انتشلوا مني الفرح الطفولي ، و اغتصبوا الضحكة التي كنت أتذكرها فقط في حضورها … خطفوا الابتسامة الجميلة و الدائمة ليصادروها بين القضبان ، لكن الابتسامة ذاتها صادرت قلوب السجينات والحارسات معا … وكن يقلن لي ما مرة : ”هذه الزهرة ليس مكانها هنا.”.. لست بحاجة لأسمع هذا الكلام …
إنه الحقيقة الشاهدة على مرارتها … و في الصميم تبقى المرارة أقوى من الحقيقة … مرارة اعتقال زهرة الصغرى و رفاق لي …اعتقلت الحقيقة حين اعترفت عن نفسها بأن التاريخ لم يحتضر بل ولد من رحمه خرج أبطال الزمن الثوري ، الذين يحملون مشعلا ليس لينير الدرب فقط و إنما ليحرق كل خائن و مرتد ، كل تاجر في آمال و طموح هذا الشعب في غذ أفضل …
هم رفاق لي و رفيقة أعرفها جيدا و أحفظ تقاسيم جسدها و روحها معا ، اتيه في الغرابة حين أتذكر طيبوبتها و إنسانيتها اللامحدودة … نضجها و هدوءها البريء … هم الحقيقة الأم والحقيقة الحاضر و الحقيقة المستقبل … و هي … هي شقيقتي الصغرى حاملة عني أوزاري منذ البدء و في الأخير وجدتني وريتثها الشرعية … التي تسعى و بدون تردد لأنشر وصيتها عبر ربوع المعمور … الوصية الحقيقة : “اعتقلت لكوني مناضلة و ليس لكوني امرأة” اعتقلت تعرضت للتعذيب لكونها مناضلة صلبة تهشمت تحت أقدامها كرامة الجلادين المفتقدة و مروءتهم الفارغة و المدجنة … حقيقة مطلقة منها تتناسل حقائق عن زمن الغذ الثائر ….
23
فبراير
2009
زهرة ورفاقها … أبطال انتفاضة ماي 2008
هذه التدوينة ادرجت ضمن تصنيف أحداث جارية وأخبار, الدولة والفرد, الشيوعية, المرأة, المغرب, حقوق الإنسان
2 تعليقات على زهرة ورفاقها … أبطال انتفاضة ماي 2008
كلمات مثقلة بالألم … وفيها إصرار على المواصلة.
اتتوقع لمعرفة مالذي حدث حقاً ؟
وأنا أتوق لهذا أيضًا…
تحياتي لكِ زهرة النضال… ولأختك هذه…
عسى الفجر يكون قريبًا