ارسل احد المتابعين للمدونتى المتواضعة رسالة على ايميلى الخاص يقول فيها
” انت يا بركان لا تكتب الا ما هو نقد للاسلام ولعلك سمعت بحادثة النرويج اليس ذلك تطرفا …”
وردا على المرسل العزيز كانت هذه المقالة وان كانت متاخرة عن الحدث الا ان ما اتمناه ان تكون اجابة عما يدور فى ذهنه ”
كلنا سمع بحادثة التفجير فى النرويج-اوسلوا التى تعتبر من الدول الهادئة بعدد سكانها البسيط والاف المهاجرين اليها التى استقبلهم المجتمع النرويجى وكنت اعتقد ان المتسبب فى التفجير احد المجاهدين الطالبين حور الجنة الا ان التحقيقات التى اثبتت ان المتسبب فى تفجير مقر الحكومة النرويجية شاب نيرويجى اراد من خلالها ارسال رسالة الى حكومتة بعدم تقبلة لفكرة وجود مسلمين فى مجتمعة وانة يريد تطهير بلدة منهم وهو ما يطلق علية اليمين المتطرف وهو مسيحى متعصب
قال لى احدهم وانا اشرب الشاى فى مقهى تتوفر فية الكهرباء المقطوعة عن احياء العاصمة صنعاء ولدى المقهى مولد خاص قال وهو يشير الى الخبر المبثوث على قناة الجزيرة بخصوص هذا الحادث فى النرويج … انظر الى تطرفهم يريدون طرد المسلمين … ضحكت فقال ما يضحكك قلت له التطرف الدينى مرفوض فهذا المسيحى المتعصب اراد اخراج المسلمين من بلدة هو اعتقد ان بلدة سيكون اكثر جمالا بغير وجود المسلمين وامن ان المسلمين سبب الشر فى بلادة هذا تطرف تعتقد انه مرفوض اليس صحيحا ؟ فهز راسة فقلت له ومعنى ذلك ان الدين اى دين يدعوا الى التطرف مرفوض من قبلك فقال نعم
اذن احبتى هو اتفق معى ان اى دين يدعوا الى التطرف مرفوض ؟
ونحن نتفق جميعا لكننا ننسى ان اكثر الاديان تدعوا الى قتل الاخر المختلف عنا بل ان المذاهب داخل الدين الواحد تذبح انصار الطرف الاخر وتعتبر دمائهم قرابين الى ربهم الذى يعبدونة … وبما اننا اتفقنا ان الدين الذى يدعوا الى التطرف مرفوض ولا نعتبرة دين سماوى لانه مخالف لابسط قواعد التعايش السلمى …ويجب ان يبقى فى مجالة ولا يسمح لمثل هكذا دين بالخروج الى الشان العام والا لكان تاثيرة مدمرا على انصارة ومعارضية … قاعدة بسيطة صحيحة؟؟
المتتبع يجد القنوات الاخبارية وحتى الاسلامية تناولت هذا الخبر منها قناة المجد فى برنامج “خبر وتعليق”وعنوان الحلقة ” جزار النرويج يتغنى بالكيان الصهيونى والذى استخلصت من البرنامج ان منفذ الجريمة عنصرى ويريد ان ينقى مجتمعة من العناصر الدخيلة كما قال احد الضيوف وهو محمد صوالحة مقيم فى بريطانيا والذى ربط بين الكيان الصهيونى وبين التطرف المسيحى … هذا الامر قد يكون صحيح فى عملية الربط بين الكيان الصهيونى وبين التطرف المسيحى لكن لماذا لا نكون صرحاء مع انفسنا ونربط بين التطرف الاسلامى ومناهج التعليم الدراسية … لماذا لا نربط بين التطرف الاسلامى وايات القران التى تحض على القتل والتدمير … لماذا لا نربط بين التطرف الاسلامى وبين المذاهب الاسلامية المتطرفة مثل الوهابية و السلفية والمحلبية
