبط الانقلاب فوراً بقصف كل قوات الإنقلاب على الأرض بواسطة سلاح الطيران منقذاً الحكومه على الرغم من عدم رضا الجيش فى الواقع عنها..و تمت محاكمة قائد المحاوله ( طلعت إيديمير ) و الحكم عليه بالإعدام فى يوليو 1964.
*الإنقلاب الثالث:حتى لا يتسلل اليسار
—————————————————–
فى مارس 1971 حدث إنقلاب بلا دبابات..حيث أعلن الجيش الأحكام العرفيه فى أغلب أنحاء البلادمقيلاً الحكومه و حكم البلاد بحكومه شكلها بنفسه حتى الانتخابات التى أُجريت فى أكتوبر 1973..
*فى إنتخابات 1969 حصل حزب العداله على 46.8%من الأصوات و بالتالى شكل الحكومه برئاسة ( سليمان ديميريل ) و بعض الأحزاب الضئيله..و كالمعتاد مع حزب العداله إنتشرت أعمال الإضرابات أنقره و إسطنبول للمطالبه بالاصلاح و القضاء على الفساد وزادت حدة الإشتباكات بين الفلاحين و الإقطاع وسط مظاهرات كادت تطيح بالنظام كله فى تسلل واضح للتيارات اليساريه و الفكر الشيوعى فى تلك الأوساط..
لم يصبر الجيش أكثر من عامين حتى انذر الحكومه فى مارس 1971 مطالباً إياها بضرورة السيطره على الأوضاع بقوات الشرطه لأن الدوله فى مهب الريح..إلا أن رئيس الحكومه ( سليمان ديميريل ) رفض الإنذار فاعلن الجيش إقالة الحكومه و رئيسها و تشكيل حكومه جديده من مدنيين و إستمر الحال مع الأحكام العرفيه حتى العام 1973 حين أُجريت إنتخابات شهر أكتوبر و كانت هذه هى النتائج:
-1- حصل حزب الشعب على أغلبية مقاعد و يليه حزب العداله.
-2- تشكلت حكومه من حزب الشعب و السلامه( أربكان ) فى يناير 1974 إلا أن رئيس حزب الشعب ( بولنت أجاويد ) قدم إستقالة الحكومه فى سبتمبر 1974 بعد فشله فى إدارتها لإستحالة إدارة حكومة اطرافها متصارعه.
-3-تشكلت حكومه جديده من أحزاب السلامه الإسلامى و العمل القومى المتطرف الطورانى و العداله برئاسة ( سليمان ديميريل ) مما وضع البلاد فى حالة إضطرابات حتى إنتخابات مبكره فى يونيو 1977.
*الإنقلاب الرابع:من أجلك أتاتورك
—————————————————
فى الحادى عشر من سبتمبر 1980 قام الجيش برئاسة الجنرال ( كنعان إيفيرين ) بإنقلاب أدى لإسقاط الحكومه و إعلان الأحكام العرفيه بالبلاد كلها و حل البرلمان و حل الدستور و إسقاطه ليتم إعلان حكم عسكرى إمتد الى العام 1983 حين تم البدء فى تفعيل الدستور الجديد الذى أسسه الإنقلابيون مرسخاً سطوة الجيش على الدوله كلها و علمانية الدوله و تضييق عنيف ضد كل النشاطات الإسلاميه و تُجرى إنتخابات جديده يفوز فيها حزب الوطن الأم من يمين الوسط..
* من مايو 1977 حتى سبتمبر1980 تتالت أربعة حكومات فشلت فى صناعة حكومه واحده تفى بوعودها كما سبقت فى الأعلى بشرح نتائج الإنتخابات من 1973 حتى 1977ووصل الامر الى الآتى:
-1-فشلت كل الحكومات فى صناعة أى إنجاز حقيقى وسط تردى مزرى للبلاد إقتصادياً.
-2- من العام 1977حتى1980 كان معدل القتلى من الاشتباكات اليوميه بين اليمين و اليسار و الاضطرابات العرقيه يصل الى 20 قتيلاً فى بعض الاحيان بالاضافه .
