كتب صديقي الفنان المسرحي المبدع (ي)
أحداث الشهر الجاري:
“بعد حدث القذافي ومقتله على ايدي (الشعب ) الثوار في ليبيا ومقتل الشعب بيد ( الطبيعه) في تركيا اثر الزلزال المدمر .فقد قتلت البارحه الفنون الجميله المتمثله بمعهديها اليتيمين ( معهدالفنون الجميلة للبنات والبنين ) على يد وزارة التربية فقد اعلن شهود عيان ان رصاصة انطلقت من احدى مباني وزارة التربية با تجاه المعهدين مما ادى الى مقتل 70 من الاساتذه من الفانين والفنانات التربوين . وقداعلن نعيهما في عرض مسرحي قصير جسده دورة جبار محيبس في الباحة الامامية للمعهد المذكور . ويذكر الشهود العيان بان افراغ المعهد من هذه الكوكبة المميزه من اساتذته كان الغرض الاساسي منه هو قتل هذا الكيان الفني والاكاديمي والثقافي واستئصاله (واجتثاثة) من خارطة الثقافه العراقين . وعلمنا من مصادر مطلعه ان الغاية من دعوى قتل المعهد هو وجود جامع ( شيعي ) قريب من بناية المعهد ووفق مبداء المشاركة يجب ان يبنى جامعا (سنيا )ولم تسمح امانة بغداد بالبناء على مساحاتها المتواجده في المنطقة مما ادى الى تبرع وزارة التربية بمكان المعهد لكي يحافظ على مبادى اللحمة الوطنية . وانا لله وانا اليه راجعون ( الفاتحة )
قرأت الكلمات ومسحت دمعه ألم فقد مرت ببالي صورة لمسرحيه منفرده قدمها صدبقي عام 2006 في عز الصراع وانعدام الأمن في العراق ,قدمها لمجموعه متنوعه من الشباب العراقي ألتقت لتقدم حوار مدني شبابي لاعنفي في عز عصر العنف,وقتها كانت حركاته وموسيقى النص والكلمات تجسد خوفنا وقلقنا وحرقتنا على الوطن ,يومها بكى الجميع حتى بعض الشباب الأكراد ممن لايجدون اللغه العربيه ولم يفهموا النص ولكن كانوا متحسسين للحركه وللجو وللرغبه التي تحركهم للحوار مع شركائهم في الوطن
شاب مسرحي أسمر لاتقف خلفه قوى اقتصادية أو سياسية أو فكريه أو اعلاميه كالتي تقف خلف صناع القرار المباشر وغير المباشر في العراق ,وقف ولمده 15 دقيقه وحد اكثر من 200 عراقي من كل الالوان والاطياف والافكار بعرض مسرحي واحد
قبل أسبوع كنت احضر مهرجان ثقافي لمختلف الجنسيات التي تعيش في مدينتي الغربية , و أعلن المنظمون انهم سيقدمون تحيه لكل أبناء الجاليات الاجنبيه بمناده أسم كل دول العالم ليقف ممثليها في المدينه والتصفيق لهم ,أقترب أسم العراق فصاح المقدم الغربي كردستان ..ووقف كل العراقيين عربا وكردا معا , وبعد ها قال العراق فوقف كل العراقيين عربا وكردا مرة أخرى …هنا أبتسم المقدم وبان عليه انه اخطاء حينما تصور ان العراقيين غير متوحدين بقلوبهم وان اختلفت اعلامهم وألسنهم
اليوم نرى صناع القرار يتشاتمون ويجتثون الناس وتصل بهم الامور لاعلان اقليم صلاح الدين تكريت لتكون بدايه لاقليم رقم اثنين في العراق , ورغم انني من المؤمنين بنظام الاقاليم وانه من الحلول للعراق ,فأن تعلن قرار الاقلمه فقط لتزعج المركز وترد على قرار لوزير أو جهه هو توضيح لجهود سياسينا في خلق جو من الفرقه الوطنيه
الفن والاخلاق والقيم والطيبه سمات العراقيين من كل لون وعقيده ,الرقي بها يأتي من نغمات موسيقانا واعتزازنا بفلكلورنا ,بفنانا العراقي المتميز في الحرب والسلام في ايام الخير وايام الحصار ,في ابداعنا واحساسنا بالفخر لاننا عراقيين , لو احتاجينا ان نوازن الكفه لانوازنها بأطفاء نور العلم والحضاره لنفتح مسجد أو حسينيه ,الله لايحتاج محرابا له لنحس بالرقي بتواصلنا معه , ولا العراق محتاج ليتوحد من خلال نظام محاصصه كراسي ومساجد وحراس …الخ من اساليب خلق التوازن
العراق محتاج شيء من الغيره عليه من قبل صناع القرار , و احترام لادميه العراقي وانه بشر يفكر ويتأمل ويعبر عن نفسه ويبدع كمواطن وعالم وفنان
الفن هو مايمبز الانسان عن الحيوان هو ابداعنا للتواصل مع سمو السماء والمخلوقات ,لاتطفؤه من اجل كراسيكم!”
2 تعليقات على قصة عراقية واقعية 9: الوحدة الوطنية في اطفاء الفن
إن المثال التي ذكرته لمودة العراقيين والكُرد في البلاد لهو مثال رائع، من الأحرى أن يحتذي به عراقيي الداخل… ولكن طالما هنالك شباب واعي وجيل جديد قادر على حمل المسؤولية مسلّح بالإنترنت وليس بالبنادق والعار والموروث… إلخ.. فاعلم أن غدًا أفضل!
انني احترم كل العبادات لانني افهمها انها حريه شخصيه. وبما انها لله وحده فيمكن ان تؤديها في اي مكان اما اصرار رجال الدين على كونها في كنيسه او جامع او حسينيه او كنيسه فلا يستقتم مع الفهم الا لكون اماكن”العباده” تقدم لهم الدعم ليسطرتهم على الناس وتقديمهم لانفسهم على انهم الواسطه بينهم وبين الله. ولنسال انفسنا: هل العراق بحاجه لاماكن عباده ام دور علم ومصانع ومنتزهات ومزارع. لا اعتقد ان المسؤلين يفكرون بالعراق ومستقبله بل بسيطرتهم على عقول الناس. تحياتي و مودتي. اتمنى ان ياتي اليوم ولا تمسح فيها دمعه الفرح.