منذ مده بدات تفاصيل الحياة تتعبني, بين غسل الملابس وكيها وترتيب الغرفه, والتسوق من لحم وخضراوات وصمون وشاي وقهوه, وغسل الصحون واعداد الفطور بنفسي, وفوق كل هذا وذاك الحاح الاصدقاء علي بالزواج مستندين على فلسفة ” خذلك وحده تريحك, من ترجع للبيت كلشي مرتب ونظيف”. تحت كل تلك الظروف التي سردتها والتي لم اسردها خجلا قررت الاعلان عن قبول طلبات الزواج بي ضمن المواصفات التاليه, فمن تجد في نفسها انطباق المواصفات عليها مراسلتي على بريدي الالكتروني في نهايه الطلب هذا:
من المهم جدا ان لا تكون مثقفه اطلاقا فلم تقرأ في حياتها على اية مقاله او كتاب لنوال السعداوي او مصطفى امين او الجواهري او اي من هؤلاء العابثين بامن واستقرار عائلاتنا السعيده المستقره منذ الاف السنين دون حراك الى درجه ان هذا السكون يشبه الكهوف في الجبال. اما من جانبي فساوفر لها كل كتب الطبخ لماما حليمه وماما حكيمه, وكتب التدبير المنزلي بشرط عدم الاسراف بالانفاق.
ان تنهظ باكرا يوميا, فتعد لي الشاي والفطور المكون من الجبن في الغالب عدا يوم الجمعة الذي اتناول فيه البيض في الفطور, ثم تساعدني في ارتداء ملابسي للذهاب للعمل. وتتاكد قبل خروجي من وجود مفاتيحي ونقودي ودخاني ومنديل ابيض نظيف يوميا. ثم تبدا بالاهتمام بالاطفال, وهنا يتوجب عليها عدم اقلاقي بتاتا بايه تفاصيل تافه وممله عن دراسة الاطفال ومشاكلهم مع الاخرين, فهذا من مسؤلياتها.
يتوجب عليها الطاعه العمياء لاهلي فان طلب احد منهم شيئا منها توجب عليها تنفيذه دون تذمر حتى وان كانت على فراش المرض, والا ساعيدها الى منزل اهلها لانتفاء صلاحياتها.
اما ان كانت تعمل, فاولا يتوجب عليها تسليمي مرتبها كل شهر وساقوم بتسليمها مصروف المنزل اولا باول مع بعض الزياده للوازم المرأة. وان كان مرتبها اعلى من مرتبي او كانت في منصب اعلى من منصبي فيتوجب عليها عدم الافصاح عن ذلك لاحد.
اما عن ساعات العمل, فهي غير محدده, وان لا تتدلع يوميا بانها تعبانه وان شغل المنزل ممل ومتعب وروتيني, فمن جانبي ساجعل من المطبخ مملكتها من ثلاجه وطباخ ورفوف ومغسلة, تمتلك فيها كامل الصلاحيات التي لن ينافسها فيها احد.
في مساء كل يوم يجب ان تكون الدشداشه البيضاء والسبحه مجهزة لخروجي الى المقهي واللقاء بالاصدقاء ومناقشه المواضيع المهمه, من تاريخ البطولات العشائريه من سبي النساء للعشائر الاخرى الى الفصل العشائري, او تزويج كصه بكصه, وان لم يكن هناك مثل هذه المواضيع الحساسه نلعب الدومينو ونشرب الشاي الى ان يحين وقت العشاء.
فمن تجد في نفسها انطباق هذه الشروط مراسلتي على عنواني الالكتروني ادناه وان ترفق مع الطلب الفحص الطبي بانها تنجب ذكورا.
20
أكتوبر
2011
أريد زوجة!
هذه التدوينة ادرجت ضمن تصنيف المرأة, رمزية, مقالات مختارة
14 تعليقات على أريد زوجة!
ما ان نشرت ندائي هذا حتى رن الموبايل وكان هناك في الجانب الاخر صوت نسائي عذب عذوبه بلابل فيروز صباحا وقال لي الصوت النسائي” الله ينطيك كل مرادك” واقفلت الخط. لم تسمح لي ان اتسائل اابحث عن الزوجه ام انتظر القسمه والنصيب .
همّ يضحّك… هذه ليست زوجة، بل روبوت!
بالنسبة للصوت النسائي العذب، هذا صوت إلكتروني من شبكة شباب الشرق الأوسط، بعد قراءة الروبوتات لمقالتك… قرروا مواساتك!
