عندما تدخل الديمقراطيه بلد عربي لابد ان تدخل مرتبطه بالطائفيه ,بينما تشهد عصور الحكام الدكتاتورية أستقرار طائفيا بغياب أي شكل للحكم الحر الديمقراطي , وربما لو أعدت صياغه عبارتي وقلت لما كلما تتاح لنا فرصه لممارسة حرية التعبير نجد نفسنا نتفوه بخطاب يحرض على التفرقة والتمييز والتهميش , ولأنني لا اجد اجابات مريحة للأسئلة أعلاه ,أعود ووافكر قليلا وأقول لما نحن دائما مصحيين في كلامنا ؟ مثلا لو جلست الأن وقدمت تصوري لحل مشاكل بلدي العراق وقلت أن العراق بلد يحتاج وصول قوى سياسيه للحكم تدعم تحسين قطاع الخدمات تشجع الأستثمار وتقاسم الثروات بشكل متوازي بين سكانه ال34 مليون بحيث يرتفع مستوى دخل الفرد مقابل دعم السوق ببضاعه جيده ومعتدله السعر ليتمكن من مجابهه مرحله تحسين الخدمات الطويله ,ونحتاج ان يكون قوانا الأمنيه فعاله وان نرفع من مستوى مؤسساتنا التعليميه والحكوميه …سترى رغم العموميه الموجوده في كلامي ان الجميع متفق معي في الكلام بل ربما سيصفق لي البعض ..لكن لو قدمت قائمه من شخوص مسيحين وصابئه مندائيين وازيدين أو قدمت شخصيه معروفه بعلمانيتها وانه يحتسي كأس من الكحول بعد العشاء أو قدمت شخصيه من طائفه لاتملك أغلبيه في البلد أو شخصا كرديا مستقلا أو أمراة وتكون غير محجبه أو شخصيه من طائفه الأغلبيه ولها تاريخ في حزب سياسي مغضوب عليه …الخ ,ورغم ماقد يتمتع به هؤلاء من قدرات على أيصالنا للحل ,سيكون هناك أعتراض حاد عليهم وفرص وصولهم للسلطه وصنع القرار محدوده وان تحققت لن يكونوا قادرين على تفعيل أي برنامج يخدم ماقدمناه
ماالسبب ؟هل هناك بديل أفضل لهم مثلا ؟أكثر خبره أكثر قدره أكثر وطنيه ؟ كلا ولكن سيكون الخطاب أننا تحملنا ظلم كثير وبالمقابل لابد أن يخدمنا شخص منا ولابد أن نثق أنه سيخدمنا طبقا لما يتماشى وطقوسنا الدينيه والعشائري والأجتماعيه ,وبالتالي الحق النابع من تاريخ من الظلم والأمان المقدم من أصحاب الأنتماء المماثل سيجعل خيار الديمقراطيه معطلا مقابل خيار التوافقيه ,فهم لا يمانعون أن اوافق على الشخص وسيقدمون لي شخص استطيع التعامل معه للوصول لنقطه وسط ولكن لن يتيحو لي تجريب الشخص ممكن من خلال العلم والمنطق والسياسه أن يقدم لي الحل الكامل ولهم وبالتالي سنرضى بديمقراطيه التوافق الطائفي التي تقدم مستوى محدود من الانفراج ونضحي بديمقراطيه الخيار الصحيح التي تقدم لنا جميعا الانفراج الكامل
نفس المثال سنراه في باقي الاراضي المتحرره في عالمنا العربي , نحن نضع الحرية والخدمات والمستقبل الجيد بكفه وبكفه أخرى أن يصل للحكم شخص يعوض لنا الحبس والظلم والتشريد , والسيناريو يتكرر في كل الأماكن لبنان والبحرين وسوريا ومصر ,حالما تتاح لنا فرصه الاختيار نقف جانبين بين من يصلح ومن يستحق , ولان حق الاختيار يتطلب حريه التعبير نبدء نمارس حريتنا بالتعبير لايصال فكره لما مرشح الاستحقاق الديني والتاريخي والمقاومه أفضل من مرشح الكفائه والقدرة , ولان خطاب الاستحقاق لابد ان يتناول ظلم الاخرين أو تهاونهم في مواقف معينه أو أستئثارهم ..الخ سيكون بشكل مقصود أو غير مقصود خطاب نابع من شيء من الغل والاحساس بالظلم واللاانصاف وبالتالي سيدعم مشاعر الأستنكار لدى جانب الاستحقاق على أساس الكفائه فهم يرون الجانب الاخر يريد أن يهمش ويستأثر على حساب الوطن وبالتالي ستصبح ابسط محاولته للتعبير عن اعتزازه بهويته الاجتماعيه تعبير عن ممارسه خاطئه تصبح مستهجنه لديهم ,وربما تتحول مشاده بسيطه في الشارع الى مبرر لحرق كنائس ومساجد وقتلى وجرحى , وطبعا التدخلات السياسيه والخارجيه التي ترى في الشقاق وسياسه فرق تسد الاسطوريه سترعى ان تضخم وتهول الى درجه ان تصبح الفرق واقفه موقف الاعداء وتصبح الخيارات الديمقراطيه مواضيع نستقتل عليها لنحمي وجودنا وتتحول لحروب مقدسه من اجل حمايه عقائد ووجود وعرق وفكر …الخ مما نحارب لنمنع انقراضه ,,,ثروات البلد ستكون متاحه للصوص لانشغالنا بالتناحر وتنهار الدول ونصبح شعوب تكره الديمقراطيه والحريه ونحن لايام دكتاتور كان يوفر ظلما للجميع بلا تفرقه