-3-كانت الإضطرابات الكبرى الإقتصاديه و إنتشار الفساد و النفوذ شيوعى و الدينى السياسى قوى جداً و منتشر فى حالة أثارت قلق الجيش خصوصاً مع التحالف مع الغرب الذى لا يرضى بالتوسع اليسارى فى البلاد من جانب و التمدد الإسلامى من جانب آخر الذى لا يرضى الجيش و يخيف أوروبا.
• لذا وفى ديسمبر 1979 وجه ( كنعان ايفيرين ) قائد الجيش انذارالى كل الأحزاب السياسيه و منها احزاب حكومة ( سليمان ديميريل )ألائتلافيه حزب العداله مع حزب السلامه الدينى و العمل القومى الذين تولوا الحكم من سبتمبر 1979 بعد استقالة ( بولنت اجاويد ) اثر هزيمه فرعيه لحزب الشعب فى انتخابات اكتوبر1979 لوقف التناحر السياسى و التقاتل الداخلى و أعمال الارهاب المسلح بينهم الا انه لم يوقف هذا شئ بينما رفض رئيس حزب الشعب هذا الانذار معتبره تدخل فى الشئون السياسيه.
تتالت الأحداث التى سبقت الإنقلاب ممثلةً سلسله من الكوارث:
-1- استمرار اعمال القتل و السلب و الإرهاب شغر منصب رئيس البلاد فى ابريل1980 و عجز البرلمان على انتخاب رئيس لخمسة اشهر حتى سبتمبر 1980 وسط احداث دمويه بالغة العنف بالشوارع .
-2-أعلن والى مدينة فاتس على البحر الاسود الانفصال فى كيان شيوعى عن الحكومه المركزيه.
-3-إمتداد أعمال القتل لبعض ضباط الجيش برتية جنرال.
-4-أعلن( نجم الدين أربكان) فى مؤتمر صوفى حاشد ضم 50 الف فى قونيه فى سبتمبر 1980 أنهم ينوون الغاء علمنة الدوله و العوده لنظام الشريعه فى تركيا.
هنا بلغ السيل الزبى و لم يعد الجيش يتحمل بالمره إنفجار الأوضاع بالجامعات و التهديد اليسارى و التهديد الإسلامى فوضع الجنرال ( كنعان إيفيرين ) خطه كان الجيش قدمها له بالعام 1979 للإنقلاب إلا أنه وقتها رفضها لأن رئيس حزب الشعب إستقال مما جعله يتصور إمكانية حل المشكلات بدون إنقلاب يسئ لشكل تركيا أمام العالم..و تم التطبيق فى يوم 11/9/1980 بصوره بيضاء لا دمويه حين استولى الجيش على كل المؤسسات و أقال الحكومه و حل البرلمان و الدستور ليعيد كتابة دستور جديد و يجرى إنتخابات فى إطاره الذى يجعل له سلطة الإنقلاب فى حالة مخالفة الحكومه لمبادئ (أتاتورك) لتُجرى الإنتخابات فى أكتوبر 1983 و يفوز حزب الوطن الأم من يمين الوسط التركى الجديد برئاسة ( توجرت أوزال ) .
*االإنقلاب الخامس:ضد كل الإسلاميين
———————————————–
يُمثل الإنقلاب الأبض شبه النظرى حله غريبه من الإنقلابات و آخرها فى تركيا..إذ إكتفى الجيش بتحريك محدود للدبابات وسط العاصمه ليجبر رئيس الوزراء الإسلامى ( نجم الدين أربكان ) على الإستقاله..
*فى إنتخابات 1996 نجح حزب الرفاه التركى فى إنتخابات حره كأى إنتخابات فى تركيا ليشكل مع حزب الطريق القويم (يمين الوسط) حكومه ناجحه تحظى بشعبيه كبيره فى يونيو1996..و قد حرص على إنفتاح عالمى إسلامى عن طريق:
-1- تشكيل مجموعات إسلاميه محليه مرتبطه بالخارج.
-2- تفعيل العلاقات مع منظمة المؤتمر الإسلامى (تركيا عضو مؤسس فى عهد ( سليمان ديميريل ).
-3- تشكيل مجموعة إسلاميه دوليه بإسم مجموعة الثمانى.
-4-دعا الى نصرة قضايا الملسمين فى الشيشان و فلسطين و غيرها.
