كوني فتاة بحرينية تعتريني سعادة غامرة كلما أستمعت لأحاديث بعض الأجانب من زوار البلد والمقيمين فيها وهم يقومون بمدح و إطراء مدى كرم و مودة الشعب البحريني ومدى رحابة صدرة وطيب معاملته مع الآخرين مقارنتا بالشعوب الأخرى من مختلف الدول العربية، وهذا بلا شك يزرع في داخلي شعور بالفخر والإعتزاز لإنتمائي لهذا البلد المحترم المحب .
لكني مع الأسف الشديد بدأت ألحظ في الفترة الاخيرة أنماطا سلوكية سلبية من قبل بعض المواطنين البحرينين وخصوصا الاطفال والمراهقين منهم تتسم بالعنف و عدم لأحترام في التعامل مع االجنسيات المختلفة من الناس داخل نطاق ممكلة البحرين مما يجعلني أتخوف بعض الشي من أن تتغير صورة بلدي الحبيب في أعين الغير من صورةالبلد المسالم الودود الى صورة البلد الكاره الحقود .
ما أريد قوله أننا يجب أن نبدأ بتربية أجيال جديدة على أساس حب الآخرين و حسن التعامل مع جميع البشر من مختلف الأجناس والأصول ، فأطفالنا اليوم بحاجة إلى من يقوم بتنمية روح المساواة و الإحترام للجميع دون إستثناء داخل عقولهم وقلبوهم الطرية لنراهم يكبرون يوما بعد يوم أمام أعيننا وهم على دراية و معرفة تامة بحقوقهم و حقوق غيرهم الأنسانية و كيفية الصمود بقوة وصرامة امام رياح الطائفية والتفرقة .
فهناك صور يومية اتعايشها أنا و غيري تولد في نفسي الإيمان التام بضرورة معاملة البشر جميعا معاملة واحدة جوهرها الإحترام والتقدير ، ومن هذه الصور التي أراها بشكل دائم هو مشهد العماله اللآسيوية و هم يتعرضون للسب والأهانات والضرب من قبل بعض المراهقين و الاطفال اللذين لا تتجاوز اعمارهم العشرون سنة ، و مشهد بعض المقيمين في الدولة و القادمون من دول اخرى للبحث عن لقمة العيش و هم يتحملون انواع التعذيب النفسي من تفرقة واضحة في المعاملة و إتهامات بأنهم جاءو لأخذ رزق غيرهم من الشعب متناسين ان الله تعالى قد قسم الرزق على عباده في أماكن وأزمان مختلفة دون ان يضطر الانسان إلى ان يسحب اللقمة من فم غيرة .
أتمنى يوما ما أن أرى دائرة الإحترام والتقدير تتسع بشكل أكبر لتشمل أيضا ليس البشر فحسب بل الحيوانات ايضا , نعم… الحيونات الأليفة التي نعتبرها أكياسا للقمامة محملة بالجراثيم و الأمراض المختلفة و نقوم بزرع الرهبة والخوف في نفسيات أطفالنا البريئة منها لنجعلهم يكبرون وهم يحملون بداخلهم فوبيا وهلع من هذه الكائنات الرقيقة .
لا اقول أننا يجب أن نعود اطفالنا على اللعب مع قطط و كلاب الشوارع ولا أاشجع أن يكون لدى كل منزل حيوان أليف لأنني على وعي تام أن هذه الحيوانات ممكن أن تقوم بنشر أمراض خطيرة ومعدية , لكنني في نفس الوقت أحث الآباء و أولياء الأمور على أن يعودوا أبنائهم على الرفق بالحيونات واطعام الحيوانات الضالة الطعام الفائض بالمنزل بدل رميه بالقمامة , ليدركوا من سن مبكر ان هناك مخلوقات ضعيفة سخرها الله لنقوم بالإهتمام بها و معاملتها بحنان و لطف .
و في النهاية ادعوكم أخواني و أخواتي أن نعمل يدا بيد على الإسهام في تغير بعض العقليات الرجعية التي ترى أن الناس و المخلوقات لا قيمة لها إذا ما كانوا مختلفين عنهم بأي شكل من الأشكال .
أميرة فريد قائدي
2 تعليقات على من ليسوا منا!
مقالة قيّمة تمامًا يا أميرة…
تحيّاتي…
كلاام رائع وسليم يا اميرة ….. وانا اقدر اهتمامك بالبحرين الحبيبة وخوفك على نظرة الاجانب اتجاهها وحرصك على ان تكون الافضل في نظر الناس