لمن لايعرف البيورتانيون هم طائفه ظهرت مابين القرنين السادس عشر والسابع عشر في غرب أوروبا حيث كان الصراع المذهبي بين البروتستنت والكاثوليك علي أشده و كان نفوذ رجال الكنيسه والأساقفه قد بلغ ذروته هو الأخر حيث أنهم كانوا من المساهمين في تلك الصراع فكانوا يد الملك ,العقيده أو المنهج البيورتاني نشأ علي يد جون كالفين في القرن السادس عشر ,حيث يسمي البعض هذا المذهب بالمذهب الكلفيني ,هذا المذهب يدعو الي عبادة الله مباشرة دون وسيط ودون الأستماع الي رجال الكنيسه خاصة بعد ان تضاربت الحقائق وسادة حال من عدم اليقين, كما سعي البيورتانيون الي الدوله المدنيه والحريه,هذه كانت مزاياهم فقد كانوا يرون أن الدين نقي وروحاني وصادق ورجال الكنيسه والبشر عموما لم يكونوا بنقاء الدين أو روحانيته وصدقه لذا كانوا يرون أنه لابد من اللجوء لله مباشرة للوصول الي اليقين دون وساطة بشر أو وعظ منهم,أما عن عيوب تلك المذهب التطهيري أنهم عندما تمكنوا من الحكم بعد الثوره التي أطاحت بالملك شارل الأول في 30 يناير 1660,والتي أدت الي الغاء الملكيه واعلان الجمهوريه وتعيين اللورد المعارض كروميل رئيسا ,قام البيورتانيون بفرض مذهبهم بالقوه وتعصبوا له ومنعوا المسرح والغناء وكل اشكال ماسموه باللهو,حيث أنهم كانوا يرون أن الأنسان لابد أن يفني حياته في العباده وفي التفكير في الحياه الأخري.

بغض النظر عن عيوب البيورتانيون وتذمتهم بعد ذلك ,فنحن اليوم بمصر نحتاج الي بيورتانيون جدد ليخلصون من سلطة الكهنوت وسلطة رجال الدين الذين يستخدمهم النظام الحاكم  في تنفيذ مايبغون ومايريدون ,الان في مصر يتم استخدام الجلباب الأبيض واللحي الطويله والزي الأسود والصلبان الكبيره المعلقه علي الصدور في خداع الشعب باسم الدين ,خاصة بعد ان أصبح الشعب في حاله من عدم اليقين ,الشعب أصبح غير قادر علي التمييز بين الأخيار والأشرار بين الخونه والوطنيون ,التضارب هو سيد الموقف ,ورجال الدين وورعهم أصبح سلعه في يد النظام الحاكم يتاجر بها من اجل أن يثبت أن الولاء له هو اليقين فهو يريد ترسيخ مبديء ان النظام هو الوطن والوطن هو النظام,ولكنه لايعلم ان الأنظمه تسقط وتموت ويبقي الوطن حيا ,ان الدوله القائمه علي خداع رجال الدين وألاعيبهم تزول ,فمنذ قرون عندما كانت الكنيسه ورجالها تسيطر علي مناحي الحياه في اوروبا وكانت احدي ركائز الحكم الملكي,قال جيميس الأول (أذا ذهب الأساقفه ذهب الملك))…وصدقت نبوئته بقيام الثورتين الفرنسيه والأنجليزيه.

المصريين الأن يحتاجون الي أن يلجئوا الي الخالق مباشرة ,يحتاجون الي تحكيم قلوبهم واستخارة من خلقهم دون وساطه فمن يتخذونهم اولياء ووسطاء للتقرب لله ماهم الا بشر مثلهم ,حتي ان كانوا يزيدون عنهم علم خاصة في الجانب الديني فهم في النهايه بشر ,يخطئون ويصيبون ,يكذبون ويصدقون,هيا بنا نبدأ التخلص من مفهوم تقديس البشر ,ونقدس الخالق فقط,,هيا بنا ننهي عهد طويل من دولة الكهنوت والمقدسون,هيا نصل الي اليقين بأستخارة الخالق وتحكيم عقولنا التي منحنا ايها ,الله لم يمنح الأنسان العقل كي يكون حليه أو زينه,لقد أعطانا الله العقل كي نفكر ونتدبر شئوننا ,كي نميز مابين السيء والجيد ,الخير والشر,الصدق والكذب,لذا أستخدمواعقولكم كي نصل الي اليقين,كونوا بيورتانيون جدد كي تطهروا البلاد من التعصب والجهل والراجعيه وسلطة رجال الدين,طهروا مصر من المنافقون والأفاقون وأذرعة النظام التي مازالت تعبث بمصائرنا باسم الدين.

http://weladelnaharda.blogspot.com/2012/02/blog-post_29.html