وفى لحظة من تلك اللحظات الخانقة , التى ينتهى عندها معظم العاشقين وقفتْ بكل
كبرياء فى ثوبها الأحمر القصير , وفى عينيها نظرة تحدى عميق تمتزخ بسخرية مريرة وقالت …

سوف أخطو درجاتى السبع منفردة ..
سبع درجات أخيرة إلى سطح الأرض , وسوف أترك جزء منك عند كل درجة وستنتهى بمجرد وصولى للدرجة السابعة !
وكما لجلال الآلهة , إتخذت من إينانا سيدة السماء أيقونة لها , وأستوحت بهاء الأسطورة والفرق كل الفرق هى أرادت تشييع حبها وإينانا أرادت إستعادته , ترى هل تنجح ؟
وعند الدرجة الأولى قالت..
لقد إرتديت ثوب الملل فقررت قتلك ,فأنت تعلم كم أكره الملل وإننى أعلم جيدا أنك إرتديته عمدا …فلتنعم فى الجحيم إذن !
وخلعت عنها إسوارها مع أول درجة , ملقية معه القيد الذى طالما أدمى معصمها …
وعندما وصلت للدرجة الثانية , إلتفتت له ,مبتسمة والدموع تتزاحم خلف أغشية عينيها ..وقالت
وعندى رغبة فى الرقص حتى الإنتشاء , ولم لا أرقص ! , عل إيقاع رقصى يعلوا فوق أجراس أحزانى !
وخلعت عنها خلخالها الذهبى عند ثانى درجة , ملقية معه قيود العشق ووهن الإنتظار
وعندما وصلت للدرجة الثالثة , سقطت أول دمعة حارقة جففتها بإبتسامة بلهاء وقالت
وبى رغبة فى الضحك حتى البكاء ولم لا أضحك ! , فضحكى دائما كان يسبب لك الإنتشاء , فلتنتشى الليلة علك تختفى فى غياهب أصداء ضحكاتى المتتاليات !
وخلعت عنها شالها الأسود عند ثالث درجة , ملقية معه سنوات من الوهم والرياء
وعندما وصلت للدرجة الرابعة , سبحت فى أنهار دموعها وضربت بساقيها لعلها تصعد مسرعة وتمتمت
وأخيرا إستطعت التنفس تحت الماء …إعتدت أن تسخر من أنفاسى القصيرة فى كل شئ وها أنا أنجح ولأول مرة فى حبس أنفاسى مدة طويلة , طويلة لدرجة كفيلة بخنقك تحت الماء !
وخلعت عنها خاتمها الذهبى عند الدرجة الرابعة , ملقية معه كل وعود البقاء
وعندما وصلت للدرجة الخامسة , كفكفت دموعها وإبتسمت ورددت خلف كورس جنيات العالم السفلى بصوت شجى
(الكورس)
قالى يا أم رشرش حرير ,شنكله أحمر والشعر خيلى سواده ليلى طويل ومضفر
والقصة حاردة على حواجب م اللى تسحر , خايلة لحديت راسك يا عيوجية
(هى)
ّوإن كان علىّ ما ألبس سوى اللى يدارى همى , دة أنا وحدانية وما مسح دموعى غير طرف كمى ..مال الحديت دة بس بى !
وخلعت عنها رشرشها الحرير الذى طالما تغنى به , ملقية معه صوته وهمساته الغاوية
وعندما وصلت للدرجة السادسة,عدلت فستانها الأحمر وقالت
الأحمر يليق بأحزانى
وخلعت عنها طوق الياسمين ملقية معه رائحة الغواية والنسمات الحائرة 

وعندما وصلت للدرجة السابعة إنتصبت واقفة بالجسد الذى طالما ألقى به أشعاره وقالت

وبى رغبة بالرقص حتى التحليق , ولم لا أرقص , فأنا لا أجيد البكاء على الأطلال ولقد إعتدت الرقص على الأشواك واليوم سأرقص
والغد سأرقص
وبعد الغد سأرقص
وعندما حطت قدميها على سطح الأرض خلعت عنها ثوبها الأحمر ,الذى تلطخ بالدماء ملقية معها سنين من غباء !
وقالت
دعنا نقف دقيقة حداد ..إحتراما للذى كان
وإنتهت الدقيقة ومعها عمر من الأوهام