بينما كان يتسكع كعادته في ارضهِ المنسية  بين التماثيل التي اعتاد ان ُيرافقها ويُسحر بجمالها

اليوم مر من امام تمثال لم يشاهده من قبل فاستوقفه وراح يتأمله لم يعرف من يكون.

فهو يعرف كل اشكال التماثيل ،حفظ اسماءها عن ظهر قلب ..سأل نفسه كيف لم يراه من قبل؟

هل كان موجودا من قبل؟ وبقى يتأمله بشدة .. كانت امرأة قوية الملامح ..ليست بآلهة ولا قديسة

نظر الي عينيها كانت تنظر الى لا شئ وفي نفس الوقت يُخيل إليه انها تنظر نحوه.

دار حولها ببطئ تفحص زوايا جَسدها ..حاول ان يجد علامة او رمز او حتى إسماً..لم يجد شيئاً

وقف امامها من جديد اقترب اكتر كان رأسها يعلوه لم تكن في طوله ولاحجمه وبدون سبب اغمض عينيه ،

وبحماقته المعهودة يحاول ان يستمع اليها علىّ التمثال يصدر اي صوت.. و استنشق كمية اكبر من الهواء واقترب اكتر

ولمسها ببطي شديد كانت شديدة البُرودة ..ضَمها بحرارة جسده كانه يزرع الحرارة فيها  فَبرد جسده وتدفأ جسَدها لكنه لم يبقى كذلك لفترة طويلة ..ابتسم لنفسه لأنه استطاع تدفئتها ولو لمدة ..وخيم السكون .

ابتعد عاد الى بقعته اول مرة.. وبقى يتأملها لفترة اطول، هل يخيل لجنونه انه سيستنطق التمثال ويحيه؟ هذا ما جَال في عقله يريد ان يُحي روحاً فيها .وبدأ يهتز ويتمايل واشتد تمايله وبدأ في اطاحة يديه في الهواء.

بدأ يرقص ……..اكتر ..واكتر.. ودار حولها وهو يرقص  على أنغام مخيلته رقصة الجنون .

ووقف امامها يرقص وهو ينظر الى عينيها .التى يُخيل له انها تنظر اليه. ربما محاولة منه لاستفزازها .. وبدا جنونه أكبر من المعتاد

فامسك بإحدى يديها ويرقص معها  ويدور ملوحاً بيديه

….
…..
……..

حل المساء ..وهدأ جنونه تدرجياً.. ولم يتحرك التمثال.. ولم يتكلم حتّى.. انهكه التعب من رقصه ِالمجنون

وجلس ارضاً ينظر اليها ..لم يفلح في ان يُحيها او حتى ان يعرف من تكون.

فكر في ان ينام بجوارها علهُ يراها في احلامه وبقى يفكر في الحُلم حتى نام.

واستيقظ في الصباح ولم يَحلمُ .. ضَحك على نفسه ومن جنونه.. فالتماثيل لا يمكن إحيائها ولا يمكن ان تتكلم حتّى .ومضى وهو يخيل اليه انها تراقبه بعينيها.

نسيمي: أسهل طريقة لإنشاء موقعك على الإنترنت!