بعد أن أنهيت فترة سجنك – والذي دخلته لأسباب مجهولة – حان الآن وقت عودتك للمنزل مجددًا. ربما لا تتذكر ما حدث قبل فترة السجن هذه، ولكن عليك التحرك الآن فهناك حياة مختلفة في انتظارك

 

ليس خطأك أن أفكارك تختلف مع أفكار الآخرين، ممّا سبب لك العديد من الصراعات والمشاكل المتكررة، بل ربما هو خطأ الآخرين أن أفكارهم لم تتعمق لتتفق مع أفكارك بعد.. مركزيتك كحاكم تقابل إستقبالهم كفروع

 

أنت في مأمن من الأخطار الآن؛ أنت حقًا إنسان سوي، ملتزم بالقانون وتحترم القواعد وتبجل التقاليد والأعراف وتقدس الشعائر، لا جناح عليك وليس في مواطنتك أي غبار, فدائما ما كنت تعتقد أن تصرفاتك من خلال القانون / القاعدة / التشريع سيضمن لك حقوقك ويكفل لك حريتك، في حين أنه في الأغلب يضمن حقوق واضع القانون نفسه، فأثناء وضعه للمبدأ وضع إلى جواره العديد من الحواشي والمسودات والبنود التي تمكنه الإفلات والمراوغة إذا أراد هو تطبيق ذات الشيء على نفسه.. أنت لم تشارك في وضع أي شيء

 

لقد تم تلقينك لتكون بالصورة التي أنت عليها الآن، ليست جبرية أو حرية ، لكنها منظومة متداخلة فكرية يتبعها سياق أحادي اقتصادي سياسي اجتماعي تربوي مُحكم ، كلّ ذلك يتسلل إليك في هدوء لتنفذ كلّ ما تؤمر به طواعية و دون إجبار، وأنت تعتقد – للآسف- أنك حرّ ولك إرادة في الفعل الخالص

 

لقد أخرجوك من سجن صغير إلى سجن أكبر، ولكن المُحيّر أنك لم تر القضبان حتى الآن، ربما لأنهم أقنعوك بعدم وجودها، أو لأنك تأقلمت على ألا تراها