في الشِتاء ..
تتلبسُني الذكريات , الممزقة .. كالهوّس
و أُدهش .. من قابليّة جسدي للبقاء , رُغم ما كان !

“و أين الآن , أنت , منكِ ..
سوى شظايا ذاكرة !”

أدافع عن قانون البقاء , بهلاوس .. طبيب نفسيّ !

“في حقيقة الأمر ..
أنا أذهب إليه : لأني أستطيع النوم قليلاً ..
حيث , نام .. من أوتوا الشجاعة , و انتحروا !”

و بجوار المرآه :
بجانب فرشاة الأسنان , شريطٌ مُنوم ..
على الأقل , ليّ الآن , حق اختيار , و لو كان وحيداً !
” أخذتم منيّ حياتي , و لن تأخذوا مني موتي ! ”

أهلوّس ..
على في الهلوسّة .. أجد الله !
” أين كنت من كل ما كان ؟ ”

ثم أصّلي ..
لعل الله يغفر , هلوسّتي
و هوسّي بالسؤال .. عن ما كان في الإمكان !

” أنت الآن , لست إلا شظايا ذاكرة !
و أيامك الباقيّة : أنفاسُ الموت .. تلفحك !
لكن , لست حزيناً ..
فليس هناك , ما يدّعي الحزن ..
و ليس هناك , ما يدّعي غير الحزن ..
… لكن الحزن أقوى حضوراً !
… هه
…. الحياة لابّد أن تستمر ! ”

يبحث عن ابتسامته , في صندوق قِمامة !
يلتقطُها , بأوساخها ..
و يعطيها , مدعياً , البله ّ .. لكل المارة !

لوّحات إعلانات تجاريّة ..
تحمل , نفس الإبتسامة البلهاء ..
لكن هذه المرة ليست متسخة ..
أسنانهم بيضاء .. كأنهم في الجنّة !

” هؤلاء , ليسوا بشراً ..
هم بقايا ..
بقايا , تحاول جاهدةً ..
أن تكون لوحةً تجاريةً , و لو مرة ! ”

” آه , أبي ..
لو كنت غجرياً ..
آه كنت , مجرد بدائيّاَ..
لكنت في الغابةِ , ملكاً ..
فوق الشجر ..
أحمل أصابع الموّز ..
و أطعم القرود _ أجدادنا ! ”

مازال .. يزال , ليزول .. يمشي سيراً على الشظايا , بين البقايا !

” كل القرود فلاسفُةً ! ”

مازال ..

يزال ..

ليزول ..

يمشي سيراً على البقايّا .. شظايّا !

” كل القرود فلاسفُةٌ ! ”

مازال ..
عارياً !

يزال ..
في سيّارة الإسعاف ..

” كُل القرود فلاسفُةُ !
و أنا مُجرد .. خطأ مطبعيُ , في قصيدة
خّلصِني .. منك ! ”

يزول ..
بجرعة مهديء , زائدة !

أنا