الكثير من الكلمات المنهكة الموجوده في صفحات الصحف والمجلات التي يكتبها المهتمون والعاملون بقضايا الشباب تجدها أثناء تصفحك لها. أيضاً ، مثلها الكثير من الكلمات المبعثره التي تجدها هنا او هناك في الإنترنت والنابعه على الأغلب من أحلام او ضغوط شبابية علهم يحاولون ان يخلقوا فضاء من الترفيه عن ما في جعبتهم او ربما لرسم ماضي او قادم لصورة صنعتها مخيلتهم الساكنه في عقولهم.

لو سئلت نفسي “لماذا أعمل مع الشباب؟”. لا أريد ان أقول ان هناك الكثير من لا يعبهون للعمل معهم ولا يهمني أيضاً معرفة حجم الإحباط والانانية التي يتحدث عنها بعضهم لأني وببساطة املك تجربه تمنحني المعرفة وهي فقط ما أثق بها لإنها لم تأتي من اللامكان او من كلمات كتبت هنا او قيلت هنا وهناك.

العمل مع الشباب هو الوسيله الأوحد لإكتشاف الجديد والعيش في خضم التناقضات. أيضاً، لإستبصار المستقبل. ثلاث أمور تعلمتها جيداً وأحببتها لدرجة الإدمان من خلال سنوات عملي مع الشباب اليمني. فهم يذكرونني على الدوام بأن لا نهاية لعطائاتنا وان ما من مستحيل إلا وله بصيص أمل في الأفق، هم أيضاً ساعدوني على ان أتفهم حاضري وان لا اقف على أطلال الذكريات أكتب شعر يملئه الألم والدموع… أعمل مع الشباب كي أجد عافيتي وكي أستمر فطاقاتهم وإصرارهم على البلوغ والنضج وحده الوقود الذي ينبض به قلبي وتنمو به شرايين دماغي.

تقول هانية عسود، المدير الإقليمي لبرنامج نسيج (مبادرة التنمية الشبابية المجتمعية) بذات السياق: “ من أجل تغيير حيوات، يجب ان تعمل مع الكل. أعمل مع الشباب كجزء من إيماني ونضالي من أجل التغيير الإجتماعي، كجزء من طموحي. من أجل مجتمعات أكثر عداله، متكافئه، أمنه، وصحيه ومن أجل أفراد أكثر تسامحاً و وعياً وإلتزاماً.

نعمل مع الشباب كوسيلة للمساهمة في تحقيق الوعي بأن الشباب، المجتمعات وغيرهم من المعنيين لديهم مواطن قوة بغض النظر عن وضعهم المعيشي وبأنهم يجب ان يحصلوا على حقوقهم الأساسية في مجتمعاتهم بما يشمل الحق في إتخاذ القرارات بخصوص حياتهم ، وبأن الأفراد ينتمون إلى عائلات ومجتمعات وليس مؤسسات.

نعمل مع الشباب لنشجعهم ونساعدهم على إكتشاف طاقاتهم الكامنه ومساعدتهم على الوعي بأنهم أفراد قادرون على لعب دور فاعل في تطوير أنفسهم، زملائهم ومجتمعاتهم. وأيضاً لنساعد مجتمعاتهم على الوعي لدورهم في تطوير الشباب وبالتالي مساعدتهم على تطوير ثقافة الإحترام بين أنفسهم بحيث يتمكنوا سوياً من تحقيق تغيير إيجابي في حياتهم.”

وأخيراً… هناك مقولة لأحد الزملاء في الهيئة الإستشارية لبرنامج نسيج (مبادرة التنمية الشبابية المجتمعية) الذين أكن لهم الكثير من التقدير إسمه أحسن مجرداوي من الجزائر الشقيق بها أختم كتابتي لهذا اليوم، يقول مجرداوي : “ الشباب إطار وشمعه، إذا عرفت كيف تستعملها، أضاءت لك المكان وإن لم تحسن إستعمالها أحرقت لك المكان.