معروف لمن يدرس علم الطب أن الخلاص من الأمراض المستعصيه يتطلب أجرائات قد تبدوا متعسفه في بعض الأحيان ,فنحن نجيز شق جسم المريض والقطع والأستئصال لما هو صالح من بدنه لو كان مقابلها ضرورة للخلاص من حاله مهددة للحياه , بل أن الخلاص من السرطان من خلال العلاج الكيمياوي يتطلب سكب وقصف الجسم بمواد مشعه وحارقه ونتحمل أنهيار الأنظمه التنفسيه والهضميه والكلويه والتناسليه والشعر والعظم مقابل أزاله البؤرة الخبيثه ,كثيرا ما نعالج المريض بالسم نفسه واللقاحات ماهي الا جراثيم تحفز جهازنا المناعي
السبب الذي يدفعنا للتعسف في علاجنا هو أن مصلحه ديمومه الفرد والعيش السليم له تتطلب أن نكسر عظما ونمزق لحما ونبتر عضوا ,,والحال نفسه في بناء البلدان , ماحدث في العراق ومصر وتونس وليبيا واليمن ويغلي في سوريا ليس سوا بدايه علاج تعسفي لحاله سرطانيه خبيثه
نحن نستطيع ان نبرر ونفسر ونستنكر ماحدث هنا وهنا , ونقارن الماضي بالحاظر ولكن هناك فرق مابين ان نرفض العلاج أو نبحث عن احسن وسيله للحصول على العلاج ,ماحدث مثلا في العراق هو نموذج للتغير الخارجي كليا ,ولان الطرف الخارجي أستسهل العلاج الأجنبي وقرر أن يفرض رؤياه للوضع فقد القدره على أن بستمر بنفس الخطه وصار العلاج ألعوبه بأيدي كل من له مصلحه في العراق ,لكن هذا لاينفي أن خطوة العلاج الأولى كانت أساسيه لكن اختلاف فهم المريض والتدخل الخارجي والمصالح الشخصيه فرضت ارباكا للمسيره العلاجيه ,هذا لاينفى أن أنقاذ المريض لن يكون سوى بالعودة لخطه اصلاحيه تعيد المسار الطبيعي للعلاج فالتحرر والعمليه الديمقراطيه والفدراليه هي الحلول المثلى لوضوع بلد مثل العراق والمشكله هي أختلاف الأشخاص على العمليه ومن قام بها وكيف أستغلالها لمصلحتهم بعيدا عن كيفيه استغلالها لمصلحه المريض
مصر وتونس نماذج للتغير الصحي والعلاج القائم على أدراك المريض لخطورة حالته وقيامه بأجراء عنيف وأخذ موقف حاسم للخلاص من مرضه وبشكل نهائي , وهي حاله يحاول الكثير أن يعزوها لوضع أني أو محدث ويبسطها في شكل قرار أني رغم أن سنوات طويله من العمل ضمن حيز محدود من التعبير وفر القاعده للمريض أن يتخذ قراره بشكل صحي , ماتعانيه اليوم هي أمراض ناتجه من عدوى المستشفى وهي حاله مرضيه تحدث بسب ادخال المريض للمستشفى في مرض معين ولكنه يتعرض لعدوى من مرضى أخرين وبالتالي يمر علاجه بنوع من التعقيد يتطلب تطهير وعزل وعلاج وقائي مكثف للعودة للمسار الصحيح ,هنا الصراع ليس على من يستحق أن يكون محرك العلاج ولكن على من ستمكن من دعم المريض في مسيره نقاهته الطويله ويحميه من عدوى مستشفى أخرى أو مضاعفات
ليبيا واليمن كانت مزيج من علاج داخلي وخارجي , وهي تتقاسم وضع المريض الأول وعجزه مما سيسبب تضارب مصالح وتمزق وانحراف عن المسار العام ومخاطر المريض الثاني من التعرض لعدوى المستشفى ومضاعفاتها وخصوصا أن البنيه ضعيفه والمناعه مهزوزة
وبالتالي لابد أن يكون التدخل الخارجي داعما للداخلي في تحقيق اكبر فرص للعلاج بعيدا عن التلوث والعزل وبدء الاجراء الوقائي بشكل احترازي لحمايه مكاسب التغيير
التغير اليوم يلوح في سوريا ويحاط بالمخاوف ولكن نوع العلاج يترنح مابين قرار الاول والعلاج الاني للثاني
مهما كان نوع العلاج فهو كان حاجه حتميه ومتوقعه ولازمه للمريض ولابد ان نتحمل عمليه التغير بكل عقباتها وان ندرك ان الحاله قد تطول وأن كنا في بعض المرضى لن نرى كمعلاجين شفاء لهم فلابد ان نزرع لديهم القدره على البقاء لحين تصحيح المسار والوصل للعلاج الحقيقي
مهما كان الثمن التغير ضرورة وحجر دومينو سقط ليولد تأثيرا له صدى في حياة المريض والاجيال التي ستلحقه
وهذا بحد ذاته من أوئل حسنات التغير رغم فداحه ثمنه!
تعليق واحد على التغيير ليس سهلا!
كثير من البثرات على وجه الثورات… سنحاول التخلّص منها بالتوجه للطبيب المتخصص!