ناقشنا اليوم أنا وصديق ملتزم اسلاميا بأعتدال موضع حول مانراه من الأوربين ممن يختاروا أن يكونوا مسلمين ,ووصلنا الى ان ممارستهم للعقيده الاسلاميه تكون اكثر أثراء لها لانهم يتوصلون للايمان بقناعه وعن اختيار وهم لايحملون ما نحمله كعرب وشرق أوسطين من عقد اجتماعيه جنسيه واقتصاديه , هم لايعتبرون الشرف مفهوم مرتبط بجهاز الانثى التناسلي والمساحه المتعرضه من جسدها للشمس ولكن يقيمون الشرف كمفهوم مرتبط بالالتزام بالسلوكيات الاخلاقيه الرفيعه في المجتمع والقيم التنافسيه بشكل نهضوي في المجتمع كالادب والفن والعمل التطوعي والرياضه

هم لايخرجون ليجدوا انفسهم مقيدين بعقيده… نحن والاخر ,هم منصهرين ضمن مجتمع متساوي الفرص والطبقات وعليه يكون اختيارهم للعقيده نابع من فهم لها وبحث طويل لقيم معينه ,وعمليه البحث عن الحقيقه قد تقودهم للوصول الى جوانب من الدين الاسلامي نتغافل عنها او نتجاهلها او نجهلها ,كما ان قرائتهم تأتي نابعه من فهم للترجمه للدين والتي كثيرا ماتتوفر من خلال اشخاص ايجابين ومؤسسات معتدله وان كانت قليله ,فمثلا في جميع المكاتب الغربيه التي زرتها تتوفر نسخ مترجمه من القرأن الكريم بعده لغات ومرفق بها شرح مبسط وواضح ,وتتوفر عده كتب وفديوهات تعريفيه باللغات الاجنبيه بالدين الاسلامي و تاريخ النبي محمد ,وقد توفر لي فرصه ان اجد في المكتبه الامريكيه ( سلسه محلات تجاريه لبيع الكتب ) ان ارى نسخه من سلسله تعلم للحمقى ..وهي من اشهر السلاسل التعليميه في مختلف صنوف المعرفه التي تقدم بأسلوب ميسر ومبسط موضوع واحد في كتاب كامل مثلا تعلم الكتابه للحمقى او تعلم تصليح السياره للحمقى ..وصولا الى كتب في الفلسفه والاقتصاد والدين وقد توفر لي أن اقراء نسخه من كتاب الاسلام وكتاب القران وكتاب التاريخ الاسلامي من السلسله بشكل مبسط وواضح وسلسل يفتقر له فحول كتب اللغه العربيه
توجد نسخ من وثائقيات من انتاج مؤسسات اعلاميه وعلميه كبرى في مجال التثقيف في الاديان ومنها الأسلام ,والمميز انهم يتكلمون عن الشخوص الاسلاميه بشكل مشوق بعيد عن التدليس والتهويل والتسخيف ,فهم لايقدمون العمل من اجل دعم مله او حكومه او ارضاء رقيب ولكن من اجل تقديم حقيقه عمليه للتاريخ وعمل اللاهوت والاديان فقط
الاوربين ممن يجدون الاسلام دينا اختياري لهم يختاروه وهم لايحملون نصوص النصارى واليهود والعداء لهم ,فهم لايعيشون احتقان اقتصادي وطبقي وتميز مابين فئات المجتمع التي تقوم بها الانظمه الشموليه في مجتمعاتنا ,لايعتبرون الاخر عدو فقط لان النص يمكن تأويله و عندما يقرؤا الايه فهم يبحثون عن المعنى الى حد الوصول لفهم واضح وسلسل لها ومنطقي لا من باب انا اريد اثبات وجهه نظري ولايهم
الاسلام يعاني وبشده في بلداننا والسبب سوء الاداره من قبل المسلمين انفسهم , يتم استخدامه وتفسيره كل حسب مايشاء , ولم تعد هناك وضوح له ,فالمسلم المستجد لن يدوخ نفسه في جماعات وامم وفرق وفصائل مثل مايحدث في بلادنا , شباب الصومال يبكون اليوم القدافي ويقولون القائد المسلم وقبلهم بكى العرب صدام وقالوا الشهيد ويتباكى الخليجيون والكويتيون على مبارك بفجاجه على التلفاز وكلهم صاروا من نسل محمد واشراف وابناء الحسن والحسين ,الملحديين والفوضويين يبكون معمر فقط لان من قتله كبر وهو يطلق الرصاص وهناك من يفضل طاغيه علماني على حريه قد توفر وصول اسلامي للحكم حتى لو كان معتدل او منتخب