استاذ احمد اولا ممنون الك على الصوت الالكتروني مالتكم …… تصور اني هاي”اريد زوجه” تعرضت عند نشرها الى هجوم عنيف فالبعض قال انني متخلف “لانه اي القارء لم يفهم الكوميديا خلفها” والبعض الاخر فهمها الا انه رفض رسالتها وقال لي على المواقع “من انت لتحاول تغيرنا” تمنياتى لكم بالموفقيه……واتمنى لكم النجاح ما دمتم تؤمنون بحرية الراي وربما بعد عذاب سنجني الثمار
اني لمن قريت هلمقاله راسا افتهمت قصده والسخريه الي وراها هذه المقاله ليست تدنسا للمراه او اي شيئ بلعكس هذه المقاله فضحت رغبات وتصرفات الكثير من الرجال الذين تسترو خلف مصطلح(اني رجال البيت)وملاحظه هم صغيره الرجل كاتب هذه المقاله اعتبره من الرجال القله الرائعين الذين قابلتهم في حياتي لانه اكثر الرجال حرصا على اعطاء المراه حقها بلكلمه اولا ومن ثم بلتصرف
تقبل اسرنا المتينة التى تفتخر بتمسكها بالعادات والتقاليد التى تعود الى مئات بل الى الاف السنين دون محاولة احداث تغيير فيها ، تغيير يتناسب مع متطلبات العصر . بينما نجد اسرنا الاصيلة المتمسكة بتلك العادات تفتخر وتتنافس باقتنائها لكل ما هو جديد من وسائل التكنولوجيا من اجهزة الموبايل ( اللمس، واللابتوبات،وتلفزيونات 3D,…..)، دون ان يخطر على البال احداث تغيير في جوانب الحياة الاخرى كي تتمكن من محاكاة تكنولوجيا العصر، فتجدنا اصبحنا مسخا مشوهين ، لا نحن ننتمى الى تلك العصور الوسطى ولانحن ننتمى الى عصر ما بعد المعلوماتية نريد ان نبعد نصف المجتمع ونبقيه في الظلام كي لا تطاله يد تنسه لانه رمز شرف المجتمع وبنفس الوقت نريد موبايل لمس نشاهد فيه احد فلاشات المقاطع السكسية للمشاهر ونريد تلفزيون 3Dكي نفخر به امام الناس ونريد ونريد وريد ،لكن كل هذا يتطلب مبالغ طائلة، اذن بعد حوار طويل ونظرا للحاجة المادية الملحة لمواكبة العصر ولتزويد اسرنا الكريمة بمردود مادي لتوفر مستلزمات اليوم، سمحت لنا اسرنا الفاضلة ان نخرج من الظلام لكن بشرط ان نبقى مغلفات به اينما ذهبنا للعمل للجامعة للسوق وووو، وبالتالي بقينا مسخا ومن حاولت ومن حاول معها ان تحطم/ يحطم ذلك الغلاف من الظلام ان تدفع/ يدفع ثمن ذلك …اغترابا واحساسا بالوحدة وسط الاهل والمجتمع الذي ننتمي اليه…. مع اعتزازي الكبير د.اثير
لا ادري كيف اخاطبك سيده امنه ام انسه ام استاذه فسمحي لي ان اخاطبك بــ عزيزتي امنه. لقد لمست جرحا نديا من جروحنا اعتقد ان ابرز ما يوجهنا نحن العرب قضيتين اساسيتين يتوجب تحطيمهما الاولى العائلة الابويه والثانية الموقف من المراة . ففي العراق مثلا كانت مكانه المراة قبل الثوره الاولى58 افضل مما عليه الان بكثير وكان النداء ” اسفري” وكان كبار الادباء ينادون بان العفة ليست بقطعة قماش ..الخ الخ اما الان فقد تراجعت حقوق المراة بكثير عندنا كتجلي واضح لتراجع الحقوق العامة والخاصه والحريات ايضا. التسائل الذي يقلقني هنا لماذا يحث هذا عندنا اي خطوه للامام ثلاث الى الوراء او ما اصطلحت على تسميته looping.اتمنى ان نفكر معا لماذا.
مقالة ساخرة تصف تفكير الكثير جداً من الذكور في مجتمعنا العربي حينما يفكرون في الزواج فالاحرى بهم ان يحضروا شغالة ومربية اطقال.
حينما قرأت (وان ترفق مع الطلب الفحص الطبي بانها تنجب ذكورا) خطر في بالي (وان ترفق مع الطلب الفحص الطبي بانها عذراء وشريفة) تبعاً للقائمة المذكورة اعلاه وختاما بالطلبات.
قد يُضاف تعقيبك بسلاسة مع محتوى الشروط، أماني!
دمتم جميعًا بودّ!
