تم على بركة الله تقسيم المرأة التونسية إلى محجبة و منقبة و سافرة في كلمتكم سيادة الرئيس الجديد فاللحكم والقديم في النظال.

سيدي الرئيس

أنا لا أشكك في نواياكم الطيبة ولكن تصنيفكم للمرأة التونسية على أساس اللباس وأنتم الحقوقي الذي عمل على الدفاع على حقوق الإنسان في سنوات الجمر. كمرأة ومواطنة تونسية حز في نفسي تجاهلكم لدور المرأة التونسية الكادحة التي وقفت وقفة الابطال في وجه الطغيان الذي سلبها حقها في الشغل والحرية والكرامة الوطنية.

سيدي الرئيس

يبدو أن تحمسكم للمنصب الجديد قد دفع بكم لمثل هذه التصريحات التي أخشى أن تسئ بشكل خاص لمن دعوتهم بالسافرات الاتي نزلن للشارع وتحدين قنابل إلغاز الخانقة والطلقات النارية الحية في وقت كان الرجال يشاهدون الإحتجاجات في برجهم العاجي من خلال شاشة التلفاز.

لفظ سافرة وإن يعني المرأة العارية الوجه والرأس ولكن ….

كم تمنيت أن تخاطبوا عقولنا ومدى وطنيتنا وحبنا لهذه الأرض الطاهرة التي زكتها دماء الشهداء.

سيدي الرئيس

أنا أخاطبكم كمواطنة تونسية ساهمت كغيري من التونسيين في ثورة الكرامة التي مكنتكم من الرجوع إلى أرض الوطن وتقلدكم لمنصب رئاسة الجمهورية.

فهل يشفع لي هذا تعبيري عن إستيائي عقب خطابكم التاريخي.

سيدي الرئيس

لقد أبلى النواب البلاء الغير حسن بموجة تصفيق على ” حق المنقبة و المتحجبة والسافرة” علما أن حماسة التصفيق غابت عند تطرقكم لموضوع التشغيل ورمزية الموقف تحمل دلالات ستتوضح أكثر مع الوقت.

تونس التي تطمح اليوم للقطع مع الماضي لا تتحمل مثل هذه التميزات والتصنيفات بين المواطنين. فأرجوكم سيادة الرئيس أن تعتبرونا سوية أمام مؤسسات الدولة مهما كانت طريقة لباسنا.

ولتدم ذخرا للوطن.

ولتحيا تونس.