*من زاويه أخرى حرص على تجنب الصدام القاتل مع الجيش الذى كان هو أحد أسبابه بالعام 1980 حين دعا لإسقاط علمانية تركيا و إعادة الشريعه للحكم عن طريق :
-1-التزم حرفياً بالمسار الإقتصادى الرأسمالى الذى أسس له (توجرت أوزال).
-2-التزم بإتفاقيات مدنيه و عسكريه مع إسرائيل.
-3-نفذ مناورات عسكريه مع أمريكا و أخرى مع إسرائيل شملت تدريب طيارين إسرائيليين فى تركيا ( هنا لا بد من الإشاره لأنه فعلياً لم يعترض لكنه حتى لو إعترض فلا فائده لأن الجيش وحده هو من يمنع أو يسمح على غرار منع اشتراك إسرائيل فى مناورات آخر العام 2009 الذى نسبه البعض لحزب العداله فى حين أن المسئول الوحيد عنه هو الجيش فقط).
-4-أكد على أن الدوله ملتزمه بمبادئ دستور1983.
*قدم الجيش ما يُعرف بإسم إختبار ثقه لحكومته إذ أثار قلقهم زيارته لليبيا 1996 فقدموا له مجموعة طلبات لمنع الإنتشار الدينى السياسى من جوانب العبادات و التعليم فى البلاد إلا أنه رفضها مما شكل مبرر لإنقلاب أبيض غريب..إذ قام الجيش بنشر دباباته فى شوارع العاصمه فى 30/6/1997 مما دفع (أربكان) للإستقاله و ترتب الآتى على الإنقلاب:
-1-تولى ( مسعود يلمظ ) رئاسة الوزراء.
-2-فى 1998 تمت محاكمة ( أربكان ) و منعه القضاء ن مزاولة السياسه لخمس سنوات.
-3-أصدر القضاء سلسه من الأحكام القاسيه على المتدينيين من نماذجها منع الحجاب نهائيا بمؤسسات الدوله كلها و إعتباره جريمه إذا تواجد مع إحدى النساء الرسميات كعضوات البرلمان.
-4- حصار الإسلاميين سياسياً بسلسله من العقاب و السجن و منع مزاولة العمل السياسى تماماً لأقل الأسباب .
اليوم تغير الحال مع صقور الجنرال الأشقر..
بوضوح لم يعد الجيش التركي اليوم هو نفسه ذلك الجيش الذي تمرس على ضبط إيقاع الحياة السياسية في تركيا لأسباب عدة أدت في مجملها إلى أن تقل سطوة الجيش في تركيا منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم.. ولعلي أذكر أهم الأسباب كالآتي:
1) انتهاء الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي أدى لانخفاض مستوى الحماس لأي انقلاب على المستوى الغربي الذي كان يؤيد الانقلابات خوفًا على نظام الحكم التركي إبان الحرب الباردة.
2) كان وضع الجيش مستقرًا بلا ضغوط حقيقية من الخارج لوقف الانقلابات غير المبررة حتى بدأ الحديث عن ترشيح تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي في قمة هلسنكي نهاية العام 1998هناك فقط وجد الجيش نفسه أمام ضرورة وضع تنازلات عدة وتقييد حركته في سبيل الحلم الأوروبي مما أضعفه سياسيًا.
3) الحزب الحاكم في تركيا (العدالة والتنمية) حزب ليبرالي وإن عرّف نفسه إسلاميًا فهو متوافق مع الاتجاه الغربي 100% حيث أرسل قواته لأفغانستان بعد الاحتلال الأمريكي في إطار الناتو وكذلك حافظ على الأجندة الرأسمالية في إطار التعاقد مع صندوق النقد الدولي وتعليماته، أيضًا كافة سياساته قائمة على أسس المصلحة دون أي تطرف ديني أو حتى اقتراب من الأسس العلمانية للدولة، انضمامه لحزب الشعب الأوروبي في تسليم واضح بارتباطه بالغرب سياسيًا على المستوى الحزبي، أسباب أخرى عدة ألخصها في جملة (أربكان): هم ليسوا إسلاميين مثلنا.. أبدًا.
4) استطاع حزب العدالة والتنمية ضم العديد من أقطاب الصناعة إلى صفوفه للاستفادة من كونه حزبًا حاكمًا مما أعطاه زخمًا ماليًا وإعلاميًأ أو إصدار قوانين قيدت الإعلام المعارض وبالتالى توفر غطاء إعلامي ومالى للحزب وحماية بنفس الوقت.
