تنتشر في شوارع سوريا مؤخراً موجة من الغضب والحقد على الوضع الراهن سواء على الصعيد الاجتماعي أو المالي أو حتى المعيشي.
وتتكاثر السيناريوهات البائسة التي يجبر شبابنا العيش تحت رحمتها والتي كان لفترة طويلة من الزمن للأسف غير مدرك لوجودها أصلاً أي من الشعب وحتى أنه اعتبر المدرك لوجودها بالفاقد عقله!
وعندما أقول “تتكاثر” فأنا أستنذف كل معاني الكلمة المذكورة..
خلال عملي أحتاج إلى اتصال انترنت سريع وأنا وأصدقاني من مبرمجين الويب نعتبر حالة شاذة في المجتمع لاحتياجنا إلى خط انترنت سريع ولو أن الجميع يعاني!
بعد عدة سنوات من المحاولات وتقديم الطلبات الخطية والشفهية والمبادرات إلى استخدام “الواسطات” للحصول على أحد الخطوط التي تخصصها مزودات الخدمة إلى وفقط إلى من يمهمه الأمر، بمعنى آخر إلى من يستطيع تحمل كافة النفقات المعنوية والمادية وبمعنى آخر أي من لديه معارف جيدة هنا وهناك .. ولديه دخل أعلى من متوسط، لم نقدر الحصول على أكثر من مجرد خط dial up!
المهم على مطلع سنة ال 2009 ، طرحت شركات الاتصالات خط انترنت 3G عبر الموبايل، وبإمكان الجميع شرائه.. لكن لاستخدامه شروط.. حيث أن الآجار الشهرية مرتفعة جداً مقارنة بالدول الأخرى بالإضافة إلى أنها محدودة الاستخدام، ال upload بطيء وال download سريع! ولايجب أن تتجاوز حجم البيانات المتبادلة شهرياً ال 1 غيغا!
لشخص يعيش في خارج سوريا، وأقول في خارج سوريا لأني أعتقد أن سوريا من الأقليات في هذه الطروحات، أظن أنه سيعتقد أن المذكور هو محض من الجنون.
لكن هذا ليس بالأمر الكثير حتى أننا نتغاضى عن أهميته في كثير من الأحيان، أما لو أخذنا نظرة سريعة على دورة الحياة العجائبية التي نتعايش في ظلها ونشكل جزءاً مهماً من تغذيتها حتى لو لم نرغب بذلك ..
عندما يُطلب مني أحد البرمجيات، أوزع وقتي بحيث أعمل وأدرس وأسلم المشروع على الوقت المحدد ..
في إحدى اللحظات المتوقع أن أعمل فيها على البرنامج تنقطع الانترنت لحوالي 5 ساعات بدون سبب، عندما تعود الانترنت تنقطع الكهرباء.. وبعد المعاناة وجفاف الدماغ من شدة التشتت يتعطل الكمبيوتر بسبب دفعة كهرباء غير محسوبة (هذا أمر حصل من فترة ليست ببعيدة مع عدد كبير من أصحاب أجهزة الكمبيوتر)، نرسل الأجهزة إلى الصيانة ولأن الطبقة الراقية من الزبائن لاتملك أدنى احترام للوقت لايرجع الكمبيوتر إلا بعد شهر ومغلف بفاتورة ملمعة وعلى الأغلب يكون معطل!
وفجأة يصلني عدة رسائل نصية على الموبايل أنه علي المبادرة بدفع فاتورة الانترنت وإلا ستقطع، فأذهب إلى مركز الخدمة الذي يكون مغلق فآخذ تكسي إلى مركز خدمة آخر يبعد الذي يبعده عن مكان تواجدي وإذا بالموظف يقول أنه لاتوجد فواتير أصلاً!
وبعد عدة ساعات ضائعة ومشاكل مع الشركة .. يتذكر الموظف أنه فعلاً توجد فواتير!
وهكذا نحاول النجاة بطموحنا وأحلامنا في كل يوم!
وهكذا تتكاثر معاناتنا، ولكن أعتقد أن الفرق الوحيد الآن عن سابق الأجيال أننا بتنا مدركين مدى قسوة الوضع.
يتبع معاناتي ..
5 تعليقات على معاناتي والانترنت في سوريا!
السلام عليكم اكيد انك انت من قبائل عباس او انك دحلاني
يعني عميل عميل عميل
رسالتنا:
إلهام الشباب ومنحهم فرصة التعبير عن آرائهم بحرية، وتأسيس حوارات فاعلة ومؤثرة قائمة على الإحترام بين مختلف الأطياف الشبابية في الشرق الأوسط
——–
هل تعلم أخي محمد من أين اقتبست هذا النص؟ من الواضح أنه من صفحة “من نحن” في موقع شباب الشرق الأوسط.
أستطيع الاستنتاج من كلامك أنه إذا كان التعبير بحرية يعني “عمالة”، فانا بانتظار قراءة مقالاتك التي ستبتعد عن جميع أشكال مس الخطوط الحمراء والتي ستلتصق بالتملق وأما اذا لم تكن كذلك فلا داعي لأن أقرأها أصلاً فستكون أنت عميل!
نشاطر معاناتك فمع مرور الوقت نزداد تخلفاً وتزداد جيوب بعض الناس امتلاءً باسم الحضارة والتحضر والتي ندعي اننا نحاول امتلاكها.
لفت انتباهي تعليق ورد على هذه المقالة والتي أود كوني من سوريا أن أرد عليها كالتالي:
كل من يميز عميل سوري فهو إما منهم وفيهم أو من نظام استخباراتي معادي!
فلطفاً الترأف بالرأي الآخر واحترام معاناة الكثيرين الإنسانية..
اوف ياريما يعني مابعرف شو راح علق بصراحة!!
علق على نص الخدمات المحجوبة!!!
ولا علق على السياسة الي عم نعاني منها نحن بكل موقع نفوت و بيعطينا كونكم سوريين , انتو تحت المقاطعة!
ولا احكي عن التكاليف السوبر باهضة
ولا السرعة السوبر سيئة…..
ريما ………. وحياتك عوجا.
الوضع فعلًا بالنسبة لنا هو محض جنون وخيالي بالنسبة لمستخدمين مثلي يحمّلون أكثر من جيجا يوميًا، ويستخدمون الإنترنت 24 ساعة بلا انقطاع… فانقطاعه ساعة يعني ضياع العمل الذي من المفترض تأديته في ميعاده.
نحن في مصر لا نعاني من هذا تمامًا، لأن سرعة توصلي بالإنترنت هي 7.2 ميجا، وهي سريعة جدًا، وتمكنّي من سرعة تحميل واتصال غاية في السرعة، ولا يوجد انقطاع تمامًا لا في الشبكة ولا في الكهرباء ولا أعطال في الكمبيوتر…
هذا الموضوع كتب منذ أقل من عام… أرجو أن يكون كل هذا قد أصلح الآن، والحياة جيدة في دمشق العظيمة…
تحياتي من القاهرة..
أحمد زيدان