نحن صرنا نكتب على أوطاننا حتى نسينا أننا ابناء بلد أكبر ..قد يعتبر كلامي قومي أكثر من اللازم ولايتماشي وفكره اللاقوميه عربيه التي يحس بها الشباب في بلدي ..لكني كبرت وانا قومي عربي ..ولائي للوطن العراق ومن بعده للقضيه العربيه ..بكل همومها وحروبها وتعبها ..أنا لا أحلم بالوطن العربي الكبير ..لا أتصور أننا سنحقق حلم الأتحاد الأوربي (لم يعد حلما أوربيا اليوم بل أقرب للكابوس الأقتصادي ) ..لا أستوعب موضع الأخوه الدينيه رغم ما يقدمه الكثيرين لها من فتاوي موجبه (لو كنت مذنب فأرجوا أن يغفر لي الله من باب أنني أنسان انتقائي ) .. ولكن أنا أومن بأن الشعب قريب ومتداخل ..فرقته السياسه والطوائف ووحده اللسان (على اعوجاجه ) والهم المشترك فكلنا نعاني من عداله بالقمع والتهميش ..يوحده الموائد الزاخره بالاطعمه غير الصحيه ..وحبنا المشترك للنميمه ..عشقنا لقول ماهو غير مناسب وبوجهه الشخص ..نحن شعوب عشريه كما يقال في مصر ..نحب الكلام ..ويوحدنا لو جلسنا مائده وابريق شاي ..قد نختلف بالسياسه والدين والفكر ونتعصب كالمجانين في الدين والكره ..لكننا ننزل ع ابو بلاش وننسى العتب بقبله ونكته وحضن واسع
اليوم الأجيال الجديده تعيش حاله الخوف من الجار ..ابن مدينتها وبلدها ..فكيف بأبن البلد المجاور ..والاعلام يقول لها أنه يجند ويمول ويفخخ ويفتى ويدمر .. بلدنا الكبير صار صغير ..صرنا نرى انفسنا اولاد بلدنا وليمضي الاخرون حيثما يريدون .. صرنا داخل بلدنا نعيش في بلد اصغر ..جامعنا ..حارتنا ..لجتنا الشعبيه ..طائفتنا ..طبقتنا ..نادينا ..وجماعتنا
لم تعد البلدان كما تعودنا ..كنت صغير وأرى بغداد تحتضن كل العرب ..توانسه ..جزائرين ..سوريين ..كويتين ..مصرين ..مدرسي في المدرسه كان فلسطينيا ..علمني القرأئه .. جيراننا اللبنانين ..هم عائلتي الثانيه ..حلاقي كان مصري ..احمد الحلاق ..وكم كنت اعطبه وانا اهرب من محله خوفا من موسه ..زملائي في الدراسه سوريين . …يملكون اجمل حس للنكته وعلموني اكل الفلافل بالشطه ..اول غراميات الجامعه كانت أردنيه حسناء ..لم تستمر طويلا ولكن كانت تركت أثرها بحسها العالي وعشقها للثقافه والشعر
كنت صغيرا واتصور أن الكويت مدينه في العراق واتصور أن الشيخ جابر هو شقيق للرئيس العراقي ..طبعا عندما صرت في الحاديه عشر تعلمت انني كنت مخطء وأنا ارى كارثه حرب الكويت ..اتذكر أن خالي أنبني بشده لانني أشتريت علكه مازنغر التي توجد فيها صور الشخصيه الكارتونيه ..انبني لان البائع جلبها من الكويت ..وهي أول مره ادرك معنى كلمه حرام ..حرام أن تشتري مانهبوه من الكويت ..سيكون نار في معدتك ..هل باعهم الكويتي البضاعه وهوى راضي ( ربما ع الاكثر انه لم يبيعها ) .. اليوم الكويت والعراق حاله كره وحب لاتنتهي ..وملحمه ميناء مبارك اظهرت ابشع مافي الشعبين ..الحرب لم تنتهي الى اليوم
اليوم الدنيا تغيرت ..في العراق صاروا يخافون من العرب ..والعرب صاروا يخافون من العراقيين ..اصعب من الحصول على فيزة كندا او أمريكا أن تغامر وتحلم بالحصول على فيزا لدوله عربيه
ولكن كما قلت السياسه فرقتنا ووحدنا الهم ..قبل أيام كنت في محاضره قدمتها شابه فلسطينيه ..كانت تظهر صور من بلادها..طبيعيه وسياحيه واثريه ..وكلما سئلوها عن شيء تعتذر انها غير مسموح لها بالدخول لتلك المناطق ..حسيت يومها بغصه ..لانني اعرف معنى ان لاتستطيع ان تدخل لمناطق في بلدك ..تذكرت مهانه الدخول للمنطقه الخضراء في بغداد والكلاب الأمريكيه تشمشم أطراف بدلتي ..من يومها كرهت ان ألبس البدل