الموضوع اننا نعيش في عالم لم يعد فيه امكانيه ان نتغاضى عن الاخر حتى لو طهرنا بلدنا منه فسنراه على النت في السفر في الاخبار ..ومهما انغلقنا كلما زادت فرص ان يدخل علينا من الباب أو الشباك,وعليه لابد ان نقف ونستوعبه ونصل معه لحل يؤمن توافق على حكم الاصلح للقياده والبناء والخدمات على اي حساب اخر وان نعزز مؤسساتنا الاجتماعيه لنستغل الديمقراطيه لحمايه ممارستنا الدينيه والاجتماعيه والقبليه وان نستوعب بعض التغيير ان لم يكن كله
في كتاب قديم للتراث قيل ان بغداد في عهد الامام ابو حنيفه كانت كمدينه نيويورك يدخل لها وفد ليخرج منها وفد من كل الاجناس والالوان ,وقتها عجز الدين عن استيعاب قوانين السوق والحكم والعادات التي ادخلتها الامم الجديده وكادت الهويه ان تضمحل وقتها خرجت مدارس جديده للدين تقيس وتقدر وتفكر وتحلل المرورث للتماشي مع المستقبل فستمرت مدينتهم 500 عام حتى غرقوا في الانغلاق والجهل والفساد وعجزوا عن التماشي مع الحاضر فملىء الغزات فراتهم بجثثهم وكتبهم حتى استحالت مائه سواد بحمره الدم
8 تعليقات على الديمقراطية والطائفية
الموضوع المطروح نا للنقاش,عزيزي دكتور وميض, لا يقلقك انت فقط ولا انا بل هو شامل لجميع الثقفين العرب وهو ربما يطرح بشكل مختلف او ربما بشكل فلسفي او فكري. من اين نبدا من القيادة ام القاعده المتخلفه. علم السياسه والاجتماع والاقتصاد علوم غير مؤكده لانها لا تستند على قواعد بل فرضيات, وهنا لا اود ان اكون اكاديميا مملا في النقاش, ولكنى اوضح فقط واعتمد على التبسيط فقط. اقصد لا يوجد دليل قاطع ان نبدا من الاعلى ام من الاسفل.
وسمح لي ان ابدي راي. لم تقدم الدكتاتوريات اي تنميه بشريه حقيقيه اطلاقا ولا يوجد نموذج لذلك اذا حصرنا نموذجنا بالبلدان العربيه واستثنينا الصين. الناس في هذه البلدان بقيت متخلفه عاشت حالات الكبت ولكن لا تسمح لها الدكتاتوريه بالتعبير عن ارائها. بعد سقوط الدكتاتوريه وجدنا انفسنا امام قوى تسيطر على الشارع قوى ماقبل الحاثه وما قبل الدوله/الامه قادره على استقطاب الشارع. ولما كان الشارع قد غيب فكره بمعنى تفكيره اذن ستتقدم العواطف على العقل يتقدم التبسيط على الفكر. وهنا اجد نفسي لا اتفق معك في رمي الكره على الخارج لماذا؟ اولا لان التطور الحاصل في العالم يتطلب استهلاك اعلى منجزات العلم فمن يستهلكها الجهله؟ اتعرف ان الانترنت في العراق يستخدم بنسبةواحد بالالف.ثانيا تجربه المانيا واليابان اكثر من واضحه بهذا الخصوص في الاستفادة من الاخر من الدول الاخرى ثالثا ان الاستثمار يطلب ويتوجب الاستقرار فما بالك اذا كان استثمارا اجنبياز
وقبل ان اترك الموضوع اود ان اشير الى اهميه الشبكه العنكبوتيه حاليا. المستخدم لها بالغلب شاب ليس له تجربه سياسيه سابقه وغير مؤدلج ويمكن عبر الشبكه هذه خلق تنظيمات, ليس بالمعنى الكلاسيكي للتنظيمات, وانما كما تسمى مجموعات,كروبات, يتبادل افرادها المعلومات ويتفقون على وعلى ويمكن حتى استخدام اسماء وهميه لهم مثل التنظيمات السريه. كل هذا خلق امكانيات جديده لم تكن معروفه عندنا سابقا
اتمنى ان لا اكون اطلت عليك وعليهم مع تحياتي واملي الشديد ان تستمر النقاشات في هذه المواضيع.