انا اتفق معكم ان ما قام بة هذا الرجل عمل اجرامى وتصفية عرقية مرفوضه لكن لماذا لا نطهر اعلامنا ومناهجنا وديننا من ثقافة الكراهية تجاة المخالف لماذا نطالبهم بقبولنا لديهم ويصرفون علينا من حصصهم التامينية بينما نحن لا نرضى باقامة دار عبادة لهم فى ارضنا ولا نرضى ان يساكنونا بلادنا اليس ذلك ايضا عنصرية منا ؟؟ نحن لن نرضى ان نقيم معبد لليهود المتبقين فى اليمن فى رازح او عمران او حجة ( اسماء مناطق يمنيه) مع انهم يمنيون اليس هذا تطرفا ؟ نحن لن نرضى ان يقيم الاقباط كنيسة جديدة الا بشق الانفس بينما يستطيع المسلم اقامة مسجد بكل سهولة اليس هذا تطرفا ؟ هل نحن جنس اعلا منهم فنحن اطهر منهم وهم انجاس اوباش حتى اننا نطلق عليهم فى تاريخنا التليد العجم الا يعتبر ذلك ايضا تطرفا مرفوضا ؟
ماذا نقول اذن عن الدين الذى اياته ليل نهار وفى جميع صلواتنا الجهرية والسرية تحثنا على ان المخالف لنا كافر وجب قتلة حتى يكون الدين كله لله … ماذا نقول عن الدين الذى يامرنا بمبداء مهم ” الولاء والبراء”
الولاء والبراء قاعدة من قواعد الدين واصل من اصول الايمان والعقيدة فلا يصح ايمان شخص بدونهما ، فيجب على المرء المسلم أن يوالي في الله ويحب في الله ويعادي في الله فيوالي أولياء الله ويحبهم ويعادي اعداء الله و يبغضهم ويتبرء منهم
ومن اعداء الله الذين عليا بغضهم هؤلاء الكفار الانجاس من النرويجيين ويعتبر الاخر مهدور الدم حلال استباحة ارضة وعرضة … هل هذا جائز ام عنصرية ؟
ماذا نقول عن الفتوحات الاسلامية فى تاريخنا المشرق بدماء بقية الامم لنشر دين الله فى ارضهم وفرضنا عليهم احدى ثلاث ” الاسلام – الجزية – القتال” وكل من الاختيارات الثلاث امر من الاخرى مع اننا من زحف بجحافلنا الى ارضهم ولم يغزونا هم فى ارضنا هل هذا جائز ام عنصرية ؟
ماذا نقول عن منابر المساجد فى النرويج التى تصفهم بالكفار وندعوا عليهم فى صلاة الجمعة قائلين ” اللهم زلزل الارض من تحت اقدامهم … واورثنا ارضهم ونسائهم الجميلات … فيما نحرك رؤسنا قائلين امين ” هل هو دين سلمى ام عنصرى ؟
ماذا نقول عن هجمات المجاهدين على مركز التجارة العالمى بدون مبرر لا انسانى ولا شرعى وكانها غزوة فى بلاد الكفر وتدمير الاقتصاد والعمران والامن لتلك الدولة هل هو شرعى ام عنصرى؟
هل جز رقاب الاجانب على ايدى المجاهدين فى العراق واختطاف السواح فى اليمن لمطالب للخاطفين لدى حكومتهم وقتل النساء والاطفال والباعة فى الاسواق هل هو شرعى ام عنصرى ؟
هل منع الشيعة من حقوقهم فى البحرين والسعودية و الحوثيين فى اليمن و السنة فى ايران … ومنع العلمانيين والمخالفيين والملاحدة من ممارسة حقوقهم امر قانونى ام عنصرى ؟
هل منع المرأة من القيادة فى بلاد الحرمين وزواج الصغيرات فى اليمن امر شرعى ام عنصرى ؟
قد تقول يا صديقى انا احدثك عن حادثة فتسرد لى قصه مطولة … اجيبك
بالطبع قد نقول إن الإسلام ليس هو الدين الوحيد الذي يدخل في نزاعات دينيه مع غيره – وهذه اوافقكم عليها ولكنى اضيف ايضا ان سبب بلاء الارض هى فعلا هذه الاديان التى ادخلتنا فى منازعات دينية – إلا أن الاسلام بالتأكيد أكثرها ميلاً للتورط فيها كونه يمتاز عن غيره بمزيج مُتفجر من النزعه السياسيه الفاشيه والرغبة الحرّاقه للوصول الى كراسي الحُكم … فالنزعة الفاشية من كراهيته للاخر وابادتة بايات قرانية واحاديث نبوية … متلحفا بحلم الجماعات الدينية باعادة الخلافة الاسلامية الحاكمة فى البلدان الاسلامية …فهل اذا وصولت هذه الجماعات الى الحكم ستعيد الجهاد الى سابق عصرة الزاهر فنحتل المدن الاوربية ونجلب نسائها الى اسواقنا تباع وتشترى هل هذا شرعى ام عنصرى؟
