ببردها الصعيدي الأسود الذي تلتحفه، وبوجهها المتغضن العجوز، وبنظرة الكبرياء المشذب التي ماتزال تلتمع في عينيها رغم العقود التسعة التي اقتنصتها من الحياة الدنيا.. بكل هذا استقبلتني. تحسست وجهي بيديها الهرمتين : “فيك شبه منه يا وليدي، ماشاء الله عليه …
أجلس في حجرتي الصغيرة . ينعكس على وجهي ضوء الكشافات البيضاء الصغيرة الخافتة . أتطلع للصالة فتبدو لي كأنها مقبرة كبيرة من فرط الظلام. أشعر بانقباض وتزحف الكآبة على نفسي . أحاول الهروب من الكآبة والظلام بالخروج إلى الشرفة . …
إلى لحظة كتابتي هذه السطور أتحداه… أشعر به يوسوس لي يخيفني أصدقه ثم أتمالك نفسي لكن أتحداه ، قال لي طبيبي إنني مريض به و هو سيطر عليَّ لكنني أحاول مقاومته فلن يتركني ، ثلاثة أعوام معه تاركاً له الحرية …
أفتح عيني بصعوبة وأنا أعرف أنني لن أقدر على مغادرة الفراش الآن.. وربما بقيت في الفراش طوال اليوم.. أتأمل حقارة غرفتي بتدقيق شديد وأتعجب أكثر من تفاهة الحديث عن جمال الألم إذا ما صح الجمع بين الكلمتين في توصيف واحد …
ظل قلب مي زيادة مأخوذاً طوال حياتها بجبران خليل جبران وحده، رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة. ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا منذ 1911 وحتى وفاة جبران في نيويورك عام 1931. واتخذت مراسلاتها صيغة غرامية عنيفة وهو الوحيد الذي بادلته حباً بحب وإن …
“ما علينا!!”.. قالها عم عبود للمرة العاشرة أو يزيد خلال حواره الطويل معي قبل أن يستأنف الكركرة في أرجيلته التي صنعها بشكل بدائي من عبوة بلاستيكية لمنظف شهير وبقايا من خراطيم الري الرفيعة.. ولم يشتر لها سوى الحجر..”ده بقا ماليش …
لم أفقد ضفيرتي! كبرت ما كبرت ولم افقد ضفيرتي قصصت شعري قصيرا على الطريقة الغلمانية التي تكرهها أمي…ولم أفقد ضفيرتي حين أراه تنتعش ضفيرتاي و أستعيد أمية طفولتي بسعادة مدهشة… حين أراه أكاد, لولا شئ من حياء وادعاء الوقار, أشد …
ظروف العمل هي التي قادتنى لتغيير الروتين اليومى و ركوب مترو الأنفاق، وكان ذلك في موعد خروج الموظفين من أعمالهم فتقبلت الزحام الذى كان معتادا في البداية، حتى أننى تقبلت بكل ترحاب غفلتي في الوصول لمكان اللقاء الصحفي الذى كنت …
( 1 ) بداية التسعينيات .. تلميذ الإعدادي يجلس داخل قصر ثقافة المنصورة كي يقرأ قصصه القصيرة الأولى لأعضاء منتدى عروس النيل الأدبي .. بعد أكثر من عشرين سنة لا يجد تلميذ الإعدادي الآن مناسبة للحديث عن أعضاء ذلك المنتدى …
تحسبا لأي شيء: وأنت جالس معي استدعي واحدة من نساء أسرتك، وأضاجعها أمام عينيك! أشتمك مع أصدقائي في غيابك ونسخر منك؛ توجعنا بطوننا وتدمع عيوننا وتنقطع أنفاسنا من شدة الضحك عليك .. كل كلمة أقولها لك ـ مهما كانت ـ …
كان لصفة البخل الحظ الأوفر بأن تلصق نفسها في شخصيات أدبية كبيرة، فكان لها ما لهم من شهرة وذيوع صيت،ولكن صفة البخل لم تلصق بهؤلاء الأدباء من فراغ، بل لها أسبابها الخاصة التي استطاعت أن تخلق من خلالها مناخاً للعيش …
حادي بادي كرنب أمشي من السكة دي ولا دي أمشي وألاقي المايله اعدلها ولا إذا مالت أنا أكملها ولا أرجع و بظهري أديلها و كأنها مافاتتش قصادي أمشي من السكة دي ولا دي زبادي كرنب حادي بادي أسافر …
في اللحظات الحالكة ألجأ لكتاب “المثالي” لفيزياء الصف الثالث الثانوي! فقد احتفظ هذا الكتاب بقيمة رمزية في نفسي تفوق ماعداه من كتب.. بعد تجاوزي المرحلة الثانوية احتفظت بهذا الكتاب دون غيره، وخبأته في منطقة ما من أدغال شقتنا لا تصل …
ما آلمني في حديثنا ذاك اليوم .. أن أثبت لي أن كلمة “من الثوار” صارت سُبة في جبين مستحقها .. وهذا ليس بخطأ منك ولكنه منّا نحن .. ولتصحيحه قد نتنصل من الثورة فتصير كالزنيم في أهل الحسب .. ولكن هذا …