شكرا لكم جميعا على دعمكم وازلة تخوفي ان افهم خطا فقد واجهت ذلك الفهم الخطا سابقا واعدكم ان استمر في سلسلة النشر هذه وستجدون في بعضها ردا على المواجهات التي خضتها في الموضوع مع كل ودي وشكرا لكم مرتا ثانيه
القضية هي قضية مجتمع وعندما يتعرض المجتمع لعوامل تؤدي الى تراجعه وتخلفه فبالتالي سينعكس ذلك على قضية المراة خاصة وان النضال من اجل حقوق المراة ومساواتها بالرجل يعد حديث العهد في العراق حيث كان قد بدأ مع مؤلفات ادباء وشعراء النهضة العربية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وبالتالي اخذ ينعكس تدريجيا على حياة النساء متجسدا في حقبة الخمسينات والستينات ولو استمرت فترة حكم عبد الكريم قاسم مدة اطول في العراق لاتخذ العراق مسارا اخرا ولحققت فيه المراة العراقية العديد من الانجازات، لكن ما مر به العراق وما مرت به المنطقة ككل وما نتج عن الحرب الباردة التى كنا احد ضحاياه الكثر، وما جلبته العوارض الجانبية لتلك الحرب من احزاب دينية متعصبة وحروب متتالية وارهاب مادي وذهني وسلسلة من تلك العوارض التى اخذ منها العراقحصة الاسد، فاصبح التراجع يوما بعد وعاما بعد عام الى ان اصبحنا لا نعرف لاي العصور ننتمي، والحركة النسوية الوليدة في بدايات القرن الماضي دفنت وهي ما زالت فتية، واليوم و بعد زوال واحد من اسباب تخلفنا مع بقاء العديد منها ، اخذت براعم الحركة االنسوية بالنمو العشوائي هنا وهناك وسط اشواك الانقسامات الحزبية والطائفية وتفشي المفاهيم الدينية المتطرفة في بيئتنا القبيلة الحاضنة لها، ناهيك عن الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية، هذا كله يبقي الحر كة النسوية تراوح مكانها خاصة وان العديد منها مازال لا يتمتع بالاستقالالية ولا يعمل من اجل ضمان حقوق المراة وانما ديكور من اجل تجميل الحزب الذي ينتمي اليه خاصة بعد ان اصبح وجود نسب معينة من نساء في تلك الاحزاب دليل انفتاحها وديمقراطيتها الزائفة، لكن مع كل هذا الواقع المرير انت تعلم اكثر من اي شخص اخر خاصة وانك في بغداد وعلى تواصل مع مجموعة رائعة من النسوة الناشطات المستقلات اللواتي ما زلن مؤمنات بقضية المراة من اجل المراة والمجتمع وليس من اجل جهات معينة ، يتولد في داخلنا امل احداث التغيير في واقع المراة والمجتمع لكنه حتاج الى جهد عظيم ووقت طويل … ومازلنا في الفلك دائرين … محبتي واعتزازي .. وتمنياتي بمواصلة الكتابة الشيقة التى تحفزنا على التعليق ..
عزيزتي امنه, تحية امتنان الى متابعتك وتشخيصك لواقع المراة وانا احيانا اتجنب ان اقول اختلف لاننا في وعينا الناتج عن ثقافتنا المستنده على الماضي والحاضر وعلى الدين بتفسيره كانت المراة هي الضحيه الاولى في مجتمعنا فمثلا في الحرب العراقيه الايرانيه بقيت المراة مسؤوله عن المنزل اقتصاديا واجتماعيا لان الرجل في الجبهه, وعند عودة الرجل من الجبهه ولا عمل له ولا خبره الا حمل السلاح , جاء الافتاء من قمة السلطه بالحملة الايمانيه بـ: تعدد الزوجات والمراه محترمه في منزلها , كل ذلك من اجل ان يعود الرجل الى عمله. اي هنا استخدام الدين من اجل السياسه. وهنا اربط ما جاء امس على لسان عبد الجليل في يوم تحرير ليبيا في الخطاب الاول حيث قال:
الاسلام مصدر التشريع وكل ما يخالف ذلك من قوانين يعتبر باطل. واضاف: وعلى سبيل المثال تعدد الزوجات محرم قانونا وهو معارض للشريعة الاسلامية اذن وهو باطل .
