قام أحد أصدقائي المؤيدين للبرادعي منذ أيام بالتهكم على الكتلة الصامتة و حقهم في الإنتخاب واصفا الكتلة الصامتة بأنه مصطلح وهمي لا معنى له ومقللا من دور وأهمية الإنتخابات – التي يعلم بكل تأكيد أن لا نصيب لأهل الفضاء الإلكتروني فيها – قائلا باللفظ “دي ثورة ،، مفيش حاجة اسمها أغلبية صامتة وطظ في الإنتخابات” و”ازاى تدي طفل صغير عود كبريت وتقول ديمقراطية” !!
ورغم من أنني من المفترض أن أنتمي إلى تلك الطبقة المتميزة بوصفي من المدونين وأحد أول وأنشط المتواجدين سياسيا على الفيس بوك والتويتر وغيرهم من المواقع الإجتماعية إلا أنني أجد نفسي مجبراً على رفض تلك الشوفينية الجديدة لدى شباب الإنترنت وذلك الإستعلاء النخبوي المريض الذي يجعل الشخص يظن أن له حقوقا أكثر من غيره لمجرد أنه يمتلك حساب على موقع تعارف اجتماعي أو لإنه يمتلك وقت فراغ كبير يقضيه على مقاهي وسط البلد!
الحقيقة التي يتغافل عنها أصدقائي النشطاء عن عمد أو عن قلة خبرة هي أنه لايمكن بأى حال من الأحوال تجاهل رأى الكتلة الصامتة في إدارة شئون بلادهم التي يعيشون فيها ،، وأنا شخصيا لا يمكنني تجاهل حقيقة أن الأغلبية الصامتة ينتمي إليها أبي المحامي صاحب العضوية القديمة في الحزب الوطني ووالدتي الموظفة التي ذهبت معي يوما لعمل توكيل للدكتور أيمن نور لإنشاء حزب الغد ومع ذلك كانت أحيانا ما تصدق أن التوكيلات مزورة بالفعل وأخي الذي لا يهتم بشئ في الحياة سوي كرة القدم ويؤيد عمرو موسى لرئاسة الجمهورية
هؤلاء الثلاثة أراهم نماذج حية لمصطلح الكتلة الصامتة , فهم لم يكن لهم يوما مدونة أو حساب على تويتر وليسوا بالقطع من الضيوف المزمنين على برامج التوك شو ليقودوا النقاش حول مستقبل البلد التي يعيشون فيها ورغم أنهم كانوا أغلب الوقت ضد نشاطي السياسي إلا أن ذلك لم يمنع أبي وأمي من أن يشاركوا في مسيرات يوم الغضب – الحقيقي يوم ٢٨ يناير وليس المستنسخ عدة مرات بعدها دون نجاح – وأن يتعرضوا لقنابل الغاز المسيل للدموع وأن يتواجدوا في ميدان التحرير أثناء المليونيات ولم يمنع أخي من أن يقف في اللجان الشعبية ليسب الثورة والثوار والخراب ويتهم وائل غنيم بإنه ماسوني رغم أنه لا يعلم معنى تلك الكلمة أصلا ثم يشارك في الاستفتاء ليقول نعم للاستقرار رغم أنه منذ تخرج من كليته منذ سنوات لم يجد عملا مستقراً
وإذا ما أعترفنا بحقهم في المشاركة في تقرير مصير وطننا المشترك فلابد قبل أن نلوم العسكر أو الإسلاميين فيجب أن نعترف بأخطائنا قبل وأثناء وبعد الثورة وتقصيرنا الشديد في ترتيب أولوياتنا واختيار قياداتنا الثورية لنجد كل ذلك الكم من المتسلقين والجهلة يتحدثون بإسم الثورة وهم لايفقهون لماذا قامت الثورة أو كيف تدار الدولة مما تسبب في انفضاض الأغلبية الصامتة عن الثورة والأسوأ من ذلك أننا ألقينا باللوم على توفيق عكاشة لأنه شوه صورة الثورة في أعين البسطاء رغم أن العديد ممن نعتبرهم رموز ثورية هم أكثر جهلا وسطحية وصفاقة من توفيق عكاشة ولم نحاول أن نصحح أخطائنا بل أكتفينا بلذة لوم الآخرين وتبرئة أنفسنا
عزيزي الناشط ، الثورة قامت لتعيد للشعب حقه في تقرير مصيره بنفسه ودون وصاية من أحد ولم تقم لتأخذ السلطة من مبارك لتعطيها لك ولأصدقائك على صفحتك على الفيس بوك
عزيزي الناشط ، ليس فضلا منك إنك شاركت في الثورة – فأنت مجرد واحد من ملايين المصريين – وليس فضلا منك أن لديك حساب على تويتر حتى تصدعنا ليل ونهار أن الثورة أنتصرت عندما استمعت إليك وانكسرت عندما تركتك ورحلت عن التحرير ،، لو كنت تملك رؤية أو تأثيرا أو منطق أفضل من غيرك لإستمع الناس إليك
عزيزي الناشط ، لست أكثر حرصا على مستقبل مصر من بقية أهلها ولا تعطيك ساعات فراغك التي تقضيها على الإنترنت ميزة عن غيرك لتطالب بحقوق لنفسك فوق حقوقهم
عزيزي الناشط ، الثورة قامت من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ، فإذا ضبطت نفسك تحتقر حق الشعب في تقرير مصيره أو تصفه بالجهل أو السذاجة أو تطالب بمنع بعض حقوقه عنه لإنه غير مؤهل لممارستها فإعلم إنك أنت الجاهل الساذج غير المؤهل لتكون صاحب سلطة تقرير مصير غيرك
عزيزي الناشط ، الثورة قامت من أجل الديمقراطية ، فإذا جعلت الثورة فوق الديمقراطية فتوقع أن تكون الثورة القادمة ضدك أنت من حيث لا تدري ولا تحتسب ,,
أحمد بدوي الرفيعي
15-9-2011
تعليق واحد على عن الأغلبية الصامتة أتحدث
ياخي النشطاء دوول عليهم نكات ثقيلة الدم جدًا جدًا! أنا مبسوط جدًا وانا بقرأ مقالتك… ومع كل سطر، كنت بقول “إديله مترحموش.” ياخي النشطاء دوول عليهم سخافة لا تُحصى، إن وُزّعت على كل أعضاء تويتر العالميين.