
مبنى ماسپيرو، نقطة زرقاء، وميدان التحرير، نقطة حمراء، في وسط المدينة بالقاهرة من خرائط جوجل
شهدت القاهرة، بين عدة محافظات أخرى، تجدد سلسلة العنف الطائفي في أشدّ موجاتها دموية منذ عقود، حيث قُتل على الأقل 25 وأُصيب 330 متظاهرًا، وهي الإحصاءات التي تأخذ في الارتفاع.
بدأت القصة عندما هدم مسلمين متطرفين بناية تابعة لكنيسة في محافظة أسوان، جنوبيّ مصر، وهو الأمر الذي أغضب أقباط المدينة الذين لم يجدوا إلا المحافظ ليشكوا له. ولكن ما كان من المحافظ، مثله مثل الحكومة والمجلس العسكري، سوى اضطهاد المسيحيين بالوقوف في جانب المعتدين، بدلًا من احتواء الموقف.
اتفق مجموعة من الأقباط والنشطاء على الخروج في مظاهرة حاشدة من دوران شبرا، المدينة التي تجمع تواجد سكاني قبطي كثيف، يوم الأحد 9 أكتوبر/تشرين الأول 2011، للاعتصام أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، ماسپيرو، تنديدًا بما حدث في الجنوب. ولكن ما كان من قوات الجيش المصري الباسلة سوى إطلاق النار على المتظاهرين، ودهسهم بالمدرعات، وإطلاق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. الأحداث التي تركت المصريين المعتدلين، وكافة المتابعين والمحللين حول العالم، في حالة صدمة لم تنتهِ بانتقال الجثث للمستشفى القبطي شماليّ القاهرة، وسط انعدام تأمين الجيش، وتأبين جثث الضحايا في الكاتدرائية المرقسية صباح أمس. وفي الجهة المقابلة، تم إحراق مدرعتين للجيش على الأقل، وعدد من السيارات الخاصة والعامة.
أثارت تعليقات الحكومة وتغطية التلفزيون الحكومي وتعليقات الشيوخ المسلمين حالة من السخط وسط دوائر النشطاء وأُسر الضحايا وأغلب المصريين. وما كان من المجلس العسكري سوى بإصدار أوامر بفتح تحقيق في المجزرة، وكأن المتظاهرين قد قُتلوا على أيدي كائنات من كوكب زُحل.
أمّا الإعلام الحكومي القابع بالمبنى سيء السمعة الذي يُدعى ماسپيرو، فقد روّج في بداية الأحداث لشائعات مفادها أن جنود قُتلوا وأُصيبوا في الاشتباكات، بل “وأهاب”، كما يُهيب كل مرة، “بالمواطنين الشرفاء” بسرعة التوجه لماسپيرو لمؤازرة أفراد الأمن في الحرب ضد الأقباط، وكأنهم يدعون لمكافحة حملة صليبية تاسعة. لقت شائعات التلفزيون المصري صدى كبيرة من جانب المواطنين المخدوعين في جهاز إعلامهم الكاذب، مما أشعل المجزرة، فكان المجلس العسكري والإعلام هم المسؤولين كليًا عمّا حدث. حاول الجيش احتواء الموقف عبر مصادرة مواد قنوات فضائية أذاعت صوّرت دهس المدرعات للمواطنين المصريين في ماسپيرو، في واقعة لم تختلف كثيرًا عن ميدان تيانمين الصيني، ولكن تغافل الجيش المصري أننا في 2011، ولسنا في 1989، أي أننا في عصر “مافيش حاجة فيه بتستخبّى.”
القانون الموحّد لدور العبادة هو الملف الذي صدأ على أرفف الحكومة المصرية منذ عام 2005، وهو السبب الأول في حوادث العنف الطائفية التي تشهدها البلاد بين الحين والآخر، حيث يحتاج المسيحيون لقرار جمهوري لبناء أو هدم جدار. لم تكن المهدئات والمسكّنات أبدًا حلًا للطائفية البغيضة التي تشتعل في مصر، بل الحل الجذري هو تغيير اجتماعي هيكلي سوف يأخذ عقود وعقود كي يكتمل. المستقبل في أيدي جيل مستخدمي التكنولوچيا الذي يتقبل الآخر بصدر رحب من أيّ دين كان، أو حتى إن كان بلا دين، فالمستقبل ليس، بأي حال من الأحوال، في أيدي حفنة من المتعصّبين الحمقى والمتطرفين الشوفينيين.
تابع التغطية الحيّة على مدار الساعة لأحداث ماسپيرو على صفحة العنف الطائفي بمصر على موقع كراود ڤويس هنا:
تابعوا كذلك أوسمة (Hashtag) تويتر على:
#Maspero, #Copts, #Egypt, #Cairo, #Tahrir, and #NoSCAF.
* This article is also available on Mideast Youth English, here.
2 تعليقات على أحداث ماسپيرو وتجدد العنف الطائفي في مصر على كراود ڤويس
تصاعد مثير للقلق ودليل على ان الثورة المصريه تعاني من تحديات وهو امتحان للفرد والقاده والناشطين
Pingback: شباب الشرق الأوسط » أرشيف المدونة » ثورة نوڤمبر: كلاكيت ثاني مرة