التغير في بلادنا العربيه والاسلاميه وفر فضاء للحريه ولكن الحريه لايتم استغلالها لان من يريد ان يقتنص الفرص يرتدي عبائه اسلامي او بدله لعلماني ويصرخ هنا وهناك ويضرب هنا وهناك ويهول ويخوف من الاخر ,,لا المسلم العادي من اي طائفه أو مله أو اهل الاديان الاخرى له صوت مسموع ولا الانسان العادي ممن نقول عنه علماني او شيوعي او ملحد او أي شيء له صوت مسموع
المسلمين صاروا هم في الواجهه , اليوم كل مصيبه هي اسلاميه وكل تفجير هو اسلامي وكل من تطول لحيته يريد ان يقمع النساء ويأدهم ,الحقيقه ان هناك تطرف في كل شيء والجانب اللااسلامي لايخلوا من تطرفه ,في العراق كان هناك مجازر في الموصل في الخمسينيات مابين الشيوعين والبعثين وكلاهما علماني لايمت للاسلام بصله
التطرف في كل شيء ينقلب ضده ,ونحن محملين كمسلمين وكغير مسلمين بنفس امراض مجتمعاتنا من شرف وكبرياء وكرامه وسخونه مخ وعصبيه وجهل وتعنصر , من يطفوا اليوم هم المسلمين فقط لان هناك من يريد ان يكون التركيز فقط عليهم , الحقيقه ان الحوار ينتج ان كلا الطرفين او الاطراف تعاني من خلل وتنظر للامور من جانبها ,مشكله المسلمين ان التطرف زاد لديهم لان كثيرين من المتأسلمين ركبوا الموجه لسبب شخصي او سياسي او من باب طبل وانا ارقصلك
ان كان المسلمين اليوم هم سبب ارتباك القارب فعلى الطرف الاخر ان لايزيده ارتباك وان يفهم ان الحوار والدلائل والبراهين والنظره العامه للمصلحه العامه اقوى سلاح ,الحوار والتفاهم لايعني ان تتنازل ولكن ان تكون اكثر حلما وتماسكاقوله – تعالى – : ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
وغاندي يقول الغضب وانعدام التسامح أعداء التفاهم,,,, وعليه فنظرتنا المتطرفه ضد الاسلام لاتعني ان يكون الهجوم عليه بسبب ممارسات سلبيه ضده بل اعتبار ما يمر به هو محنه يعانيها اهل ديننا او شركاء لنا في الوطن وان لانتعامل مع المسلم المعتدل تعاملنا مع المتطرف ولانزن السلفي الغاضب والجاهل بالواعي والمتنور
ان الاسلام هو دين يولد اليوم ويمر بمرحله الخروج من حصار حكومي واجتماعي قبلي عنيف طال لعصور ,اليوم هو يمتد وللاسف يقع بيد من يسيء له ويشوهه عن قصد او بدون
ان التطرف لايعني ان نتطرف بحربه ,يعني ان نحارب لمبادئنا وعدم قناعه بالمسلمين لايعني ان تحارب فكرهم بطريقتهم ولكن بطريقه اكثر رقي واقرب لفكرك ,,المسلم لايمثل كل المسلمين ولا اليهودي هو من يمثل سياسه دولته ولا المسيحي ولا اي ديانه او فكر اخر ,,هل ستالين وماتلاه من افعال او مجازر ماو او ماحدث في كثير من الانظمه الشيوعيه هو تعبير ان كل شيوعي يصل للحكم سينتهج نفس الطريقه ؟
الوعي والفهم للمقابل هو ازمه المرحله والانسياق خلف التهويل الاعلامي والتحفيز المغرض ,وقولبه الاخر ,,الاوربي يبقى يبحث عن الحقيقه وقد يترك الاسلام ويجد غيره ولكن في بلدانا نحكم بالموت لوفعلناها ولو كان لدين اخر الحكم في بلداننا لفعلوا نفس الشيء بمرتدي دينهم لان المشكله نابعه من نفس العقد الاجتماعيه ,,نحن صرنا نعشق ان نقولب الاخر الغربي اليوم مسلم غدا كابلا وبعده ملحد ويعود للدين او لا وقد يكون مع اوباما او ضده ,اما نحن برشلونه وريال مدريد ,ليفربول ومانجستر , ابيض واسود ولانؤمن ان يمكن ان يكون هناك شخص نص متدين نص علماني نص ليبرالي نص راسمالي نص هيبيز ونص محب لليوغا
والله نحرقه في ميدان عام ,,لابد ان يكون له قالب والحكومه لابد ان تكون كلها من نفس اللون ,العقل مصدر الحكمه ونحن نقرر بعواطفنا والتغير يحتاج عواطف وطنية وعقول واعيه لكي ينجح ,ومهما يحدث المجتمع لن يكون كله لانفس اللون ولانفس الفصيله ,لنتغير لابد ان نتشارك اولا.

وميض خليل القصاب
[email protected]