وجوه (4): أبو القمصان
“صاحب الكرامة المزعومة واللعنة الدائمة مولانا أبو القمصان” كان مجرد ذكر اسمه كفيلا بسريان الفزع في أوصال الصغار، وإثارة تبرم وغضب مكتوم لدى الكبار. فما أن يذكر الاسم . أو يرد على الخاطر، حتى يفكر كل شخص عن وسيلة …
“صاحب الكرامة المزعومة واللعنة الدائمة مولانا أبو القمصان” كان مجرد ذكر اسمه كفيلا بسريان الفزع في أوصال الصغار، وإثارة تبرم وغضب مكتوم لدى الكبار. فما أن يذكر الاسم . أو يرد على الخاطر، حتى يفكر كل شخص عن وسيلة …
أسنانه البيضاء والبارزة، كانت هي الاستثناء الوحيد في بشرته وملابسه السوداويين. نحيف لحد الوهن، دميم الوجه، شعره أفريقي مجعد. سريع الخطوة في خط مستقيم، حتى يخال المرء أن أقدامه الحافية دائما، المملوء بالشقوق الواسعة، لا تلامس الأرض. صامت دائما، لم …
على امتداد البصر، وسط المزارع الخضراء في جنوب مصر، وبين بيوت قراه الريفية البسيطة المبنية من الطين غالبا، تترامى أبنية مختلفة قليلا في الشكل، تعلوها قباب مخروطية مطلية باللون الأبيض، وأسفلها غالبا باللون الأصفر، وتتداخل على بقية البناء خطوط دائرية …
كأنها آخر ما تبقى من دماء ظلت تفقدها ببطء طوال أكثر من خمسين سنة .. ربما لم تكن دماء فعلا بقدر ما كان الفراغ البارد الذي خلّفه انسحابها التدريجي وترك لديها القدرة على النظر في عينيّ لتسأل: ( هانعمل إيه …
منذ بدايات الطفولة البعيدة التصقت شخوص معينة بالذاكرة وتكاد تكون مصاحبة لها بصورة تبدو أحياناً عصية على الفهم، كبرت وارتحلت وغيرت الأماكن ووهنت الصلة بالجذور وبقيت أشباح تلك الوجوه تتردد بصورة شبه يومية على ذاكرة يبدو أنها لا تكترث …
أقف أمام ماكينة القهوة في الدور الثاني من البناية الضخمة التي تحتل المؤسسة العالمية التي أعمل بها نصفه. أنتظر دوري في طابور قصير ملول، يخفي الواقفون فيه تذمرهم ،من الانتظار ومن بعضهم البعض، تحت غطاء من اللياقة الاجتماعية التي يمكن …
صحفية حُبلى أنا! نعم… هكذا يحلو لي أن أقدم نفسي مذ أدركت أن بداخلي إنسانا آخر يشاركني الاشتباك مع العالم في كل يوم! لست وحدي في مواجهة الحياة ! بل نحن اثنان…أنا…وبطني المتكور على إنسان بطول 30 سنتييمتر! استيقظت اليوم …
استيقظت اليوم في السادسة صباحا. حسنا، مازال الأرق يعمل بكفاءته المعهودة في أجهزتي العصبية المنهكة! في سريري أفكر، كيف سأتحرك من مسكني إلى وسط القاهرة، حيث سأضطر إجباريا للمرور بميدان لبنان، الذي أغلق بالأمس جراء اشتباكات وأحداث شغب قادها سائقو …
لا تخف! ليس معنى الوقوف في النافذة..أنك ستسقط ليس معنى السعال..أنك مصاب بالسرطان ليس معنى ضيق التنفس ..أن قلبك به شريان مسدود الحياة فقط هي التي معناها أنك ستموت. حتاج أحيانا وعلى فترات متباعدة إلى ذلك الفرح: أكتب في خانة بحث …
حين داهمتني البلادة والخواء فصحوت خاوية الصدر من الثورات والفورات وأحلام الترحال المتعب بين القارات، وغير فاهمة لمٍ قسم الله بالقلم وما يسطرون وقد انتابني الزهد في الحروف والسطور وما يكتبون ومن يقرؤون. وجدتني تلقائيا أفتح أحد مواقع الإنترنت “الثورية” …
لم أعرف أحدا قال لشخص ما ذات مرة ( انت ابن موت ) .. ربما حدث هذا مع غيري، لكنني لم أسمعها أو أقرأها إلا محترقة بدموع واحد يحكي للآخرين عن إنسان أصبح ميتا .. واحد لزم عليه تعديل الصيغة …
لما سألت الحاجة سعدية ذات الأعوام الثلاثة وسبعين “تأمريني بحاجة يا حاجَة” قالت بأنفاس متلاحقة: “ما يأمرش عليكي ظالم يا بنتي”…تدعو وأستزيدها من دعائها الحلو:”أيووووة والنبي يا حاجة سعدية…أيوة هي دي الدعوة اللي عايزة أسمعها”… وكلما استزدتها زادتني بكرم… وكلما …
“عندما تعترض الثكنة سبيل الحرية تصبح الديمقراطية مجرد شعوذة بوليسية ” محمد فال ولد سيدي ميله. محمد بابه ولد سعيد: حصل علي شهادة البكلوريا منذ ما يناهز العقدين؛ بتفوق ملحوظ خوله الحصول علي منحة للدراسة بفرنسا. حيث تميز طيلة رحلته …
لماذا أشعر بأن الشخص الذي كنته في بدايات شبابي أصبح الآن أكثر قربا من تحطيم الجدار الصخري الذي حُبس وراءه طوال هذه السنوات ؟ .. أعرف أنه لا يوجد ما يفرض بقاءه سجينا حتى نهايتي، لكن متعتي في نفس الوقت …