لكن البلد بلدنا ..كبير ام صغير ..تونس علمتنا اننا كلنا واحد ..ربيعنا واحد ..وقهرنا واحد وثورتنا سلميه رغم كل شيء..اليوم اراقب الاخبار بحزن لانني ارى بلدنا تعاني ..الطبقه المتنوره تعاني ضيق الحال ..وايام صعبه تتلبد في سماوتنا ..الناس صارت اكثر اهتمام بشؤونها ..كلنا نعيش في بلدنا الاصغر والاصغر ..يحكون لي عن بغداد التي فارقتها من 3 اعوام ..فلا أعرف الأماكن ولا اميز الاشكال..نادينا الجميل وصديقي بائع الكتب ومحل الفلافل الصغير ومقاهينا ..ناس جديده بأخلاق جديده
الحاله تنتشر وتتكرر والوضع يعيد صور لم نكن نريد أن نراها .ورغم أنني أدرك أنني لن اكون موجودا في مستقبلنا حينا يتحقق الحلم ونصبح شعوب متقدمه تقود البشريه ..ولكني أومن أننا رغم مانعانيه اليوم سنتجازوها ..وسنصبح افضل ..لآننا نملك عواطف لايملكها الاخرون ..ورغم تشويش اليوم فان الأمل سيبقى بغد ..والحفاض عليه يكون من خلال ان نستمر ونكمل ونحارب لاجل بلدنا الصغير والكبير ..حتى لو لم يعد موجود الا في صور زمان ..نحارب ليجد من يأتي بعدنا أساس يسعفه امام ماتحمله العواصف اليوم من قهر
ربما انا مظلل واعيش في الماضي ..لكني اؤمن بالمستقبل رغم كل شيء.
7 تعليقات على بلدنا
ونرفع صوتنا عاليًا جدا أثناء الحديث سواء وجهًا لوجه أو على الهواتف النقّالة.
مقالة عن العروبة، ولكن ليست قومية على أي حال.. أعتقد أنك لعبت السهل الممتنع، مثلما يقولون في كرة القدم، ولكني غير مندهش، فسلاسة أسلوبك، ومرحك، وعدم تطرفك يضفي على مقالاتك شيئًا مميزًا غير موجهًا، ولكنه غارف في فلسفته الخاصة، قلّما أقرأه بالعربية.
هههههههههههههه اجل احمد فاتتني الهواتف النقاله ..
قبل ايام في لقاء على قناة العراقية قال احد الضيوف كلمة الامة العربية فاستشاط المذيع غضباً وقال للضيف وين رجعتنه يقصد حزب البعث فما كان من الضيف الى ان يعتذر ويعتبرها زلة من لسانه كأنه قد كفر!
كنت تعيش في بغداد بين مختلف الجنسيات العربية اليوم الوضع مختلف جداً العربي في بغداد من اخطر الارهابيين بدون نقاش ومنطقة البلديات التي تضم الفلسطينيين خير دليل والأمر لا يتعلق بالحكومة بل بثقافة الشعب
اي ثقافه الشعب نوفل …لاتنسى الشعب كان يربط حاله التمييز في ايام صدام للعرب بسوء وضعه ..الدعم للفلسطينين كان في فتره الحصار مثير للاستياء لدى العراقيين ..ومانتعرض له على الحدود العربيه من سوء معامله تترك اثر سلبي ..زائد ثقافه رجال الدين ممن ربطوا الاشكاليه التاريخيه بالرمز العربي ..بالتماشي مع ماحققه تنظيم القاعده من تخريب للقاعده الانسانيه للعراقين ..كله وصل العراقي لمرحله العقده من المحيطين بيه ..قبل مده زار صديق عراقي مولع بحب ايران مدينه الرضا لاداء مراسم الزياره الدينيه ..وعاد وهو حزين بسبب ماتعرض له من خلفيه لسانه العربي وبسبوره الاوربي …هاي ثقافه من اجل تفريق الناس ممن يجمعهم قوميه واحده .دين واحد أو طائفه واحده
وبالنسبة للحسناوات الأردنيات، ففي كل دفعة ما في جامعة عربية ما، هنالك حسناء أردنية تشغل الألباب وتجذب النظرات.
اجل يا احمد
طرح رائع وجرئ اصبت فيه كبد واقعنا ومرارته دمت لنا مبدعا معطاء اخي وميض وسلمت لنا اناملك الذهبية