ان الاديان يا صديقى العزيز لا تولد الا الكراهية بين اتباعها تجاه المخالفين لها حتى وان كان الاخر مسالم لها … الا ترى انك لم تتقبل سلوك النرويجى لانه ارسل رسالة الى حكومتة بان هؤلاء المسلمين غير مرحب بهم فى بلاده … وهو امر اوافقك عليه لكنك لا تتقبل ان يزور نرويجى مكة او المدينة لماذا ؟لماذا نزور بلدانهم ونتزوج نسائهم ونبنى مساجدنا فوق ارضهم بينما لا نسمح لهم فى ارضنا هل هذا شرعى ام عنصرى ؟
لماذا عندما يتعلق الامر بمناقشة افكار الاخر المخالف لك فى الدين او المذهب تناقشة نقاش علمى وتستخدم الحجج والمنطق … فتعتبر ان ما قام به الشاب النرويجى امر لا يقبلة منطق ولا عقل بان يطالب حكومتة بتهجير هؤلاء المسلمين لكنك عند مناقشة اقوال دينك وعلماء دينك ترفض وبشدة مناقشتها بنفس المنهجية العلمية وتعتبر ان هذه الاقوال هى وحى من السماء واجبة النفاذ وان خالفها المسلم الى جهنم وبئس المصير … لماذا نرفض ما قام به النرويجى لكننا لا نرضى ان يسكن النصارى النرويجيين مكة مثلا … لماذا نعتبر ان تهجيرهم لنا من ارضهم عنصرية بينما اذا اراد احدهم شراء بيت فى المدينة المنورة نقول : لا لايمكنه ذلك فالدين لدينا طهر ارضنا من اليهود والنصارى فلا يساكنوننا فيها ابدا …لماذا نقول ان ما يقوم به الاخرون تجاهنا عنصريه بينما ما نقوم بة تجاههم قمة العدالة؟
يا صديقى انا لا ادافع عما قام بة هذا النرويجى لكننى اوضح اننا ايضا بما فى تراثنا الاسلامى انكى واشد تطرفا اننى على يقين ان الاديان يترتب عليها كل الشر فالدين الاسلامى يا صديقى يحضنا على الخير ولكنة فى ذات الوقت يطلب منا قتل الكفار ونعتبر ذلك جهادا فلماذا نلوم النرويجى على فعلة ولا نقول انه ايضا جهادا حسب دينة … ان الاسلام يطلب منا ان نحب لاخينا ما نحب لانفسنا لكن من اخينا هذا ؟ اليس مقصورا على المسلم فقط تطبيقا لقاعدة الولاء والبراء وان المسلم للمسلم كالبنيان بينما المخالف لنا ياكل تبن وسيوفنا فى انتظار رقبتة وشهوتنا فى انتظار نسائة ؟ يا صديقى ان بلاء الارض هو فى هذه الاديان …الأيمان الديني يخلط الشر بالخير، فيفسد الخير الذي فيه اليس هذا عنصرية ؟
التطرف يا صديقى مرفوض لكن قمة العدالة ان تقول ان التطرف من اى دين ومن اى ملة مرفوض ايضا وبنفس الدرجة فهل ترضى ان تقول ان هذا ايضا ينطبق على دينك … وهل ستوافق ان الفتوحات الاسلامية كانت عنصرية وجب اعتذار المسلمين عنها … وان على المسلمين الاعتذار عن الانتهاكات الانسانية فى الاندلس … وان عليهم الاعتذار عن غزوة برجى التجارة وعن الرؤؤس التى قطعت فى سبيل ربنا …… فهل انتم فاعلون حتى نستطيع ان نعيش بسلام وبدون تطرف من اى دين …
اليس ذلك يا صديقى العزيز المنطق المقبول وليس المقلوب ” هو ده المنطق و لا مش هو .. يامتعلمين يا بتوع المدارس”
عذرا احبتى على الاطالة
البركان
5 تعليقات على عنصرية الاديان سبب بلاء الانسان
أهلًا وسهلًا بالبركان على شباب الشرق الأوسط، يسعدنا أن تكون معنا هنا تمامًا!
