أولا الإعتذار واجب لهذا الأفلاطون, النبّى العقلانى رغم علمى أنه حتما كان سيرفض كلمة نبّى إذا إضيفت لإسمه !
من منّا لم يقرأ أفلاطون من خلال الكثيرين , ومن منّا لم يستمتع تارة ويتأّذّى تارة أخرى من فلسفة أفلاطون ولكن الحق أقول لكم أفلاطون فى أى كتاب هُناك روح الكاتب وقليل من أفلاطون, كما قال العظيم “طه حسين” حين كتب “مع المتنبى” أن “كتابه لم يمثّل أبو الطيب بل جاء معبرا عن لحظات فى حياة كل منهما” وبناء عليه تناولت أفلاطون من بداية فكره وقرأته من خلال محاوراته فقط ورأيت أفلاطون آخر كما لم أراه من قبل وعن الجمهورية سأتحدث …

جمهورية أفلاطون

رئاسية أرستقراطية منظمة , يتولّى سُدتها حاكم فيلسوف زاهد فى المال والشهرة وكل شئ إلا الحق والخير وحب المعرفة وشغف العدل هوايته !
وحراسها رياضيين شجعان يضحّون بسعادتهم مقابل حماية الكل لا يسعون سوى لحب الوطن وشغفهم حمايته ولا يحصلون على أى شئ بالمقابل سوى كفاف يومهم وبعض من التقدير المعنوى !
والطبقة العامة هى طبقة ثرية متنوعة لا تتدّخل فى أى من الحكم أو الحماية !

جمهورية أفلاطون
ليست تيموطيقية فيها الحكم وراثى عشوائى
وليست أوليجاركية الحكم فيها لاصحاب رؤوس الأموال والطماعين المستبدين
وليست ديمقراطية فيها حريات عشوائية وغير منظمة فوضوّية ويحكم فيها الأكثرية
وليست مستبّدة كذلك يحكمها المستّبد الظالم

جمهورية أفلاطون
فيها عناية بالجسد والنفس والروح والفكر
الجسد فى الرياضة
النفس فى كفايتها الإسراف فى الملّذات
والروح فى الموسيقى
والفكر فى الفلسفة وحب العلم

جمهورية أفلاطون
إشتراكية على المستوى الإقتصادى الكل مشارك بجزء والناتج مقسّم على الكل

جمهورية أفلاطون
خيّالية بحسب رأى أفلاطون وقد لاتكون يوما واقعا وربما كانت فى عالم آخر واقع وإن لم تكن فالأولّى تطبيقها على النفس حيث أن الفرد جزء من الكل والكل مجموع الفرد وما ينطبق على الفرد ينطبق على الكل وأولّى بالفرد أن يكون منظما وقتها سيكون الجميع منظما بالتبّعية

جمهورية أفلاطون
ليس بها شعراء دينيين مدّعين إمتلاكهم للحقيقة

جمهورية أفلاطون
فيها الفرد غير مشغول بشئ سوى الآنية والواقع ومنشغل عن جلد الذات بالتحرك دائما فكل شئ متحرك غير ثابت

وكذلك هى جمهورية إنسانية لا تعرف فرق بين رجل وإمرأة !

جمهورية أفلاطون
تعرف خلود الروح بدون جسد , تعرف خلود الخير وخلود أعمال صاحبها فالخيّر أعماله مخلّدة دائما وأبدا مكرّمة فى كل وقت والشرير كذلك أعماله مخلّدة دائما وأبدا ملعونة فى كل وقت

جمهورية أفلاطون لا أتفق معها كثيرا وربما أعتقدها جامدة بعض الشئ ولكن عشقت رسالته  النيّرة الخالية من الهرطقات…