الؤال هنا لماذا دائما المراة هي الضحيه وهي المدخل للتراجعات اللاحقه في مجتمعاتنا ؟ اتمنى ان نناقش ذلك
عزيزي د.اثير فيما يخص قضية المراة فالحديث عنها يطول ويطول ..فجميع المجتمعات هي مجتمعات ابوية لايخيفي ذلك على احد فمنذ تأسيس المدينة الاولى قبل 3000 سنة ق.م ومنذ اكتشاف الكتابة ومع بدأ كتابة التاريخ والانجازات كلها تكتب بذهينة ذكورية وعن انجازات ذكورية واديان ذكورية ورموز ذكورية وابطال ذكور وفلاسفة ذكور وانبياء ذكور…، ومهمشتا دور المراة الام التى كان لها الفضل الاول على البشرية باكتشافها الزراعة والنار بانياتا بسواعدها التى كانت خشنة ذاك الوقت واصبحت ناعمة بعد ان اقصاها الذكر في البيت ، القرى الاولى لتحمي في تلك البيوت البدائية الحنونة حنانة رحم الام الاطفال العزل وتدريجيا مع تزايد الانتاج وبدأ التنافس من اجل البقاء بين القبائل وحاجة القرية للحماية اخذ دور الرجل الذي بدأ يهجر الغابة يظهر تدريجيا مستقرا في القرية حاميا لها ومع ازدياد هذا الدرو تقلص دور المراة الى ان وصل الى مرحلة اقصائها في البيت وسن تشريعات تتعامل معها كسلعة مثل بقية السلع التى تعود الى صاحب الملك مع نمو القرى وتحولها الى مدن تحتاج الى قوانين تنظم الطبقات والفئات، واستمرت المجتمعات تتعامل مع المراة كسلعة وكملكية خاصة للرجل والعائلة وحتى القبيلة، وتفاوتت المجتمعات بتطورها وبالتالي بتعاملها مع قضية المراة بشكل يتناسب مع ذلك التطور الذي احدثته في كافة جوانب حياتها، فكما تعلم صديقي العزيز ان حتى المجتمعات الغربية لم تصل الى هذه الدرجة من منح الحقوق للمراة الى بعد ان احدثت تغيير في فلسفتها وانظمتها فلولى التنوير والاصلاح الديني الذي حدث في نهاية العصور الوسطى لما تمكنت تلك الدول من احداث الثورة الصناعية وضع اسس الديمقراطية ومع ذلك استمر وضع المراة متردي قياسا بالتطورات التى كانت تحدث على الصعيد الاقتصادي والسياسي في اوروربا وحركة تحرير المراة تعتبر حديثة العهد قياسا بكل القهر والتهميش الذي طال المراة لمدة الالف السنين ،حيث كان قد بدأ مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين، اذن فكل عمر الحركة النسوية لا يتجاوز 150 عاما، وهذه الحركة بدأت في المجتمعات الغربية التى احدثت تغييرات كبيرة في كافة جوانب الحياة لانها مجتمعات دينامكية مجتمعات تعتمد على التفكير العقلاني في تفسير الحياة بينما بقيت مجتمعاتنا راكدة على الرغم من بعض المحاولات التى تمت لكنها اقمعت سواء كانت بعض المحاولات الجرئية لبعض فلاسفة عصر العباسي والتى انتهت بحرق كل كتاب يخاطب العقل ويجادل الدين ، فبقيت مجتمعاتنا غارقة بالهموم لا تعرف كيف تحل مشاكلها متوكلة على الله حالمتا بنيل السعادة والرفاهية في الاخرة وليس في الحياة الدنيا الفانية ، اضافة الى ما ساهمت به الحركات الاستعمارية في زيادة تراجعنا وتخلفنا، ومع بدأ حركة النهضة العربية في بداية القرن العشرين كان لقضية المراة اهتمام واضح من قبل كتاب وشعراء تلك المرحلة لكن بقي تاريخ الحركة النسوية في بلداننا حديث ومتقطع تمزقه مختلف الاطراف، ومع تفشي ظاهرة الاسلام السياسي تعرضت الحركة النسوية لهجوم عنيف خاصة وان الدين الاسلام هو دين ذكوري بكل المقاييس ولم يشهد هذا الدين اي حركة اصلاح وتنوير لتجعله مواكبا للعصر ، ولم تتمكن الانظمة السياسية من عزل الدين عن الدولة لتريح حياة الناس اجمع وحياة المراة خاصة،فبقيت مجتماعتنا الراكدة المتمسكة باعراف متعفة ومعتقدات دينية متصلبة تعامل المراة كسلعة وكملكية وكرمز لشرف الرجل والعائلة والعشيرة، عزيزي المشكلة تكمن باختصار بفلسفة المجتمع واذا لم تتغير هذه الفلسفة يعصب احداث التغيير الملحوظ في واقع المجتمع وواقع المراة بالذات
Pingback: شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » أريد زوجة 2
Pingback: شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » أريد زوجة 3: هيجي الرجولة