أعتقد أن أطروحتك شائكة جدًا، ولكن في العموم سيرد المتدينون ويقولون أن هذا طبيعي، أن يكون كل دين أبقى على أتباعه. ولكن ما يحزنني حقًا أن يدعو المسلمون المصريون لمسلمي الهند، ولا يشاركوا الدعوة، ولو حتى من باب المجاملة، لجيرانهم المصريين المسيحيين أو الديانات الأخرى. يرى المتدينون هذا الأمر عادي، بينما تعرّفه أنت على أنه تمييز قائم على أساس ديني.
هو بالفعل كذلك، وقد يتبع هذا التمييز الإقصائي عنف، أو لا، ولكن يظل تمييز ديني مرفوض، من وجهة نظري على الأقل!
أكثر من ذلك، تغولت الدوغما الاسلامية فابتلعت التاريخ بأكمله وجرجرته إلى حظيرة المقدس، فإن أشكل صديقك على الخوض في العقيدة، فهناك من يجرّمُ الخوض في التاريخ الاسلامي خصوصاً في بواكيره، هذا ناهيك عن الخوض في مشكلة “الآخر” في التاريخ الاسلامي، فمن خلال البحث يتبين بأن بيان هذا الآخر عن نفسه من “المسكوت عنه” في التراث الاسلامي، وان الناطق باسمه ليس سوى لسان التعصب الذي وَضع على لسانه بيانه، حقيقةً، ما على أحد إلا أن يطالع البداية والنهاية لابن كثير، أو تاريخ الطبري، أو الكامل لابن الأثير، أو وهذا الأسوء تاريخ الاسلام للذهبي تلميذ ابن تيمية، ليجد أنه و على طول الخمسة والثلاثون جزءً (بحسب الطبعة) لم يتحدث آخر واحد عن نفسه، لا في زمن الفتوحات، حيث أنطق القساوسة قسراً ووضع على لسانهم زوراً، طبعاً ليس دفاعاً عن القساوسة، فأنا لا أرى في دين من الأديان طريقاً، وإنما طعناً في مصداقية هذه الكتب، التي تتبنى خطاباً نرجسياً قائماً على استبعاد أي حدث مضاد مؤثر، وتكتفي بكيل المدائح للأنا وتسويق الذات كحامل مقدس، للمقدس ذاته..هذا وناهيك عن اختلاق الأحداث والفبركة، كقصة دحية الكلبي مع عظيم الروم، وقصة اسلام الكاهن الأعظم في الشام..وأحاديث ابي سفيان مع هرقل، وفرار الأخير من سوريا متندماً..الخ وأرى أن تلحق كل هذه الأشياء بالميثولوجيا الاسلامية المبكرة، ولم نبتعد كثيراً عن الموضوع حيث يعتبر علماء الأديان والميثولوجيا أن كل الأساطير أنانية، تماماً كما ذهب فرويد في الأحلام، فهي تمجد الأنا ..أنا الأمة أو العرق ، وتحط من شأن الآخر بكل الطرق الممكنة، وفي تاريخهم خير مثال على على هذه العنصرية.
اخى احمد
اشكرك على مرورك الكريم على ما كتبته وتعليقك عليه … اتفق معك تماما فيما قلته فاصحاب الاديان ( اى دين ) لا يعترفون بالمواطنة المتساوية الا ان كنت من اتباع نفس الديانة …
هم يؤمنون ان المصرى المسيحى لا يعتبر مصريا الا ان كان مسلما ؟ يضل لديهم شك بان ولاء هذا المصرى للخارج ؟
اشكر لك مرورك
اخى موسي
ما اجمل ما سطرته اناملك الرائعة … فعلا هم لم يعد المقدس فى العقيدة بل امتد الى اشخاص بشريين عاديين يخطئون مثلما نخطئ ليس لهم حصانة من السماء …
عند حوارى مع احدهم يستشهد بصحيح البخارى ورفع تقديسه للبخارى الى اعلى عليين … هم يبدؤن بتقديس الصحابة ثم التابعيين ثم تابعي التابعين ثم من لحقهم باحسان الى يوم الدين …لكن السؤال المشكل هنا لماذا ؟
اعتقد ان المنظومة التى يستندون عليها ان تجرئنا فى نقدها خرجنا عن طوعهم فتنهار المنظومة ويفقدون بالتالى مصالحهم …
محبتى
البركان اليمانى
شكرا لكم لهذا المقال الرائع ..❤