“أنا متمرد ,اذا أنا موجود”  . بتلك المقوله ل البيرت كاموس  ندرك أن الفلسفه الوجودية غايتها الأساسيه التعامل مع وجود الأنسان و نفسه و كينونته التي يشكلها هو بنفسه نتيجة للأختيرات التي يقوم بها في حياتة التي تأثر فيه كما تأثر في من حوله . ولكني نتعرف اكثر علي الفلسفه الوجودية علينا العوده الي الوراء الي القرن 19 و ال 20 وفلاسفة تلك العصور.

في بدايات القرن ال 19 تبدأ ان تتشكل الملامح الأساسية “للفلسفة الوجودية” علي يد الفيلسوف  سورين كيركيغارد الذي عرف بعد ذلك بوالد الوجودية او لنقل الأب الروحي لتلك الفلسفة العظيمة . الذي في مضمون كتاباته اصر علي ان الفرد هو وحده المسؤول عن إعطاء حياته الخاصة معنى بالأضافة للحياة المعيشية التي تمتلئ  بحماس وإخلاص على الرغم من العقبات الوجودية الكثيرة  التي تبعث في بعض الأحيان  اليأس ، والقلق، السخف، والاغتراب، والملل.

من تلك الكلمات المتضاربه التي تعبر ببساطة عن الحياة الأنسانية تعتبر جوهر الفلسفة الوجودية , تختلف الفلسفة الوجودية عن نظريتها من الفلسفات الأخري ليس فقط في مضمونها و مبحثها الخاص بها ولكن ايضا أنها اتخذت الطابع الأدبي اكثر من الطابع الفلسفي الأكاديمي اي من الممكن ان تستشف إن ذلك الروائي وجودي من خلال مضمون رواياته ولذلك يعد مثلا الروائي الروسي العظيم فيودور دوستويفكسي من احد اكبر الروائيين الوجوديين لأن معظم رواياته تتناول الحياة الأنسانية بما فيها من تناقضات مع الذات و مع الواقع المحيط بالفرد.

لذلك نجد مثلا ان في كتاب الوجودية مذهب انساني لجان بول سارتر فقد علق علي روايه الأخوة كارمازوف بأنها تمثل “معضلة وجودية”  , حيث نجد في تلك الرواية علي لسان ايفان كارمازوف تلك المقولة الشهيره “إن لم يكن الله موجودا , فكل شئ مباح” ومن تلك المقولة نجد إحد أهم ركائز الفلسفة الوجودية حيث إن الأنسان حر طليق في كل اختياراته لذلك فهو مسؤول مسؤوليه كاملة عن تلك الأفعال التي يقوم بها , اذا ليس المهم اذا كان الله موجود او غير موجود ولكن المهم إن الأنسان في تلك الحياة يتحمل مسؤوليه تلك الأفعال .

وقد غطي دوستويفسكي في روايات اخري عدد كبير من “الأزمات الوجودية” التي تمر بحياة ابطال الروايات ولكن ايضا تمر بحياتنا اليومية  ورغم ذلك فقد كان ذلك الروائي العظيم دوستويفسكي مسيحي ارثوذوكسي  . 

ومن هنا نري أن الوجودية ليست فلسفة إلحادية فقط بل هي ايضا هي لها شق اخر وهي الوجودية المسيحية او بمعني اصح الوجودية الدينية .

وبعد الحرب العالمية الثانية اصبحت الوجودية معروفة علي الصعيد الفلسفي و الثقافي و الأدبي عن طريق اثنان من كبار الكتاب الفرنسيين وهما جان بول سارتر و ألبير كامو .

في المقالة القادمة سوف نتناول تعريف الفلسفة الوجودية علي يد سارتر و دفاعه عنها من خلال كتاب الوجودية مذهب انساني وكيف تبلورت الفلسفة الوجودية بعد سارتر والي اين تذهب .