شكرا دكتور ومثل متكول انت هو موضوع يحتاج تحليل اكثر من عدنا ,ومن المهم ان نكون حاضرين ضمن عمليه خلق التنظيمات الجديده لان وجود اشخاص مثلك ستوفر مرجعيه للشباب تشيرهم للطريق الصحيح
أتفق معك في التحليل يا دكتور، وقد ألهمتني مقالتك أنه كما تنضب الآبار وتنقرض الكائنات التي لا تستطيع التطور والمواءمة… سوف تنقرض فلسفات القومية والمغالاة الدينية، وسوف تنقرض بقايا المتطرفين دينيًا تدريجيًا، وبدون أي تدخل خارجي… قد يطول الانتظار، ولكن حتمًا سوف يحدث.
دكتور وميض اذا حالفنى الحظ والوقت فسوف اكتب موضوعا مكملا لهذا الموضوع عن الثوره التونسيه والمصريه تحديدا واتمنى نشره على صحيفتكم شباب الشرق الاوسط(الدائم)
سيد أثير، أرجو مراسلتنا هنا للانضمام:
http://ar.mideastyouth.com/?page_id=53
وربما لو أعدت صياغه عبارتي وقلت لما كلما تتاح لنا فرصه لممارسة حرية التعبير نجد نفسنا نتفوه بخطاب يحرض على التفرقة والتمييز والتهميش
موضوع أكثر من رائع كعادتك دائماً .. هل يمكننى أن أسأل أيضاً .. لماذا كل الأغلبيات فى الوطن العربى لا يمكن أن تضع مصلحة الوطن فوق مصلحتها الطائفيه إلا تحت نير الديكتاتور
الديمقراطيه لا تعنى حكم 51% لـ 49% وتهميشهم .. فليس فوز أوباما تهميشاً وإقصاءاً للجمهوريين من الحياه السياسيه و ليس حكم ديفيد كاميرون تهميشاً لحزب العمال .. الديمقراطيه فكر وسلوك يحترم الآخر ويقدره ثم يتحول لآليه انتخابيه
عزيزي الاستاذ جوزيف. الديموقراطيه لا تعنى اقصاد احد اطلاقا فحكم الاغلبيه لا يعنى ان الاغلبيه ستحكم لصالحها فقط حكم الاغلبيه يعنى اولا واخيرا الاغلبيه السياسيه وليس الدينيه او الطائفيه او القوميه وتعنى انها ستحكم ليس ضد ومعى بل سياسيا حسب برنامجها الساسي
شكرا جوزيف صراحه من تجربتي في العراق الديمقراطيه كانت الاسم او الفترينه التي تم فيها تقاسم السلطه ,الاغلبيه في الديمقراطيه كما وصفها دكتور اثير بعيده كل البعد عن ديقراطيتنا العربيه ,الاغلبيه ترى نفسها صاحبه استحقاق قد يبرره تاريخ او موقف او كثره عدد وفهمهم مقصور للديمقراطيه على ان نحن سنحكم سواء اعجبكم ام لا ,وتعطل عمل اي شخص اخر لو لم تنل استحقاقها والسبب اننا نتعلم في المدارس ان طريقه حياتنا الصح وان ديننا الصح وان الاخر مجرد عميل او مقهور او متأمر , فمثلا في العراق لحد الان تتباهي القوى الاسلاميه سنه وشيعه بأن الاقليات الدينيه تعيش معنا بسلام واننا لانعاني من مشاكل معهم وانهم مسالمون واكبر مثال انهم يصمون رمضان ويعيدون معنا , مع اننا لانعيد بالكرسمس او اعياد الفصح او اي مناسبه لهم ونشتمهم على المنابر و نهمشهم في الحكم ولانشاركهم شيء , بل حتى كاتب السطور انا شخصيا متعود لو تكلمت في موضوع وقلت مثلا وقد تكلمت مع السيد فلان او جاري علان وهو مسيحي وقلت له ..رغم ان العباره ولا الموقف لاتتطلب ان اعرف احد بدين السيد او الجار , والخلل انني تربيت في البيت والشارع والمدرسه ان اميز واحدد المكون المسيحي ,المسلي او من سخريه القدر ان لو اجتمعنا كعراقيين وتكلمنا سويا فنحن صرنا نقول قلنا للصديق الفلاني وهو شيعي او سني …اي صرنا نشخصن الفئه …في مثل الجو اعلاه كيف ستفرز صناديق الانتخابات نتائج صحيه ومنطقيه ولاتبرز لدينا فكره اغلبيه واقليه مهمشه واقليات دينيه وعرقيه ؟؟