5) فشل الأحزاب القومية وحزب الشعب في تشكيل منافس قوي للعدالة والتنمية مما انعكس ضعفًا على موقف الجيش الذي وجد الأحزاب التي ترفع مبادىء الكمالية تتراجع شعبيتها بسرعة.
6) لم يعد الانقلاب مجديًا ضد العدالة والتنمية بسبب التزام الحزب كافة مبادىء المؤسس (أتاتورك) بحيث أنه بالعام 2008 كان حكم الدستورية العليا ضد الحزب مجرد إنذار بعدما تبين له أن الحزب لم يقلل ولم يؤذ مبادىء المؤسس بل شكلت تصرفاته شبهة فقط مما يحول دون حظره مما دفع المحكمة -مضطرة- لإنذاره فقط.
7) لم يقترب الحزب من ملفي البارود: الأكراد وأسلمة تركيا. بشكل حقيقي الخطورة إلى الآن، حتى مع توجه الحزب لتغيير سياسات (أتاتورك) تجاههم لم يقدم على خطوة حقيقية يرفضها الجيش أو حتى يعترض عليها بالعام 2009 بل حرص على موافقته الكاملة قبل مجرد طرح الملف.. في حين لم يفكر في أي مشروع مستند للدين بالمرة إلا في حالة طرح قانون للسماح للمحجبات بدخول الجامعات وكان بعد هجوم مرير من حزب السعادة و(نجم الدين أربكان) ضدهم وبالتالي لم يقوموا بعمل واحد من الممكن أن يؤدي لأسلمة تركيا.
8) حافظ الحزب على العلاقات أمام الغرب مما أضعف موقف الجيش من الحزب حيث سارع إلى الموافقة دون اعتراض على إرسال قوات لأفغانستان وتوجه (أردوغان) بنفسه لأفغانستان مؤيدًا للتوجه العسكري التركي.
9) استطاع الحزب توجيه ضربة موجعة للجيش حين غيّر تركيبة مجلس الأمن القومي ليكون مدنيوه أكثر من عسكرييه وبالتالي تضاءلت قدرة الجيش على ضبط العمليه السياسية.
*من هذا أخلص الى أنه لأسباب دوليه و داخليه تقلص وضع و نفوذ الجيش..و لم يعد قادراً على الإنقلاب او حتى الإعتراض!!
اليوم تحول وضع الجيش فى عهد ( أردوجان ) الى جيش مجمد الدور السياسى و غير قادر على العمل كما إعتاد..و لعل القول بأن نصف قوته السياسيه قد تقلص هو أصدق قول فى وصف حاله اليوم.
——————————————
خاتمه:
أعلم أننى أطلت جداً على القارئ لكن الصدق فى رصد احداث الجيش فى تسعين عاماً هو ما دفعنى للإطاله..إننى اتمنى ان أكون قد رصدت الأمر جيداً و حققته دون أخطاء مقصوده..و تبقى صقور الجنرال الأشقر حاميه لمبادئه و تبقى تركيا خاصة ( أتاتورك )..
4 تعليقات على صقور الجنرال الأشقر .. قصة الجيش التركى فى تسعين عاماً
مقالة مثمرة وتاريخ شيق لتركيا يا عزيزي محمود.
أشكرك على هذا الجهد الرائع!
بارك الله بالجهود المبذوله وتضاف الى ميزان الحسنات ان شاءالله
السلام عليكم ارجو الاطلاع على مايلي رجاء القائد اتاتورك اطلق اسم (mehmetçik)على الجندي التركي نسبة الى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم )وسمى ملجئه او موضع دفاعه (peyğember ocağı) مسكن جنود النبي .الرجاء نشر هذه المعلومات القيمة جدا في كتاباتك الشيقة وشكرا لك مع القراء الاعزاء
عزيزي محمود ارجو ان تحتملني بدايه لماذا الهجوم علي اليونانيين و اتهمهم ب الهمجيه !
2. ما هو دور الجيش التركي في مذابح الارمن
3.ما هو دور الجيش التركي من اضطهاد الاكراد
عزيزي اراك معجبا باتاتورك وهذا حق لا انكره عليك لكن ارجو الا يعميك عن الحقيقه
تقبل فائق احترامي
تحياتي و شكرا علي الاحتمال